يعد فاسيلى جروسمان من أشهر الكتاب الروس وقد عاش فى الفترة (1905 – 1964) وتعد روايته (الحياة والمصير) واحدة من أبرز الروايات، والتى قدم فيها رؤية بانورامية للمجتمع السوفيتي خلال الحرب العالمية الثانية، ظلت الرواية غير منشورة إلى أن تم تهريبها إلى الغرب في عام 1980.
نعم ظلت الرواية غير منشورة حتى بعد رحيل ستالين، حتى أن جروسمان بعث خطابا في فبراير 1962 يقول فيه "أتوسل اليك أن تعيد إلى كتابي حريته" إلى زعيم الحزب الشيوعي السوفياتي نيكيتا خروتشيف محتجاً على مصادرة الكي. جي. بي. روايته.
وكان جروسمان يعتمد في كتابته هذا الطلب على الانفراج الفكري الذي كان خروتشوف قد أسبغه على الاتحاد السوفياتي منذ العام 1956 حين ألقى خطابه الشهير الذي فضح فيه الستالينية في شكل باغت العالم أجمع بعد ثلاث سنوات من رحيل الدكتاتور الدموي، ولكن يبدو أن الانفراج المذكور، ما كان في امكانه ان يتحمل مثل تلك الرواية. ومن هنا، على سبيل الرد على طلب الكاتب، اكتفى زعيم الحزب يومها بأن يطلب تأمين لقاء بين جروسمان، والمسؤول الإيديولوجي في الحزب ميخائيل سوسلوف، الذي كان على أية حال، معروفاً بتشدده.
بدأ جروسمان كتابة روايته الضخمة التي ستتجاوز 800 صفحة من الحجم المتوسط سنة 1948 أي قبل أن يتمم ما يعتبر جزءها الأول رواية "في سبيل قضية عادلة" التي نشرت زمن ستالين، أما "الحياة والمصير) فقد كان جروسمان واعيا بما تتضمنه من نقد جلي لستالين لهذا لم يعرضها للنشر إلا بعد وفاته، لكن عملت رئاسة تحرير زناميا - المجلة التي اختارها للنشر، على التبليغ عنها لتقوم ال" كي جي بي "بالحجز على الرواية وكل ما يتعلق بها بل منعت جروسمان وأهله من الحديث عن الموضوع.
وفى لقاء جروسمان مع سوسلوف المسؤول الإيديولوجي للحزب، الذي استمر لثلاث ساعات، كان لقاءا غريبا مدح فيه سوسلوف من جهة أعمال جروسمان لكنه أخبره بشكل قاطع رفض الحزب أن تنشر الرواية التي اعتبرها مضرة للشعب السوفياتي بل أكثر ضررا من القنابل النووية التي يُهدد بها الشعب السوفياتي، لكن الأكثر إثارة هو أن سوسولوف لم يقرأ العمل بل عهد بذلك لاثنين من مستشاريه. بعد اللقاء قام جروسمان بتدوين ما حدث فيه في مذكرة من مئة صفحة توجد يتيمة بالأرشيف الروسي للفن والأدب.