محمد أحمد طنطاوى

أورام الجهاز الهضمى والخطر القادم

الأربعاء، 08 مايو 2019 12:21 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

قبل نحو خمسة أشهر، شاركت بالحضور فى مؤتمر مصر تستطيع، الذى نظمته وزارة الدولة للهجرة وشئون المصريين فى الخارج، واستضاف نماذج مصرية ناجحة وملهمة فى العديد من المجالات، تحت شعار " مصر تستطيع بالتعليم"، وكان من ضمن الحضور أحد أهم وأبرز الجراحين فى العالم، هو العالم المصرى كريم أبو المجد، رئيس قسم جراحات الجهاز الهضمى وزراعة الأمعاء فى مستشفى كليفلاند الأمريكية، الذى يلقبونه هناك بـ " الساحر" لبراعته فى دقة تنفيذ العمليات الجراحية، والحالات الحرجة التى ينجح فى علاجها بنسب تفوق التوقعات.

وعلى هامش مؤتمر مصر تستطيع كان لى وزميلى فى قسم الأخبار محمود راغب، حوارا مع الساحر المصرى الدكتور كريم أبوالمجد، الذى كشف معلومات على درجة كبيرة جدا من الأهمية حول الأمراض التى تهدد المصريين فى الوقت الراهن، وخطورتها فى المستقبل إذا لم نتنبه لها، وقد كانت كلمة السر  فى هذا الحوار ، أورام الجهاز الهضمى " المستقيم والقولون والبنكرياس، والكبد"،  فقد دعا الرجل الحكومة المصرية لوضع حملات التوعية الكافية لمواجهة هذا السرطان المتوحش، وتوفير الفحص الكامل له، كأحد الأمراض التى قد تصبح أكثر شراسة من أى أمراض أخرى.

الجراح العالمى أكد أن من واقع الحالات التى يراها بصورة منتظمة خلال زياراته إلى مصر، فقد أصبحت أورام الجهاز الهضمى هى الخطر الأكبر الذى يهدد المصريين فى السنوات القادمة، والسبب الرئيسى فى ذلك هو تغير البيئة والعادات اليومية الخاطئة والوجبات السريعة، فضلا عن انتشار أمراض السكر ، ومضاعفاته الخطيرة.

العالم المصرى  دعا إلى حملة قومية أشبه بالحملة الناجحة التى قادتها وزارة الصحة على مدار الأشهر الماضية " 100 مليون صحة" لفحص أورام الجهاز الهضمى، من خلال عمل فحوصات بالمنظار لكل مواطن من سن 40 إلى 45 عاما من أجل إزالة أى أورام أو مشكلات فى القولون بصورة مبكرة قبل زيادة حجمها وعدم القدرة فى السيطرة عليها.

أورام القولون والمستقيم والبنكرياس خطر داهم يجب أن نتنبه له جميعا، ونعيد النظر فى الأطعمة التى نتناولها باستمرار وثقافة "الفاست فود" والأغذية غير الصحية، التى نأكلها غالبا خارج المنزل وفى أوقات العمل، بالإضافة إلى غياب ممارسة الأنشطة الرياضية، والاستسلام للعادات الروتينية اليومية.

فى الماضى كانت الحكومة المصرية تعتمد على سياسة رد الفعل، والتدخل فى المشكلة بعدما تنفجر وتتحول إلى حزام نارى يلتف حولنا جميعا، لا نستطيع التعامل معه إلا من خلال المسكنات الوقتية، لكن الحكومة الآن تتبع منهجا مختلفا وطريقا جديدا لحل المشكلات ينتهج فكر وثقافة الحل من المنبع، وهذا ليس كلاما إنشائيا أو من باب المجاملة، ولكن من يرى نتائج حملة مكافحة فيروس سى سيعرف، ومن رأى الحلول الجذرية لمشكلة انقاطعات الكهرباء سيعرف، ومن يرى التطور فى ملف العشوائيات سيعرف، وما ندعو إليه اليوم من خلال هذه الكلمات هو النظر بعين الاعتبار النظر إلى كيفية مواجهة شبح أورام الجهاز الهضمى ووأده من المنبع، ووضع حلول جذرية قبل فوات الأوان.

 










مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة