تحول طبيب بريطانى إلى سفاح يقتل ضحاياة بدلا من شفائهم، حتى امتلأ الروب الأبيض بدماء المرضى الذين وصل عددهم الى أكثر من مائتى قتيل خلال 18 سنة مارس فيهم مهنة الطب.
"هارولد شيبمان" طبيب وصف بأنه أشهر سفاح فى تاريخ بريطانيا يزهق أرواح المرضى بدلا من التخفيف عنهم ألامهم حيث حطم أرقام كل السفاحين فى عدد القتلى، وكان يقتل المرضى غالبا في فترة بعد الظهر عن طريق حقنهم بجرعة تحتوي على كمية مفرطة من المورفين أو الهيروين، ويوهم بعد ذلك لعائلة الضحية بأن الوفاة ناجمة عن أزمة قلبية.
تخرج "هارولد شيبمان" من كلية الطب عام 1970 وفى عمله التدريبى بأحد المستشفيات، توفى مريض فى نوبته إثر تضاعف شديد فى حالته ولم يشك أحد وقتها فى الامر.
فتح "شيبمان" عيادة له فى مدينة ليدز بانجلترا، وبدأ فيها عمليات القتل المتسلسل للمرضى التى كانت تستقبلهم زوجته فى العيادة، وبدلا من أن يكتب لهم روشتة للعلاج بصفته طبيب كان يوقع على كل شهادات وفاتهم، ويزور شهادات طبية تؤكد أن مرضاة كانوا فى حالة صحية سئية أدت لوفاتهم لابعاد الشبهات عنه.
لا يمر شهر على الطبيب السفاح إلا وقتل ضحية أو اثنين على الأقل، وكان يصطاد ضحاياة من المرضى المسنين وخاصة السيدات، وربما انتقاما منهم بسبب نشأة طفولته التى كانت أمه تهين والده أمامه مما نشأ بداخله حالة كراهية للسيدات المسنات.
إزادات حالات وفاة المرضى فى ساعات عمل بالجناح الذى يشرف عليه "ارولد شيبمان" حتى سجلت المستشفى أكبر نسبة وفاة للمرضى.
تم كشف أمر الطبيب القاتل عام 2000 على يد أبنة أحد ضحاياه وأخرهم، وهى "أنجيلا" تعمل محامية حيث كانت فى زيارة لوالدتها المريضة وأطمأنت على صحتها التى كانت فى تحسن، وعقب وصولها منزلها تلقت اتصالا من إدارة المستشفى تخبرها بوفاة والدتها وعليها الحضور لاستلام الجثة لكن خبرة "انجيلا" بعملها فى المحاماة، جعلها تشك فى الأمر خاصة وأنها زارتها منذ ساعات وكانت بصحة جيدة، فجلست مع نفسها واسترجعت تفاصيل زيارتها لوالدتها فتذكرت أنها شاهدت طبيب يدخل على والدتها لاعطائها حقنة.
أسرعت "انجيلا" إلى المستشفى وطلبت قائمة الأدوية التى من المفترض أن تتناولها والدتها، لتكتشف بأنها لم تكن تتلقى الحقن من الأساس لتطالب والدة الضحية الشرطة بالتحقيق فى تلك الحقنة، حيث تبين أنها حقنة مورفين قاتلة، وأن "هارولد" أعطاها لأمها لقتلها، ليسقط الطبيب القاتل ويبدأ التحقيق فى حادثة القتل هذه وما سبقها من جرائم أخرى ارتكبها.
اكتشفت الشرطة أن "هارولد شيبمان" زور وصية لوادة" انجيلا" باعطائه 200 الف استرلينى باسمه.
قالت القاضية المكلفة بالتحقيق مع هارولد شيبمان، أنه قتل 215 من مرضاه بين 1975 و1998، وأن هناك "شبهات حقيقية" حول وفاة 45 مريضا آخر.
حكم على "هارولد شيبمان" بالإعدام فى عام 2004، ولكن نفذ حكم الإعدام فى نفسه وانتحر لتنتهى بذلك حياة الطبيب السفاح.