إذا كنت تريد البحث عن تعريف كلمة "المجاعة" فهى أنها تعنى "الندرة الشديدة فى الغذاء"، ويصعب علينا فهم هذا المفهوم، فمعظمنا لم يعرف أبدًا معنى أن عددا كبيرا من الأشخاص تضوروا جوعًا حتى الموت، لكن تخيل أنك جائع لدرجة أن عليك الهرب ليس فقط من قريتك، لكن من بلدك، هذا ما حدث فى إيرلندا، حيث دفعت المجاعة الناس إلى الهروب إلى بلاد أخرى ومع ذلك حاصرهم الموت عندما غرقت سفينة كاريكز.
وبحسب ما ذكر موقعه ancient-origins أن سفينة "كاريكز" غرقت عام 1847، عندما أبحرت من مدينة سليجو فى إيرلندا، بعدما هرب الناس من المجاعة التى كانت تهدد أكثر من مليون شخص إيرلندى، وقد غرقت السفينة وهى فى طريقها إلى ميناء كيبيك.
ووفقًا لمقال نشرته هيئة الإذاعة البريطانية (BBC) حول إعلان الحكومة الكندية دفن 87 جثة على الشاطئ، وأن 48 شخصًا فقط نجوا من الحادث، وأنه فى عام 2011 وجدوا عظام ثلاثة أطفال على شاطئ "Cap-des-Rosiers" فى كندا بعد العاصفة، وفى عام 2016 اكتشف علماء الآثار رفات 18 آخرين معظمهم من النساء والأطفال.
وقالت إيزابيل ريبوت، أستاذة مشاركة فى علم الآثار الحيوى بجامعة مونتريال، إن معرفة وجود أحفاد الأشخاص الذين نجوا، أمر عاطفى للغاية، مضيفة أن هذا الاكتشاف مهم للغاية للعائلات الأيرلندية الذين كان أسلافهم من ركاب كاريكز.
بين عامى 1825 و1970، وصل عدد المهاجرون الأيرلنديون فى كندا إلى 1.2 مليون مهاجر، وفى أواخر أربعينيات القرن التاسع عشر وصل عدد الكاثوليك أكثر من البروتستانت إلى كندا، لكن بعد المجاعة كانت الغالبية العظمى من المهاجرين الأيرلنديين بروتستانت والكاثوليك يتجهون جنوبًا نحو الولايات المتحدة وأستراليا.
مع تلقى كندا للعديد من المهاجرين الأيرلنديين، فمن السهل أن نفهم لماذا تكمن هذه المشاعر العاطفية العالية وراء اكتشاف مدافن الشاطئ؟! من غير المعقول تقريبًا أن تكون حمولة السفينة من الأشخاص الذين يتضورون جوعًا على مقربة من الطعام والحرية، فإن غرق "كاريكز" بمثابة تذكرة لمدى صعوبة الرحلة بالنسبة للمسافرين وأن الجميع لم يحالفهم الحظ للوصول إلى منزلهم الجديد.
تمت إعادة دفن الرفات البشرية باحترام فى حفل أقيم هذا الصيف بالقرب من النصب التذكارى الإيرلندى الذى أقيم على شاطئ Cap-des-Rosiers فى عام 1910.
التماثيل
الشاطئ
المجاعة
النصب التذكارى
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة