تمر اليوم الذكرى الـ163، على مولد مؤسس علم التحليل النفسى، الطبيب النمساوى الشهير سيجموند فرويد، إذ ولد فى 6 مايو 1856، وغاب عن عالمنا فى 1939، عن عمر ناهز حينها 83 عاما، وهو أحد أبرز المنظرين فى الطب النفسى فى القرون الأخيرة، وصاحب نظرية "العقل اللاواعى".
وكان للعالم الراحل عدة نظريات حول تعلق الولد بأمه ورغبته بالاستئثار بها فيما عرف بـ عقدة أوديب، كما وضع نظرية أنثوية لهذه العقدة لكن عند الإناث، عرفت بعقدة إلكترا، ولعل تلك النظريات الفرويدية، فتحت المجال أمام تعمق عدد من الباحثين حول علاقة الطبيب النمساوى بوالدته ومدى تأثره بها، وهل عانى من أى عقد فترة طفولته.
وفيما يذكر عن العالم النفسى الراحل، فإن فرويد كان شديد التعلق بأمه حتى أواخر حياته، وقد عاشت حتى الخامسة والتسعين، وما يشير إليه معظم كتاب سيرة "فرويد" أن علاقته بأمه كان لها أعمق الأثر فى تمتعه بالثقة بالنفس، وهو ما يتفق مع رؤيته أن الذى يكون مفضلا عند أمه يتمتع بثقة تكون كفيلة بأن تولد النجاح الفعلى فى أغلب الأحيان، ومرد هذه الثقة بحسب فرويد، إلى الأمان الذى يوفره حب الأمه.
بحسب دراسة مترجمة للباحث اليونانى ديمترى أفييرينوس، بعنوان "فرويد ونفسانية المرأة" فوالدة فرويد كانت امرأة جميلة، وزوجة لينة الطباع لرجل يكبرها مرتين، بينما كان والده "ربا" للأسرة، يتمتع بالسلطة المطلقة، التقليدية فى الأسر اليهودية فى تلك الفترة التى كان ما يزال للرجل فيها اليد الطولى على كل ما يتعلق بشؤون أسرته. كانت الأم تحب سيجموند ابنها البكر وكانت بحدسها الصوفى تتنبأ له بمستقبل مجيد، كما كانت مستعدة لتلبى كل رغباته حتى التافهة.
ولعل ذكريات الغيرة الجنسية التى شعر بها فرويد نحو والده (الذى كانت الأم تلبى رغباته هو الآخر) هى أصل نظريته فى المركب الأوديبى، ومع زوجته، مثلما مع أمِّه وشقيقاته، كانت حاجاته ورغباته وأمانيه هى الشمس التى تطوف حولها حياة الأسرة، فعندما كان بيانو شقيقاته يزعجه فى أثناء دراسته "كان البيانو يختفى"، كما تتذكر آنا فرويد بعد سنوات، و"بزوال الآلة يتلاشى كل أمل لشقيقاته فى أن يصبحن موسيقيات".
ويذهب كتاب "القصة العائلية لسيجموند فرويد" إلى أن الخلفية الحقيقية التى تؤسس للأفكار التى طرحها فرويد فى ميدان التحليل النفسى أنه وكما يقول بدأ منذ أن كان مراهقا يبلغ السادسة عشرة من العمر يتساءل عن حقيقة علاقته بأبيه "جاكوب".
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة