أطفال داعش "قنبلة موقوتة" عائدة لأوروبا.. الصغار ينضمون لأرض المعركة مع الآباء الهاربين ويولدون بالمعسكرات.. 12000 امرأة وطفل أجنبى فى التنظيم.. والدول الأوروبية تفصل الأطفال العائدين عن الأسر المتطرفة لتأهيلهم

الجمعة، 31 مايو 2019 09:00 م
أطفال داعش "قنبلة موقوتة" عائدة لأوروبا.. الصغار ينضمون لأرض المعركة مع الآباء الهاربين ويولدون بالمعسكرات.. 12000 امرأة وطفل أجنبى فى التنظيم.. والدول الأوروبية تفصل الأطفال العائدين عن الأسر المتطرفة لتأهيلهم أطفال داعش - أرشيفية
كتب محمد رضا

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

أطفال داعش، هم "القنبلة الموقوتة" التى تهدد أمن واستقرار العالم والمجتمع الأوروبى بشكل خاص، وذلك لانتماء أعداد كبيرة منهم لأبناء القارة الأوروبية، والذين خلفهم تنظيم داعش وراءه فى أراضى المعارك بسوريا والعراق بعد هزائمه المتكررة أمام الجيوش النظامية للبلدين، ومع ارتفاع أعداد أبناء المقاتلين فى صفوف التنظيم الإرهابى، وغيرهم من الأطفال المجندين من قبل الإرهابيين، تتزايد حالة القلق منهم والحيرة فى مصيرهم وما يجب فعله معهم.
 

أرقام وإحصائيات متتالية تصدر عن دراسات وتحقيقات بحثية وإعلامية عالمية حول تغير أعداد هؤلاء الأطفال ومصيرهم عقب وصول قوات الأمن فى سوريا والعراق إليهم، أو عندما يتم ترحيلهم إلى بلدانهم، ولكن الأزمة لم تنته حتى الآن وما زالت التخوفات قائمة لدى الدول من هؤلاء الأطفال الذين تربوا وتشبعوا بتدريبات وعقيدة العنف التى تلقوا فى معسكرات تنظيم داعش.

 

تركيا تستعيد 188 طفلًا ينتمون لـ"داعش" من العراق

وفى آخر تطورات ملف "أطفال داعش"، أعلن القضاء العراقى، الأربعاء الماضى، أن العراق أعاد إلى تركيا 188 طفلاً من الأتراك متهمين بالانتماء إلى تنظيم "داعش"، وبحسب موقع "العربية نت"، قال المتحدث الرسمى باسم المجلس القاضى عبد الستار بيرقدار، قال فى بيان، الأربعاء، إن هؤلاء أدينوا بتهم تجاوز الحدود ونفاد فترة الإقامة وانتهت فترة محكوميتهم، مشيرًا إلى أن عملية التسليم تمت فى مطار بغداد بحضور ممثلين عن الحكومتين التركية والعراقية والمنظمات الدولية، وذلك كله تحت إشراف القضاء الذى رافقهم حتى ركوب الطائرة التى تقلهم إلى بلادهم.
 

روسيا وفرنسا وألمانيا وكازاخستان ودول أخرى تستعيد أبناءها من "داعش"

هذه الواقعة تفتح أمامنا ملف شائك وتساؤلات عديدة لا تنتهى حول ملف "أطفال داعش"، فمن أين يأتى هؤلاء الأطفال؟ هل يتم تهريبهم من بلادهم إلى ساحات القتال؟ أم يولدوا لأمهات أجانب داخل معسكرات الإرهابيين؟ وبعيدًا عن هذا كله، فما هو مصير الأطفال بعد إلقاء القبض عليهم داخل الدولتين العراقية والسورية؟ وكيف يتم التعامل مع هؤلاء الذين توافق بلدانهم على استعادتهم؟ وهذا هو ما يحاول التقرير التالى توضيحه بالتفاصيل والأرقام.
 

الحقيقية أن الخطوة الأخيرة بإعادة أطفال انتموا لتنظيم "داعش" إلى تركيا، الأربعاء، لم تكن الأولى، فقد سبقها عودة 84 طفلاً من مواطنى طاجيكستان إلى وطنهم فى أواخر شهر أبريل الماضى، والذين أدانتهم المحاكم العراقية بالانتماء إلى تنظيم داعش أو جماعات إرهابية أخرى، وذكرت وكالة "رويترز"، أن مسئولين حكوميين من كلا البلدين وممثل من منظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسف) حضروا عملية التسليم فى مطار بغداد، هذا إضافة إلى نقل عشرات الأطفال إلى روسيا، وغيرهم إلى فرنسا وألمانيا، وعدة دول أخرى مثل كوسوفو وكازاخستان وإندونيسيا، سارت على نفس الطريق لاستعادة هؤلاء الأطفال، على مدار السنوات الماضية، إضافة إلى هذا أعادت كازاخستان 231 مواطناً من سوريا، بمن فيهم 156 طفلاً من مقاتلى داعش.

 

القضاء العراقى يحاكم "أطفال داعش" ابتداء من 9 أعوام

واللافت للنظر فى هذا الملف، أن بعض الأشخاص الذين أعيدوا إلى أوطانهم وهم بالغين "بلغوا سن الرشد" بعد أن قضوا عقوبات بالسجن فى العراق، حيث يمكن اعتبار الأطفال حتى سن التاسعة مسئولين قانونًا عن الجرائم، ويحاكم عدة مئات من الأطفال الأكبر سنا باتهامات تتراوح بين دخول العراق بشكل غير مشروع والقتال فى صفوف "داعش"، وأدين بالفعل حوالى 185 طفلا، أعمارهم بين 9 أعوام و18 عاما، وصدرت عليهم أحكام بالسجن فى مراكز الأحداث فى بغداد لفترات تتراوح بين بضعة أشهر و15 عاما، ويعتقد أن ما لا يقل عن 1100 طفل من مقاتلى "داعش" موجودون فى نظام المحاكم العراقى، ويظل حسم مصير هؤلاء الأطفال متوقفًا على النظام القضائى العراقي، فيما يبقى الصغار منهم مع أمهاتهم فى السجن، وذلك وفقًا لتحقيق أجرته "رويترز"، مطلع العام الجارى.

ويحاكم العراق آلافا من المشتبه بأنهم مقاتلو "داعش"، وبينهم مئات الأجانب، لكن القضية معقدة من الناحية القانونية وتثير إشكالات على الصعيد السياسي، خاصة فى ظل رفض عدد من الدول استقبالهم حتى الآن.

 

"داعش" يستخدم الأطفال كجواسيس وزارعى قنابل ومقاتلين

وفى تقرير لصحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية، أوضحت أن "داعش" يستخدم الأطفال كشافين وجواسيس وطهاة وزارعين للقنابل وأحياناً كمقاتلين ومفجرين انتحاريين، كما أظهرت أشرطة الفيديو الدعائية الأطفال الصغار يقومون بقطع رأس وإطلاق النار على السجناء، كما أن البعض منهم تلقوا سنوات من تلقين داعش، وفى حالة الصبية الأكبر سنًا، يكونوا قد تلقوا تدريبات عسكرية.

وفى هذا الصدد، يقول بيتر نيومان، مدير المركز الدولى لدراسة التطرف فى جامعة كينجز كوليدج فى لندن، "إنهم ضحايا الوضع لأنهم خالفوا إرادتهم، لكن هذا لا يعنى أنهم فى بعض الحالات يكونوا على الأقل خطر"، مشيرًا إلى أنه يوجد ما لا يقل عن 13000 من أتباع داعش الأجانب محتجزين فى سوريا، بما فى ذلك 12000 امرأة وطفل، هذا بالإضافة إلى ما يقدر بنحو 31000 امرأة وطفل عراقى محتجزين فى سوريا، فيما يحتجز 1400 آخرين فى العراق.

 

"أطفال داعش" يهربون مع أهلهم لأرض المعركة ويولدوا فى معسكرات التنظيم

ووفقًا للروايات التى تتناقلها وكالات الأنباء العالمية من داخل الأراضى العراقية والسورية، يتضح لنا أن هؤلاء الأطفال الأجانب يلتحقوا لمعسكرات الإرهابيين فى حالتين فقط، الأولى أن يكونوا قد هربوا مع أمهاتهم دون علم الآباء أو العكس أو مع كلا الوالدين إلى أرض المعركة، والذين جندوا بدورهم – أى الآباء والأمهات - عن طريق الأصدقاء خلال رحلاتهم إلى دول مجاورة مثل تركيا، أو من تم تجنيدهم داخل بلدانهم عن طريق الأصدقاء أيضًا أو من خلال عناصر التنظيم عبر الإنترنت، وبالتالى التحق معهم أبناء لصفوف التنظيم، أما الحالة الثانية، فتتمثل فى ولادة الأطفال داخل معسكرات التنظيم وذلك بعد زواج السيدات الأوروبيات الملتحقات بصفوف "داعش" من مقاتليه

وتوضح مصادر وصول بعض الأطفال إلى داعش، تقرير لـ"الحرة"، نقلته عن وكالة أنباء عالمية، قى شهر أبريل 2019، حيث أعلنت وزارة الخارجية الألمانية، بأنها استعادت عددا من أطفال مقاتلى تنظيم داعش الإرهابى المحتجزين فى العراق بتهم تتعلق بالإرهاب، وقال مصدر فى الخارجية الألمانية – حينها - إن عمليات الإعادة، التى شملت بضعة أطفال فقط، نفذت بموافقة الوالدين، فيما يقيم الأطفال العائدون مع أقاربهم فى ألمانيا حاليا.

وأشار التقرير إلى أنه من بين أول من هبط فى ألمانيا ثلاثة أطفال، وصلوا مع والدتهم، البالغة من العمر 31 عاما، إلى مطار شتوتجارت، حسبما ذكر محامى العائلة، والذى قال إن السلطات وضعت المرأة على الفور قيد الاعتقال، وبحسب تقارير، فإن الأم كانت قد نقلت الأطفال إلى سوريا خلافا لإرادة والدهم فى عام 2015، واعتبرت السلطات الألمانية أنها باتت تشكل تهديدا منذ عام 2017، ويأتى هذا وسط تقديرات لوزارة الداخلية الألمانية، بأن نحو 1000 شخص غادروا ألمانيا للانضمام إلى الجماعات الإرهابية فى سوريا والعراق بعد عام 2013، مؤكده أن حوالى ثلث هؤلاء الأفراد عادوا بالفعل إلى ألمانيا، وقد تمت محاكمتهم أو خضعوا لبرامج إعادة التأهيل.

 

كيف تتعامل الدول الأوروبية مع العائدين من صفوف "داعش"؟

النقطة التالية والأهم فى هذا الملف الشائك والتى تشغل بال العالم كله، هى مصير هؤلاء الأطفال وأمهاتهم الراغبين فى العودة لبلدانهم، خاصة بعدما ألغت بعض الدول، مثل بريطانيا وأستراليا، جنسيات مواطنيها الذين يُشتبه فى انضمامهم إلى "داعش" فى الخارج، وتخلوا عنهم وأطفالهم فعليًا إلى أجل غير مسمى دون تهمة وبدون احتمال انعدام الجنسية، وقد قال وزير الداخلية البريطانى ساجيد جاويد، إن بريطانيا وحدها ألغت جوازات سفر أكثر من 150 شخصًا، وذلك وفقًا لتقرير "نيويورك تايمز".

وفى هذا الصدد، يزعم الخبراء أن إحضار أعضاء داعش إلى بلادهم لمحاكمتهم أو مراقبتهم هو أكثر ذكاءً وأكثر أمناً وأكثر إنسانية فى معظم البلدان من تركهم عالقين فى الصحراء، وذلك بعدما أبدى عدد كبير منهم أسفهم وندمهم على الانضمام للتنظيم الإرهابى، فعلى سبيل المثال قالت كيمبرلى جوين بولمان، البالغة من العمر 46 سنة – وهى مواطنة أمريكية كندية مزدوجة انضمت إلى تنظيم "داعش" فى عام 2015 - "ليس لدى كلمات عن مدى الأسف الذى أشعر به",

وبالفعل كانت الإجراءات المتبعة تجاه النساء والأطفال العائدين من صفوف داعش، هى اتجاه العديد من الدول لفصل الأطفال عن الآباء المتطرفين ووضعهم مع أقاربهم أو فى دور الحضانة أو بالتبنى، ورغم أن هذا النهج قد يكون أسرع طريقة لإنقاذ الأطفال الأبرياء، إلا أنه يعنى أيضًا تمزيقهم عن أمهاتهم، الذين يرفض الكثير منهم الانفصال عنهم.

 

برامج إعادة تأهيل ومراقبة للعائدين من صفوف "داعش" لبلادهم

ويشير هنا تقرير لمواقع إعلامية عالمية، إلى أنه تتم المعاملة مع العائدين من صفوف داعش، فى دول الاتحاد الأوروبى، بحسب التحقيق الجنائى وتقييم المخاطر، كما يتم توفير برامج إعادة تأهيل وإعادة اندماج سواء داخل السجون أو خارجها، ومن بين الإجراءات المتبعة فرض قيود على الحركة، بل وسحب جواز السفر أو رفض إصداره.

وذكر التقرير أن دول الاتحاد الأوروبى، تتبنى سياسة "كل حالة لها خصوصيتها" بالنسبة للأطفال العائدين وأغلبهم ولد فى العراق وسوريا بعد عام 2012، ففى بريطانيا، أغلب العائدين إلى بريطانيا يواجهون تحقيقات أمنيا مباشرا لمعرفة ما مروا به وتحديد حجم الخطر الذى يمثلونه وإمكانية إعادة الاستقرار الآمن لهم، وفى حالة عدم ارتكاب جريمة يتم وضعهم فى برامج مكافحة التشدد والتى تتضمن مراقبة مكثفة ودعم من متخصصين نفسيين.










مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة