أفادت دراسة طبية بأن الإجهاد خلال المراحل المبكرة من الحمل مرتبط بانخفاض الوظيفة الإنجابية لدى الذرية من الذكور.
وتشير الدراسة - التى أجريت فى جامعة غرب أستراليا - إلى أن الرجال الذين تعرضت أمهاتهم لحياة مرهقة خلال الأسابيع الـ18 الأولى من الحمل، ربما يكونون أكثر عرضة للمعاناة من قلة عدد الحيوانات المنوية عند البلوغ، مشيرة إلى أن الأشهر الأولى من الحمل تكون فيها الأعضاء التناسلية الذكورية فى أكثر مراحل تطورها ضعفا .
وقام الباحثون بدراسة 643 شابا فى عمر العشرين عاما، ووجدوا أن أولئك الذين تعرضوا لحدث واحد مرهق على الأقل داخل أرحام أمهاتهم خلال فترة الحمل المبكرة (0 – 18 أسبوعا)، عانوا من سوء نوعية الحيوانات المنوية وتركيزات هرمون الذكورة "التستوستيرون"، ليصبح أقل من أولئك الذين لم يتعرضوا لهذه الظروف خلال فترة الحمل اللاحقة، ما بين (18 – 34 إسبوعا).
وقد جاءت النتائج من خلال دراسة أجيال متعددة، حيث تم تجنيد نحو 3,000 سيدة فى الأسبوع الثامن عشر من الحمل فى الفترة ما بين مايو 1989 إلى نوفمبر 1991.
وقد أكملت الأمهات استبيانات فى فترة الحمل 18 و34 أسبوعا.. كما شملت الدراسة الاستقصائية أسئلة حول أحداث الحياة المجهدة خلال الأشهر الأربعة السابعة من الحمل، فضلا عن تناولها أحداث وفاة أحد الأقارب، أو الأصدقاء المقربين، أو المرور بمشاكل الانفصال أو الطلاق أو الزواج، أو مشاكل الأبناء الآخرين أو فقدان الوظيفة أو مخاوف تتعلق بالحمل أو الانتقال إلى منزل جديد وغيرها من المشكلات.
وقد وُلد ما مجموعه 2868 طفلاً (1454 ذكرًا ) لـ2804 أمهات، وتتبعهم الباحثون، ما يجعل هذه الدراسة الأولى التى تبحث مستقبليًا عن الصلات بين التعرض لأحداث الحياة المجهدة فى الحمل المبكر والمتأخر والوظيفة الإنجابية للذكور عند الرجال البالغين الشباب، وعندما بلغوا سن العشرين، خضع ما يصل إلى 643 شابًا لفحص الموجات فوق الصوتية للخصية وقدموا السائل المنوى وعينات من الدم لتحليلها.
ووجد الباحثون أن 63% من الرجال قد تعرضوا لحدث واحد على الأقل من الحياة المجهدة فى الحمل المبكر، فى حين حدث عدد أقل من أحداث الحياة المجهدة فى أواخر الحمل .. وأولئك الذين تعرضوا لأحداث الحياة المجهدة فى الحمل المبكر لديهم عدد أقل من الحيوانات المنوية، وعدد أقل من الحيوانات المنوية التى يمكن أن تسبح بشكل جيد وتركيزات هرمون تستوستيرون أقل من أولئك الذين تعرضوا لأى أحداث.
كما قام الباحثون بتعديل تحليلاتهم لمراعاة العوامل التي يمكن أن تؤثر على حساباتهم، مثل مؤشر كتلة جسم الأمهات، والحالة الاجتماعية والاقتصادية وما إذا كانت الأمهات قد أنجبن أم لا.
ووجد فريق الباحثين أن الرجال الذين تعرضوا لثلاثة أو أكثر من أحداث الحياة المجهدة خلال فترة الحمل المبكرة انخفض متوسطها بنسبة 36% فى عدد الحيوانات المنوية فى القذف، وانخفاض بنسبة 12% فى حركة الحيوانات المنوية و11% انخفاضا فى مستويات هرمون تستوستيرون، مقارنة بأولئك الرجال الذين لم يتعرضوا لأى حدث حياة مرهق خلال تلك الفترة.
ووفقًا للباحثين يشير هذا إلى أن تعرض الأمهات لأحداث حياة مرهقة أثناء فترة الحمل المبكرة، وهى فترة معرضة لتطور الأعضاء التناسلية الذكرية، قد يكون له آثار ضارة مهمة مدى الحياة على خصوبة الرجال. هذا يتناقض مع عدم وجود أى تأثير كبير للتعرض لأحداث حياة الأم المجهدة فى أواخر الحمل.
وقال معدو الدراسة - التى نشرت فى عدد مايو من دورية (التكاثر البشرى) - "يمكن لهذه الارتباطات المحتملة أن تقدم نظرة ثاقبة مهمة فى تراجع إجمالى عدد الحيوانات المنوية لدى الرجال الغربيين، إلى جانب التلف الوراثى".
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة