الاكتشافات المصرية دائمًا ما تلفت أنظار العالم أجمع، فمجرد الإعلان عن اكتشاف أثرى جديد فى مصر، تجد جميع وسائل الإعلام العالمية تتحدث عن عظمته وأهميته، فهذا ما حدث مؤخرًا من قبل مجلة "توريزمو" الإيطالية، عندما سلطت الضوء على القلعة العسكرية القديمة التى تم اكتشافها منذ ما يقرب من شهر فى سيناء، تعود تاريخها إلى حوالى 664- 610 قبل الميلاد، فى عهد بسامتيك، وهو الأخير قبل الغزو الفارسى عام 525 قبل الميلاد.
تناول مجلة "توريزمو" ليست المرة الأولى للتحدث عن أهمية القلعة، فقبلها تحدثت ألقى موقع ancient-origins، الضوء على نفس الاكتشاف، معلقة "هذا الاكتشاف مهم لأنه سيوفر فهم أكبر لتطور القلاع المصرية بل يوفر أيضًا يقدم رؤى حول الأهمية الإستراتيجية لمنطقة سيناء فى العصور القديمة"، ولهذا وخلال السطور المقبلة نستعرض كل ما يخص الاكتشاف الجديد وتفاصيله.
الاكتشافات بالقلعة
استطاعت البعثة المصرية خلال عملها فى الحفائر ضمن مشروع تنمية سيناء والذى يشمل قيام عدد من البعثات الأثرية المصرية بأعمال الحفائر والاكتشافات الأثرية بمنطقة آثار شمال سيناء، فى الكشف عن بقايا قلعة أثرية.
القلعة المكتشفة تضم برج الركن الشمالى الشرقى وبقايا برج الركن الجنوبى الشرقى، بالإضافة إلى امتداد السور الجنوبى للقلعة جهة الشرق لمسافة 85م حتى الآن، وتعتبر هذه هى القلعة الأقدم تاريخيا والتي كشفت البعثة عن جدارها الشرقي عام 2008. وقد بنيت علي أنقاض هذه القلعة قلعة أخرى أحدث تم الكشف عنها سابقًا بالموقع، وجارٍ استكمال أعمال الحفر لاكتشاف بقايا المنشآت المعمارية داخل القلعة.
الاكتشافات بالقلعة
القلعة الأقدم قد شيدت أسوارها بطريقة مغايرة لأسوار القلعة الأحدث المشيدة على انقاضها، حيث بلغ عرض أسوارها ما يقارب 7 أمتار بينما بلغ عرض اسوار القلعة الأحدث 11متر تقريبًا وتتزايد إلى 17م بالأبراج المدعمه للأسوار.
وتحتوى القلعة المكتشفة حديثًا على 16 برج أما القلعة الأقدم طبقا لما تم الكشف عنه حتي الآن يعتقد أنها تحتوى على 4 أبراج (أبراج ركن) فقط أما أسوارها فقد دعمت بدخلات وخرجات لتقوية السور وتدعيمه.
أما عن أسوار القلعة الأقدم تختلف فى تصميمها عن القلعة الأحدث، حيث شيدت غرف مملوءة بالرمال وكسر الفخار والرديم داخل جسم الأسوار على مسافات منتظمة ربما الهدف منها تخفيف الضغط على جسم سور القلعة البالغ عرضه 11مترًا، وربما تستخدم تلك الغرف ايضا كمصارف لمياه الأمطار وهى سمة من سمات العمارة خلال العصر الصاوى، كما يرجح أن القلعة الاقدم أكبر مساحة من القلعة المكتشفة سابقًا بالمكان.
الاكتشافات بالقلعة
وخلال أعمال الحفائر فى الجزء الشمالى الشرقى من بقايا سور القلعة المكتشفة، أسفر عن الكشف عن مدخل القلعة والذى يمثل بوابة جانبية تقع فى الجزء الشمالى الشرقى من جسم السور، حيث كان يتم الخروج من البوابة إلى طريق منحدر وعلى يمين المدخل تم الكشف عن بقايا اساسات غرفة يعتقد أنها غرفة حراسة للجنود المصريين لحماية البوابة، وتنظيم عملية الدخول والخروج من وإلى القلعة المصرية.
القلعة المكتشفة
كما كشفت أعمال الحفائر أيضاً عن بقايا منازل شيدت فى الجانب الغربى داخل القلعة، حيث عثر بداخل احد هذه الغرف على جزء من تميمة من الفاينس تحمل اسم الملك بسماتيك الأول.
وعن الدراسات التى اجريت على المكتشفات الأثرية بالقلعة، فأن النتائج الأولية لدراسة الفخار واللقى الأثرية المكتشفة وتتابع الطبقات الأثرية أن تأريخ القلعة الأقدم يرجع للنصف الأول من عصر الأسرة 26 وتحديدًا عصر الملك بسماتيك الأول.
وتجدر الإشارة إلى أن القلعة المكتشفة قد تعرضت لهجوم شديد دمرت على أثره وهدمت جدرانها.
وتمثل القلعة العسكرية بتل الكدوة بوابة مصر الشرقية والحصن الوحيد المتحكم فى عملية الدخول والخروج من والي مصر خلال العصر الصاوي والنقطة الحصينة المدافعه عن البوابة الشرقية لمصر.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة