صدر حديثا عن دار أقلام عربية للنشر بالقاهرة كتاب "جورج أورويل.. اليوميات (1938-1942)"ترجمة أسماء يس.
وتقول أسماء ياسين عن الكتاب، ليس من السهل الإشارة إلى إيريك آرثر بلير، الشهير بجورج أورويل، ككاتب روائى فقط.
أورويل (25 يونيو 1903- 21 يناير 1950) مولود فى الهند، لموظف إنجليزى يعمل فى دائرة الأفيون، وأم فرنسية الأصل نشأت فى بورما، وفى بورما 1922، حيث كانت تعيش جدته اختار أورويل أن يعين، ليعمل فى شرطة الإمبراطورية، ويترقى سريعًا، لكنه وبعد 5 سنوات فقط، فى 1927 يقرر أن يستقيل ليعمل كاتبا! لا أحد يعلم ماذا كان أورويل يفعل بالضبط.. فهو رجل غامض، وحتى اليوم، لا يزال الكاتب صاحب الروايات الأعلى مبيعًا، غامضًا، غريبًا، مريبًا. بداية من اختيار اسم مستعار للكتابة، مرورًا بتاريخ من السفر بين المدن، والبحث فى كل شىء تحت السطح وفوقه.
وفى هذه اليوميات التى ترصد السنوات الأربع 1942-1938 يكتب أورويل عن كل شيء تقع عليه عيناه، كل ما قد يبدو بسيطًا أو تافهًا، يسجل بدقة، راصدًا الألوان والروائح والطعوم والانطباعات والأقوال، يكتب عن كل شىء إلا عن نفسه، يتعامل كما لو كان آلة مراقبة فقط، لا يصف شعوره تجاه الأشياء، لا يكتب عن أمور شخصية، حتى حين يضطر إلى إيقاف اليوميات ليذهب لزيارة والده الذى كان يحتضر، تكتب زوجته إيلين اليوميات كما لو كان موجودًا، ويدفن أورويل أباه ويعود، ليكمل عمله فى المراقبة دون الإشارة إلى ذلك نهائيًّا.
هل كان عميلاً لجهاز مخابرات؟ هل كان شيوعيًّا وهو من أطلق على كلبه اسم ماركس؟ لماذا ذهب إلى إسبانيا؟ لماذا أقام لفترة فى المغرب؟ لا أحد يستطيع الإجابة.. من النادر أن تجد له صورة فوتوغرافية والسيجارة ليست فى فمه.. كل هذه السجائر فى 47 عامًا فقط!
اخترنا من اليوميات مجموعة نرى من خلالها ماذا كان الغامض المريب يسجل عندما يمشى فى المدينة.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة