تمر اليوم الذكرى الـ219، على إعدام سليمان الحلبى، فى 17 يونيو 1800، وذلك بعد أيام من قيامه باغتيال الجنرال كليبر، القائد الثانى للحملة الفرنسية فى مصر، بعد رحيل نابليون، حيث طعنه بسكين.
لم تستغرق المحاكمة أكثر من أربعة أيام، حققوا معه ومع من عرف أمره من مشايخ من الأزهر حاولوا ثنيه عن الأمر دون إبلاغ السلطة الفرنسية، وأصدر مينو فى اليوم نفسه أمراً بتكليف محكمة عسكرية بتاريخ 15 و16 يونيو 1800 لمحاكمة قاتل كليبر.
وينسب الفرنسيون لنفسهم أنهم أول من ادخلوا النظام القضائى فى مصر، وأصحاب أول محاكمة عصرية فى التاريخ المصرى الحديث، وهى محاكمة سليمان الحلبى التى حكمت بإعدامه.
وبحسب كتاب " نحو رؤية جديدة للتاريخ الاسلامى" للكاتب عبد العظيم الديب، فإن الحملة الفرنسية كما كانت أول ما أدخلت المطابع ورسمت الخرائط وأصدرت أول صحيفة، قامت أيضا بتنظيم المواخير والحانات، وفى عهد رأوا الناس أول محاكمة مصرية، فرأوا فى محاكمة سليمان الحلبى "قاتل كليبر" أول تحقيق بطريقة عصرية، ووقوف المتهم أمام المحكمة التى تتكون من عدة مستشارين ومجموعة من المحلفين.
كما يوضح كتاب " العين الغائبة" لعمر جاسم محمد، استنادا إلى المؤرخ عبد الرحمن الجبراتى، إلى الفرنسيين كان يشددون على تطبيق القانون، بل إن نابليون لم يتوان عن معاقبة الجنود الفرنسيين الخارجين عن القانون، وأولئك الذين قاموا بأعمال السطو والاعتداء على المصريين، واتبع الفرنسيون نظام التسجيل الإحصائى وقوانين التسجيل العقارى وتسجيل المواليد، كما كانوا أول من ادخلو النظام القضائى، ولا سيما فى محاكمة سليمان الحلبى.
فيما يرى الباحث عماد هلال فى بحثه بعنوان "أدلة براءة سليمان الحلبى"، حول ترويج الفرنسيين لفكرة أن القضاء قبل الحملة الفرنسية لم يكن له نظام وأنهم أول من وضعوا النظام القضائى وقدموا اول محاكمة عادلة وهى محاكمه سليمان الحلبى الذى قبض عليه وفى يده خنجر واتيحت له فرصة الدفاع عن نفسه امام محكمة قضائية، فيرى الباحث ان القضاء الجنائى فى مصر كانوا فوضويا، ولكن الفرنسين أيضا كانوا يقتلون بلامحاكمات، فقد قتلوا محمد كريم بالمحاكمة وقتلوا الالاف بلا محاكمه فمحاكمه سليمان الحلبى كانت فريدة لهدف سياسى، واغلب المؤرخين قالوا بان كليبر كان يقصد من تلك المحاكمة استعداء الفرنسيين على العثمانيين.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة