أكرم القصاص

عشماوى.. ورسائل مصر إلى الإرهاب وداعميه ومموليه وأصدقائه

الجمعة، 31 مايو 2019 08:00 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
ربما يكون من أهم ميزات عملية المخابرات الناجحة لجلب الإرهابى هشام عشماوى من ليبيا، أنها كشفت بشكل واضح عن بعض شبكات تمويل ودعم الإرهاب فى ليبيا، وأيضًا فى المنطقة كلها. صحيح أنه لم يعد سرًا كون قطر وتركيا ودول أخرى ساهمت فى صناعة داعش والنصرة وغيرها، لكن الأمر هذه المرة بدا متعمدًا للإشارة إلى الدول التى تدعم الإرهاب بشكل واضح، بل وأيضًا الكشف عن شبكات التحالف الدعائية والسياسية والإعلامية التى تساند الإرهاب. وأن الجهات التى تمول الإرهاب وتدعمه بالسلاح هى التى تمول المنصات الإعلامية فى قطر وتركيا وأيضًا فى لندن وباريس وغيرها.
 
ما أن تم الإعلان عن تسلم مصر للإرهابى هشام عشماوى، حتى انطلقت حملات من الحزن فى قناة الجزيرة وملحقاتها، سواء القنوات التركية الممولة قطريًا، أو المحطات والقنوات المعاونة للجزيرة، ومنها منصات أوروبية مثل بى بى سى أو العربى القطرية فى لندن. وربما التفت البعض إلى لفظ استعملته يورونيوز عندما وصفت هشام عشماوى بأنه «المعارض البارز للنظام المصرى»، صحيح أن القناة اعتذرت وتراجعت،  لكن استعماله نفسه يكشف عن تعمد لفرض مصطلحات تخلط الإرهاب بالسياسة. 
 
قبل هذه الحمى التى أصابت الجزيرة ومرفقاتها، بدا أن عشماوى مجرد إرهابى محلى، لكن مع سقوطه تكشفت بعض التشابكات التى تربط الإرهاب بجهات ومنصات أخرى، يجعله أكثر تعقيدًا مما يبدو فى الظاهر. 
 
الأمر فيما يتعلق بقطر أو تركيا يتجاوز الخلاف السياسى إلى تحالف ودعم إعلامى وحقوقى للتنظيمات الإرهابية علنًا، ومن دون أى محاولة للتعامل من وراء ستار، اللعب الآن على المكشوف. قطر وتركيا تمولان التنظيمات الإرهابية فى ليبيا، وقبلها فى سوريا والعراق، وطبيعى أن يمثل سقوط قيادى إرهابى مثل هشام عشماوى ضربة للدول والأجهزة التى تدعمه،  سواء من ناحية خطورة الإرهابى أو المعلومات التى يعرفها بحكم علاقاته المتشابكة. 
 
كان تنظيم داعش والنصرة وغيرها والتى تتحرك فى سوريا والعراق وبعد الهزائم تم تهريب بعضهم إلى ليبيا، وهم ليسوا تنظيمات ذاتية لكنهم مرتزقة لها كفلاء ورعاة وجهات محركة. ويكون مصير القادة واحدًا من اثنين، إما تهريبهم إلى ملاذات آمنة أو تصفيتهم حتى تموت معهم الأسرار. 
 
ولهذا كان اصطياد عشماوى، ونقله إلى مصر عملية ناجحة كبرى تمثل انتصارًا لجهاز المخابرات المصرى واختراقًا لاتصالات وعمليات الأجهزة الأخرى التى لاشك تعيد النظر فى معلوماتها وعملائها. وفى حين اجتهدت قناة الجزيرة، وأذاعت تقريرًا ذكرت فيه أن طائرة عسكرية مصرية تحلق فوق طرابلس، وتدعم قوات الجيش الليبى وظنت القناة أنها «جابت الديب من ديله». لكن المفاجأة أن نفس الطائرة التى تحدثت عنها الجزيرة، نقلًا عن جهاز استخبارات يعمل فى ليبيا، هى نفسها التى ظهرت علنًا فى مطار القاهرة وعلى متنها الإرهابى هشام عشماوى. الرسالة لم تكن لقناة الجزيرة أو قطر ولكن كانت لكل الأجهزة التى تعمل فى ليبيا « نحن نراكم ونعرفكم».
 
وبالتالى فإن وصف الإرهابيين بأنهم معارضون، أو الجيش الوطنى بأنه ميليشيا هو لعبة ممولى الإرهاب وداعميه، والمنصات المخترقة الممولة وهى قصة أخرى.






مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة