تعد دولة الفاتيكان أصغر دولة فى العالم من حيث المساحة، لكنها أكبر دولة دينية فى العالم كله، والمركز الدينى الأقدس لدى أكثر من 1.13 مليار نسمة من أتباع المذهب الكاثوليكى المسيحى، الأرض المقدسة التى تحمل بداخلها رفات القدس العظيم بطرس، ومقر الكرسى البابوى.
وتحتفل الفاتيكان، خلال يونيو الحالى، بمرور 90 عاما، على استقلالها عن الدولة، بموجب ثلاث معاهدات تم توقيعهم فى قصر لاتران بين الحكومة الإيطالية بقيادة بينيتو موسيلينى وممثل البابا بيوس الحادى عشر، الكاردينال بيترو كاسبارى، عرفت هذه الاتفاقيات باسم اتفاقية لاتران، حيث نظمت العلاقة بين الفاتيكان والدولة الإيطالية، ونصت على أن يكون الفاتيكان بحدوده الحالية، جزء مستقل عن الدولة الإيطالية ومدار من قبل بابا الكنيسة الكاثوليكية.
استمدت اسمها من إحدى الهضاب الصغيرة كانت تسمى الفاتيكان، ولم تكن هذه الهضبة ضمن قائمة الهضاب السبع التى تنقل التقاليد الإيطالية أنها مهد مدينة روما الحديثة.
ويعد البابا هو الرئيس الروحى الأعلى للكنيسة الكاثوليكية وهو يتمتع بعدة صفات كخليفة القديس بطرس، ونائب المسيح على الأرض وأسقف روما وبطريرك الغرب ورأس الكنيسة المنظورة، ويلقب أيضًا بالحبر الأعظم والأب الأقدس وصاحب القداسة، ويحل لقب "سيد أو ملك الفاتيكان" فى المرتبة السادسة من سلسلة ألقابه وتعريفاته منذ عام 1929، والبابا الحالى هو فرانسيس الأول.
القديس بطرس يتسلم مفاتيح الأرض والسماء من المسيح، وتظهر في الخلفية الفاتيكان القديمة، لوحة لبيترو بريجينو 1492
67 ميلادية.. مذبحة نيرون وصلب القدس بطرس
بدأت محاربة الدين المسيحى من قبل الفريسيين والمؤسسات الدينية اليهودية، عقب ظهور المسيحية، وكانت تعاليم وعظات بطرس خصوصًا الأولى والثانية، سببًا فى تذمر مجلس اليهود، مما أدى إلى توقيف بطرس ويوحنا عدة مرات فى السجن. وينقل التقليد المسيحى أن بطرس هو من أسس كنيسة روما بعد أن أسس كنيسة أنطاكية، وقضى هناك سنواته الأخيرة حتى مقتله عام 64 أو 67 خلال حريق روما الكبير واضطهاد نيرون للمسيحيين، وشهدت المدينة صلب القديس بطرس، ويعتقد أن القديس بطرس قد دفن فى قبر صغير أسفل الهضبة، ومنذ ذلك التاريخ اكتسبت هضبة الفاتيكان أهميتها، ومن ثم دورها كعاصمة للكنيسة الكاثوليكية
الصلاة الأخيرة لمسيحين خلال أحد حفلات التعذيب في الكولسيوم، روما لوحة لجان ليون جيروم سنة 1834.
1377 ميلادية.. نقل المقر البابوى إلى الفاتيكان من فرنسا
بدأ تاريخ الفاتيكان كمقر للكنيسة الكاثوليكية فى القرن الرابع الميلادى، عندما تم بناء كنيسة على قبر القديس بطرس بروما ، وقد تطورت المنطقة حتى أصبحت قبلة شعبية للحج والتجارة أيضًا ، ولكن تم إهمالها بعد نقل الكنيسة إلى فرنسا عام 1309م، ولكن الكنيسة عادت مرة أخرى إلى روما عام 1377 م.
1509.. أصغر جيش فى العالم من أجل حماية البابا
فى عام 1509 أقدم البابا يوليوس، على استئجار حرس عسكرى سويسرى لحمايته من الأخطار، ليكون بمثابة "أصغر جيش فى العالم"، ومنذ ذلك التاريخ أصبح هذا التقليد موجود، حيث يتم تشكيل فرقة عسكرية مدربة من أجل حماية البابا.
1527ميلادية.. نفق بين الفاتيكان وقلعة سانت أنجيلو ينفذ البابا
يوجد نفق يربط الفاتيكان مع قلعة سانت أنجيلو على ضفاف نهر تيبر، وقد تم تشييده فى عام 1277 بهدف تأمين الهروب للباباوات فى حالات الخطر. وقد أنقذ النفق بابا الفاتيكان فى عام 1527، وقد صمّم لباس الحرس السويسرى الرسام والنحّات الإيطالى الشهير ميكال آنجيلو، فى عاصمة الكثلكة قسم للشرطة أيضا يتولى جانبا من أعمال الحماية.
1586 ميلادية.. نقل مسلة فرعونية ضخمة إلى ساحة القديس بطرس
فى عام 1586م، أمر البابا سكستوس الخامس بنقل المسلة الفرعونية الموجودة حتى الآن بموقعها أمام كاتدرائية القدس بطرس وسط ميدان الفاتيكان، وكانت المسلة نقلت إلى إيطاليا بعد سنتين من حكم كاليجولا ثالث إمبرطور للإمبرطورية الرومانية، والذى تولى الحكم بين عامى 37 حتى اغتياله عام 41 ميلادية، بعد نقلها من معبد الشمس بأون لزخرفة ملعب "نيرون الرياضى" بالفاتيكان المعروف باسم شيركو نيرونى، ولكنها أقيمت فى المكان الذى أنذر فيه يوليوس قيصر مرتبن بأنه سيقتل فى 15 مارس عام 44 م، وقيل أن القديس بطرس الرسول صلب بجوارها.
هضبة الفاتيكان، كما كانت تبدو العام 1516 قبل بناء كاتدرائية القديس بطرس
1590 ميلادية.. بناء أكبر كنائس الفاتيكان على قبر القديس بطرس
وضع البابا يوليوس الثانى الحجر الأساس لبناء الكاتدرائية بالشكل الحالى فى 17 أبريل 1509 بعد هدم الكنيسة السابقة المقامة فوق ضريح القديس بطرس والمسماة الكنيسة القسطنطينية تيمنًا بالإمبراطور قسطنطين الذى قام بتشيدها فى القرن الثالث، فشكلت لجنة من ثلاث مهندسين هم رافائيل وسانفالو والراهب غيوكوندو دافيرونا لوضع مخططات جديدة كليًا للبناء، وبدأ العمل فعليا لتنفيذ التصاميم فى 15 يوليو 1588 خلال عهد البابا جريجورى الثالث عشر وإشراف المهندس دومنيكو فونتانا وانتهت بشكل كامل فى 14 مايو 1590.
1870 ميلادية.. صدام الكنيسة والدولة الإيطالية
بعد توحيد إيطاليا عام 1870، توترت العلاقة بين الحكومة والكنيسة، إذ وضعت الأولى يدها على أراضى الثانية. ورفض الباباوات الاعتراف بالدولة، واعتصموا فى الفاتيكان لمدة 60 عاما تقريبا.
1929 ميلادية.. الفاتيكان دولة ذات سيادة مستقلة
وقعت الحكومة الإيطالية والكنيسة فى عام 1929 اتفاقية تم بموجبها الاعتراف بالفاتيكان دولة مستقلة، ومنحت الدولة الكنيسة تعويضا ماليا عن المناطق التى أصبحت تحت سيطرتها.
جواز سفر الفاتيكان
450 شخص فقط يحملون جنسية الفاتيكان من بين 800 مواطنا
يبلغ عدد سكانها نحو 800 نسمة 450 منهم فقط يحملون جنسية الدولة. نصف من يحمل جنسية الفاتيكان يعيش فى بلدان أخرى لكونهم كرادلة أو أساقفة.
0.44 كم مربع.. مساحة أصغر دولة فى العالم
هى أصغر دولة من حيث المساحة فى العالم وتأخذ شكل شبه إهليلجى فى قلب مدينة روما عاصمة إيطاليا التى تحيط بها من جميع الاتجاهات ويفصلها عنها أسوار خاصة؛ تبلغ مساحة الفاتيكان 0.44 كم مربع.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة