تعتبر بعض المشروبات والأطعمة من المحرمات، وفقاً للمعتقدات الدينية، كما لها أضرار صحية على الإنسان، منها البوظة المخمرة، لذا يشعر الكثير من الأشخاص بالخجل الشديد عند ذكرها أمام أحد حتى من باب الدعابة خوفاً من سوء فهمه.
ولكن فى بعض المناطق الشعبية، خاصة محلات العصائر، يمكن أن تجد رجلا عجوزا ينادى بصوت عال أمام الجميع مطالباً بإحضار كوب من البوظة حالاً أو تجد بأحد الشوارع يبيع المشروب على الملأ، ما يجعلك تشعر بالتعجب والاستغراب، وقد تسوء فهم هؤلاء وتتساءل كيف يمكن أن تباع هذه المحرمات على الملأ، ولكن الذى لا يعرفه الكثير أن هذا أمر طبيعى فى بعض المناطق الشعبية.
البوظة مشروب يتم تحضـيره من خلال تخمير الشعير، ولكن ما يباع الآن على الملأ هو مشروب معد دون تخمير الشعير، أو إضافة كحول، ويعتقد أنه مفيد كمدر للبول لذلك يفضل البعض تناوله.
ويعتقد بعض الباحثين أن البوظة لها أصول فرعونية، وفى القرن الخامس عشر استخدم جمال الدين أبى المحاسن بن تغرى بردى كلمة "بوظة" فى كتابه "النجوم الزاهرة فى ملوك مصر"، التى ذكر فيها سمعة بائعى البوظة، كما أنها لا تباع فى مصر فقط بل ببعض الدول الأخرى مثل كازاخستان وألبانيا.
يذكر أن محلات البوظة كانت منتشرة فى المناطق الشعبية مثل الأزبكية ووسط البلد، وكان من روادها أصحاب المهن الحرفية وكان أصحابها يحصلون على ترخيص من ديوان الداخلية، كما كانت تسمى وزارة الداخلية قديماً، بالمزاولة مع الالتزام بالضوابط والشروط منها عدم لعب الورق والحفاظ على النظافة العامة وعدم إحداث ضوضاء، لكن منذ سنوات طويلة منع بيع البوظة المتخمرة والتى كانت تسبب السكر، وأصبح منشرة الأن البوظة غير مخمرة، وتباع بين الباعة الجائلين.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة