فى 4 مايو 1555 بدأ نوستراداموس فى نشر نبوءاته الشهيرة، ورغم أنه لم ينشر سوى 300 سطر فقط، لكنها كانت كافية للفت الانتباه إلى هذه النبوءات التى صارت الأشهر فى العالم، والتى دفعت صاحبها نحو المحاكمة بتهمة الهرطقة.
ولد المنجم الشهير نوستراداموس يوم 14 ديسمبر 1503، وهو صاحب أشهر كتاب فى التنجيم "التنبؤات" ولا يزال الناس حتى الآن يتطلعون إليه وإلى ألغازه مطلع كل عام .
نشأ نوستراداموس فى أسرة يهودية ومن الثابت أن جده علمه أصول الرياضيات والفلك واللغات القديمة كاللاتينية والعبرية واليونانية، فضلا عن تعليمه أصول سحر الكابالا والتنجيم والأهم إطلاعه على نصوص التوراة والتلمود وأسفار العهد القديم .
بعد اعتناق أسرته للمسيحية وتحوله ليكون مسيحيا كاثوليكيا كان من الطبيعى أن يتعمق فى دراسة الإنجيل وأسفار العهد الجديد حتى ينفى عن نفسه وأسرته أى شبهة تعلق باليهودية حيث لا يخفى على أحد أنهم تحولوا إلى المسيحية من اليهودية لا اعتقادا بصدق المسيحية، ولكن لينجوا بأنفسهم من الويلات التى تعرض لها اليهود فى (أوروبا) فى زمانهم.
خوف والد (نوستراداموس) على ولده من اتهامه بالهرطقة حين جهر بتأييد نظرية (ديفيد كوبرنيكوس) حول كروية الأرض.. ما دعاه لإرساله إلى (مونبلييه) لدراسة الطب هربا من مطاردة محاكم التفتيش.
وفى عام 1538 اتهم بالهرطقة لأنه أبدى ملحوظة دون قصد قبل ذلك بسنين وقد نقلت هذه الملحوظة للسلطات، فقد علق نوستراداموس على عامل يقوم بصب تمثال برونزى للعذراء بأنه إنما كان يصنع الشياطين. ومع أنه كان يقصد ما يفتقر إليه التمثال من عنصر جمالى، وهكذا أرسلت محكمة التفتيش فى طلبه من أجل أن يذهب إلى تولوز، فشرع نوستراداموس فى التطواف من جديد، مبتعداً قدر الإمكان عن سلطات الكنيسة على مدى السنوات الست التالية، وفى هذه الفترة ذهب إلى اللورين والبندقية وصقلية.