نجحت جهود الأمن العام اللبنانى فى الإفراج عن رجال الأعمال وخبير تكنولوجيا المعلومات اللبنانى نزار زكا (50 عاما) الذى قضى أكثر من 4 سنوات فى سجون الحرس الثورى الإيرانى، وتم تسليمه اليوم، الثلاثاء، إلى لبنان، وفقا للمتحدث باسم القضاء الإيرانى غلام حسين إسماعيلى، الذى قال "بناءا على طلب زكا وحسن سلوكه فى السجن وطلب الرئيس اللبنانى وحزب الله فإن المحكمة وافقت على الإفراج "المشروط عن زكا" وسيتم تسليمه إلى مندوبين من لبنان اليوم".
وذكرت وسائل إعلام لبنانية "غادر زكا إلى بيروت بصحبة مدير الأمن العام اللبنانى اللواء عباس إبراهيم وأقلعت الطائرة التى تقلهما من طهران وفى طريقها إلى مطار بيروت على أن ينتقلا مباشرة إلى بعبدا".
وفى أول تصريح له أكد مدير جهاز الأمن العام اللبنانى، على أن موافقة إيران على الإفراج عن المواطن اللبنانى نزار زكا جاء تلبية لطلب الرئيس (اللبناني) ميشال عون، مشيرًا إلى أنه سيتم الانتهاء من كافة إجراءات الإفراج عن "زكا" وسيعود اليوم إلى بيروت.
وأشار فى تصريح للموقع الإخبارى التابع لإذاعة (صوت لبنان) إلى أن الرئيس اللبنانى يتابع الإجراءات القضائية والإدارية الخاصة بالإفراج عن نزار زكا، نافيا وجود أى صفقات للإفراج عن السجين اللبنانى، أو ارتباط عملية الإفراج بملف آخر أو بإطلاق سراح أشخاص آخرين فى دول أخرى. مضيفا: "هذه التحليلات التى تحصل فى لبنان غير صحيحة".
وردا على سؤال حول ما إذا كان الإفراج عن "زكا" مرتبطا بموضوع العقوبات الأمريكية على إيران، قال اللواء إبراهيم: "لست مخولا بالكلام بالإنابة عن الإيرانيين، ولكن إيران تؤكد عدم رغبتها بالتفاوض".وعن دور حزب الله فى ملف زكا، أوضح مدير الأمن العام اللبنانى: "ليس سرا أن حزب الله حليف إيران، ولكن فى هذا الموضوع تحديدا السلطات الإيرانية المعنية استجابت لطلب الرئيس ميشال عون".
ورغم أن الرئيس اللبنانى ميشال عون أوفد مدير العام للأمن العام اللواء عباس ابرهيم إلى طهران لإتمام معاملات اطلاقه وتسلّمه ونشرت وسائل اعلام إيرانية ولبنانية صورة للمسئول اللبنانى وهو يلتقى زكا لأول مرة بعد أكثر من 4 سنوات، إلا أن وسائل اعلام إيرانية حاولت منح جهود الرئاسة اللبنانية إلى حزب الله المدعوم من طهران، فقد نشرت صحف إيرانية ووكالة فارس التابعة للحرس الثورى تقارير تشير إلى أن الأمين العام لحزب الله لعب دورا كبيرا فى اقناع الإيرانيين وتوسطت عناصره لدى الإيرانيون للإفراج عن اللبنانى.
رجل الاعمال اللبنانى
من هو "نزار زكا"؟
نزار زكا هو خبير لبنانى فى تكنولوجيا المعلومات ومن الداعمين لحرية الإنترنت، حاصل على الإقامة الدائمة فى الولايات المتحدة الأمريكية، وشغل منصب الأمين العام للمنظمة العربية لتكنولوجيا المعلومات والاتصالات "إجمع" فى العاصمة الأمريكية واشنطن.
واختفى زكا فى 18 سبتمبر 2015، فى إيران بعد حضور مؤتمر فى طهران، وأكّدت وسائل الإعلام الإيرانية فى مطلع نوفمبر، أن زكا كان محتجزا بتهمة التجسس لصالح الولايات المتحدة الأمريكية.
وبدأت قصة اختفاءه عندما تلقى دعوة رسمية من نائبة رئيس الجمهورية الإيرانية لشؤون المرأة والأسرة، شاهيندوخت ملاوردى فى 2015، بصفته الأمين العام لـ"المنظمة العربية للمعلوماتية والاتصالات" (اجمع)، للمشاركة فى مؤتمر حول الريادة فى الأعمال وفرص العمل، تحت عنوان "المؤتمر الدولى الثانى حول دور المرأة فى التنمية المستدامة" فى الفترة ما بين 15 و18 سبتمبر 2015، واختفى بعد كلمة ألقاها فى المؤتمر حيث اعتقله استخبارات الحرس الثورى وهو فى طريقه للمطار.
واتهم التلفزيون الإيرانى زكا يوم اعتقاله، بصلات عميقة مع الطبقة العسكرية والاستخباراتية فى الولايات المتحدة، وبث التلفزيون حينها صور شخص بزى عسكرى، مؤكدا أنها صور لزكا وهو فى قاعدة عسكرية أمريكية، وحُكم عليه فى 2016 بالسجن 10 سنوات فى إيران، ودفع غرامة 4.2 مليون دولار.
اللبنانى
وفى نهاية 2017 أكدت المحكمة الإيرانية اتهامها لزكا لدى الاستئناف بالسجن 10 سنوات، إلى جانب إدانتها لأمريكى وإيرانيين اثنين يحملان الجنسية المزدوجة (الإيرانية والأمريكية) بالتعاون مع الولايات المتحدة.
ووصفته إيران بأنه كنز استخباراتى للولايات المتحدة، وفى تقرير لوكالة فارس 2015، قالت طبقا لمصادرها الأمنية أن زكا خلال الأعوام الماضية، "عمل على تشويه صورة حزب الله اللبنانى والنظام السورى وساهم فى اتهام سوريا باغتيال رفيق الحريرى رئيس الوزراء اللبنانى الأسبق فى 14 فبراير 2005.
واتهمت الوكالة أيضا زكا بالتنسيق مع الاستخبارات الأمريكية على تحشيد بعض الأحزاب اللبنانية من أجل إخراج الجيش السورى من لبنان عام 2005، وقالت: "كانت له بصمات واضحة فى توتر العلاقات بين سوريا ولبنان عقب اغتيال الحريرى عبر دعمه ودوره فى خروج احتجاجات شعبية فى بيروت وباقى المدن بعد الاغتيال والتى عرفت بثورة الأرز أو كما سميت بانتفاضة الاستقلال".
وانشغلت الأوساط السياسية فى لبنان بقضية زكا وبدأت المساعى والجهود لإطلاق سراحه ما دفع أهله فى بلدة القلمون إلى إعلان ترشيحه للانتخابات الفرعية التى جرت مؤخرا لأجل الاستمرار بإثارة قضيته وحض الحكومة على العمل لإطلاق سراحه. وفى يناير 2019، سلم رئيس الوزراء اللبنانى سعد الحريرى، السفير الإيرانى لدى لبنان محمد جلال فيروزنيا مذكرة موجهة إلى الرئيس الإيرانى حسن روحانى تطالبه بالإفراج عن زكا.
نزار زكا
صفقة إطلاق زكا... حزب الله يقبض ثمنها؟
وخرج كتاب لبنانيون يستنكرون منح هدية العفو عنه إلى حزب الله رغم جهود الدولة اللبنانية، وكتبت سابين عويس فى صحيفة النهار اللبنانى "لم تكد وكالة "مهر" الإيرانية تكشف قبل أسبوع تقريبا عن توجه السلطات الإيرانية لإطلاق المعتقل فى السجون الإيرانية نزار زكا المتهم بالعمل لمصلحة الولايات المتحدة، "بناء على طلب الرئيس اللبناني"، حتى جاء الموقف الذى نقلته وكالة أنباء "فارس"، عن مصدر إيرانى مطلع، وفيه انه سيتم فى غضون ساعات الافراج عن زكا وتسليمه إلى "حزب الله".
وأضافت: "أثار التناقض الواضح بين الوكالتين شبه الرسميتين تساؤلات فى الوسط اللبنانى حول السبب الكامن وراء تراجع طهران عن تقديم زكا هدية إلى عون، وحصر الهدية بـ"حزب الله" وتحديدا أمينه العام، بعدما عبرت وكالة "فارس" بوضوح تام "أن تسليم هذا الجاسوس الأمريكى -اللبنانى يأتى فقط بناء على طلب ووساطة الامين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصرالله، ولم تجر فى هذا السياق أى مفاوضات فى أى مستوى مع أى شخص أو حكومة، وأن هذا الأمر تحقق فقط بناء على احترام ومكانة السيد نصرالله لدى الجمهورية الإسلامية الإيرانية."
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة