أجواء حرب جديدة تخيم على المشهد فى المنطقة تتنبأ بصيف ساخن فى 2019، وسط تصاعد التهديدات بين الولايات المتحدة وإيران، وتلويح واشنطن بصراع عسكرى مع قرارها إرسال حاملة طائرات وقوة من القاذفات إلى الشرق الأوسط.
وقال مستشار الرئيس الأميركي للأمن القومي، جون بولتون، فى بيان، اليوم الأثنين: "ردا على عدد من المؤشّرات والتحذيرات المقلقة والتصاعديّة، ستنشر الولايات المتحدة حاملة الطائرات يو إس إس أبراهام لينكولن وقوّةً من القاذفات فى منطقة القيادة المركزية الامريكية" فى الشرق الأوسط.
وأضاف :"الولايات المتحدة لا تسعى إلى حرب مع النظام الإيرانى، لكننا على استعداد تام للرد على أى هجوم، سواء تم شنه بالوكالة أو من جانب الحرس الثوري أو من القوات النظامية الإيرانية".
وتعليقا على بيان بولتون، قال مسئولون رفيعو المستوى فى الإدارة الأمريكية، إن التصريحات العلنية ذاتها تهدف إلى ردع إيران.
وقال مسؤول أمريكى لديه معرفة مباشرة بالوضع لشبكة CNN، اليوم الأثنين، إن التهديدات الإيرانية كانت موجهة ضد كل من القوات البحرية والبرية الأمريكية فى المنطقة.
وأضاف أن عمليات النشر تهدف على وجه التحديد إلى ردع أى أعمال عسكرية إيرانية.، ومع ذلك أشار مسئولون إلى أنه لا يوجد أى مؤشر على أى إجراء وشيك من جانب إيران.
وقال نيشانك موتوانى، الزميل الزائر فى كلية آسيا والمحيط الهادئ للدبلوماسية فى أستراليا، إن الإعلان الأمريكى يأتى فى أعقاب العديد من الأحداث الأخيرة التى زادت من التوترات بين الولايات المتحدة وإيران.
وتصاعدت التوترات فى أعقاب تصنيف الولايات المتحدة فيلق الحرس الثوري الإسلامى الإيرانى، أقوى مؤسسة عسكرية فى طهران، كمنظمة إرهابية، وردت إيران بنفس التسمية للقيادة المركزية للجيش الأمريكى، التى تشرف على منطقة الشرق الأوسط، بالإضافة إلى إلغاء الولايات المتحدة الإعفاءات لبعض الدول لشراء النفط الإيرانى وتجنب العقوبات الأمريكية، كما أن القرار الأمريكى يتزامن مع تواصل التصعيد منذ السبت بين إسرائيل وقطاع غزة.
وهددت طهران، الاسبوع الماضى، بغلق مضيق هرمز، الممر المائى الحيوى لشحنات النفط العالمية، فى حال منع بلاده من استخدامه إذ أكد رئيس هيئة الأركان الإيرانية الجنرال، محمد باقرى، أن الجيش الإيرانى مستعد لتنفيذ أى قرار يتعلق بإغلاق المعبر، يصدر عن السلطات الإيرانية.
وعبر مسؤولو الأمن الأمريكيون فى ذلك الوقت عن قلقهم من أن طهران يمكن أن ترد بشكل غير متكافئ من خلال استهداف المنشآت والأفراد الأمريكيين فى جميع أنحاء الشرق الأوسط.
لكن موتوانى يقول: "لا أعتقد أن من مصلحة إيران تصعيد التوترات، لأنه ذلك سيمنح الولايات المتحدة حجة لمواجهة إيران"
وقد يتسبب ذلك فى خسارة إيران للدعم، الذى حاولت الحفاظ عليه، بين الدول الأوروبية التى التزمت بالاتفاق النووى الإيرانى الذى تخلى عنه الرئيس الأمريكى دونالد ترامب.
واللافت أن الإعلان عن نشر حاملة الطائرات الأمريكية والقاذفات جاء أولاً من بولتون، الذى يدفع يسياسة متشددة تجاه إيران.
وقال مسؤول أمريكى إن القائم بأعمال وزارة الدفاع الأمريكية، باتريك شاناهان، وافق على نشر القوات، الأحد، بسبب "دلائل واضحة على أن القوات الإيرانية وقوات بالوكالة تستعد لمهاجمة القوات الأمريكية فى المنطقة".
وتشير صحيفة نيويورك تايمز إلى أن حاملة الطائرات الامريكية يو إس إس إبراهام لينكولن، من المعتاد تحركها بشكل عام داخل وخارج المنطقة وهو ما يقوم به البنتاجون بشكل روتينى مع كافة قواته. ووفقا لموقع Dyess Air Force Base فى تكساس، فإن سلاح الجو الأمريكى سحب القاذفات من طراز B-1 من قاعدة العديد فى قطر، مارس الماضى بعد ستة أشهر من نشرها.
ووفقًا لمعهد البحرية الأمريكى فإن البحرية الأمريكية في الخليج العربى، بدون حاملة طائرات منذ أوائل أبريل، إذ غادرت مجموعة حاملة الطائرات الأمريكية جون سى ستينس سترايك لتتوجه إلى البحر الأبيض المتوسط لتدريبات مع مجموعة لينكولن كاريير سترايك. ومع ذلك تقول "سى.إن.إن" إن من المحتمل حدوث تحرك مستقبلى إلى الخليج العربى ، وقد يكون تحرك لينكولن سريعا.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة