هيرمان بروخ كاتب نمساوى عاش فى الفترة بين (1886 – 1951) ولد فى فيينا لعائلة يهودية مزدهرة فى مجال الأعمال وعمل لبعض الوقت فى مصنع عائلته، على الرغم من ذلك فقد حافظ على اهتمامانه الأدبية.
كان مخطط لـ بروخ أن يعمل فى مصنع الغزل والنسيج الخاص بوالده فى تيسدورف، لذلك انتسب إلى الكلية التقنية لصناعة الغزل والنسيج.
فى عام 1909 اعتنق الكاثوليكية الرومانية وتزوج فرانشيسكا فون روثمان، وفى العام التالى، ولد ابنهما هيرمان فريدريك ماريا. فى وقت لاحق، بدأ بروخ يرى نساء أخريات وانتهى هذا الزواج بالطلاق عام 1923.
فى عام 1927 باع مصنع الغزل والنسيج، وقرر دراسة الرياضيات والفلسفة وعلم النفس فى جامعة فيينا، وتحول إلى مهنة الأدب وفى سن الـ 45، نشر روايته الأولى، السائرون نياما عام 1932 فى ميونيخ.
مع ضم النمسا من قبل النازيين (1938)، اعتقل بروخ، ولكن الحركة التى نظمها أصدقاء (من ضمنهم جيمس جويس) تمكنت من إطلاق سراحه والسماح له بالهجرة. حيث ذهب أول مرة إلى بريطانيا ثم إلى الولايات المتحدة، و هناك أنهى روايته موت فرجيل.
توفى هيرمان بروخ فى عام 1951 فى نيو هافن بولاية كونيكتيكت. ودفن فى كيلينج، كونيتيكت، فى المقبرة التى على طريق روست ميت هيل. و قد كان تم ترشيحه للحصول على جائزة نوبل فى الآداب عام 1950.
وكتب عنه فيصل دراج فى الحياة "بدأ كتابه الضخم "نظرية فى جنون الجماهير"عام 1939، ولازمه طيلة حياته ونشر ناقصاً، ربما، بعد رحيله. يحيل الكتاب، معرفياً، على"علم النفس السياسي"، أو علم نفس الجماهير"المصفقة" أو على هؤلاء"السائرون نياماً"، ويحيل، فى علاقته بكاتبه، على تجربة ذاتية روّعها عنف الجماهير الحاشدة، التى تثير الرعب وترحّل العقل إلى لامكان. ففى الحشود المقادة من خارجها ما يبارك الغرائز ويترجم أحوال "القطيع" بأشكال مختلفة. شيء قريب مما قال به عالم الاجتماع غوستاف لوبون فى كتابه"روح الجماعات"، حيث الإنسان يمتثل إلى ما يراه فى غيره ويرى فى التقليد منهجاً فى الحياة.
ومع أن التجربة الذاتية، فى فترة النازية الألمانية، هى التى تقف وراء مقاصد المؤلف، الذى كان"فيلسوفاً رغماً عنه"، فقد ساجل بروخ كل الذين تعاملوا مع موضوعه. ففى كتابه، كما يقول الباحثون، استئناف نقدى لاجتهادات عالمى النفس فرويد وأولر والفيلسوف الإسبانى أورتيغا. ي. غاسيه وعالم النفس الماركسى فيلهم راش، وكتابات كثيرة أخرى. قرأ بروخ، ربما، معيشه الذاتى على ضوء"النظريات"، وساجل ما كتبه غيره معتمداً على ما عاشه وفكّر فيه منتهياً إلى قول خاص به، يتفق ولا يتفق مع"النظريات"فى مجاله. ومن أعماله السائرون نياما (ثلاثية)، موت فرجيل، المذنبون.