قرارات يونيو 2019.. مجمع التوازنات والإصلاح الإدارى.. لأول مرة الكنيسة توصى بتأسيس لجنة للمرأة فى هيئتها العليا.. وتدعو المكرسات للالتحاق بالجامعات لتطوير الخدمة الكنسية.. وتقرر توثيق كافة حواراتها مع الطوائف

الأربعاء، 19 يونيو 2019 06:30 م
قرارات يونيو 2019.. مجمع التوازنات والإصلاح الإدارى.. لأول مرة الكنيسة توصى بتأسيس لجنة للمرأة فى هيئتها العليا.. وتدعو المكرسات للالتحاق بالجامعات لتطوير الخدمة الكنسية.. وتقرر توثيق كافة حواراتها مع الطوائف المجمع المقدس للكنيسة القبطية
سارة علام

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

مازالت قرارات وتوصيات المجمع المقدس للكنيسة القبطية - الهيئة العليا للكنيسة - التى صدرت قبل أيام تلقى بظلالها على الوضع داخل الكاتدرائية بين مؤيد ومعارض، خاصة بعدما خرج الأنبا دانيال سكرتير المجمع المقدس شرح وفسر قرارات المجمع فى أحد القنوات المسيحية، إلا أن الجلسات التى صاحبها شد وجذب بين تيارين كنسيين متعارضين، لم تقرأ كاملة، إذ انشغل الرأى العام القبطى بتوصيات بعض اللجان المجمعية وترك البعض الأخر، فانشغل الناس بتوصيات لجنتى المهجر والإيمان والتعليم دون النظر لتوصيات لجان الأسرة والإعلام والعلاقات العامة رغم إنها لا تقل تأثيرا وأهمية.

ماذا يعنى تأسيس لجنة للمرأة داخل المجمع المقدس للكنيسة القبطية؟

 

 

من بين التوصيات المحورية التى انتهت إليها لجنة الأسرة الرئيسية بالمجمع هى "إنشاء لجنة فرعية تختص برعاية المرأة وكل متطلباتها"، وهى المرة الأولى فى تاريخ المجمع المقدس للكنيسة القبطية التى تؤسس فيها لجنة خاصة بالمرأة إذ يولى البابا تواضروس الثانى عناية خاصة بقضايا المرأة فى الكنيسة وخارجها وقد عبر عن ذلك أكثر من مرة بقوله: "ليس هناك فرق بين الرجل والمرأة بل هو تكامل أدوار فى الخدمة والكنيسة والمجتمع".

فيما فسر الأنبا دانيال سكرتير المجمع المقدس، وأسقف المعادى تلك التوصية، قائلا: هناك اهتمام عالمى ومحلى بالمرأة، والدولة خصصت عاما للمرأة كان السنة الماضية وفى مرات كثيرة تطالب الدولة الكنيسة بترشيح نساء فى مواقع متعددة بالدولة، ومن ثم رأينا تأسيس لجنة تضع آلية للاهتمام بالمرأة وتثقيفها وتعليمها فى مختلف التخصصات حتى نواكب التطور الموجود ونجد كوادر نرشحها للأنشطة المختلفة فى الدولة، لافتًا إلى أن لائحة انتخاب مجالس الكنائس تنص على ضرورة وجود سيدة فى المجلس الذى يدير كل كنيسة.

 

على الرغم من وجود أديرة للراهبات وبيوت للمكرسات فى الكنيسة القبطية، إلا أن المجمع المقدس للكنيسة لم يمنح عضويته حتى اليوم لأى من النساء رئيسات الأديرة أو الراهبات أو المكرسات، إذ يرتبط الأمر بقانون كنسي يمنع النساء من اعتلاء الرتب والمناصب الكهنوتية، فتبقى مناصب الكهنوت مقتصرة على الرجال باعتبار الكهنوت سر من الأسرار المقدسة، بينما تكتفى النساء بلعب أدوار تكاملية فى المجتمع الكنسى مثل خادمات الكنائس وأمناء الخدمة والتكريس أى الرهبنة العاملة فى خدمة المجتمع فى مجالات مثل دور الأيتام وخدمة كبار السن وغيرها.

تعتبر خطوة تأسيس لجنة للاهتمام بالمرأة فى المجمع المقدس للكنيسة القبطية خطوة حداثية بالمقارنة مع تراث الكنيسة الذى لم يعرف من قبل مثل هذه اللجان، ويبقى الأمر متوقفا على فكرة تشكيل اللجنة وهل سيسمح المجمع المقدس بضم نساء لعضوية لجنة المرأة الفرعية أم سيكتفى بتشكيل لجنة للمرأة يرأسها ويديرها الرجال وحدهم.

لماذا دعت الكنيسة المكرسين والمكرسات لاستكمال دراساتهم العليا بالجامعات؟

يؤمن البابا تواضروس الثانى بشكل مطلق بدور التعليم والدراسات العليا فى تغيير مستقبل الكنيسة، فهو البابا الأول فى تاريخ الكنيسة الممتد نحو ألفى عام الذى يقدم على إنشاء مجلس أعلى للتعليم الكنسى، وإن كان البابا كيرلس الرابع المعروف باسم أبو الإصلاح قد سبقه فى الاهتمام البالغ بالتعليم العام والكنسى فأسس مدارس لتعليم الكهنة واستقدم ثانى مطبعة فى مصر بعد المطبعة الأميرية ودعا لتعليم البنات.

من خلال تلك الرؤية، دعا المجمع المقدس للكنيسة جموع المكرسين والمكرسات لاستكمال دراستهم العليا فى الجامعات والمعاهد المصرية والأجنبية، إذ يعتبر التكريس نوع أخر من الرهبنة يكرس الرجل/المرأة حياته، لخدمة الله ولكن دون الانعزال فى الأديرة والتعبد هناك بل من خلال المشاركة فى الأنشطة المجتمعية والخدمية كرعاية الأيتام أو كبار السن أو العمل فى قطاعات الكنيسة المختلفة، وتبرز أسقفية الشباب كأحد أبرز المؤسسات الكنسية التى تقوم على خدمة المكرسات، إذ يعتبر دير الملاك وهو مقر الأسقفية بيتا للمكرسات خرج مئات الشابات اللاتى يعملن فى خدمة شباب الكنيسة.

الأنبا دانيال قال إن المجمع المكرس أوصى بتشجيع المكرسات على استكمال دراستهن العليا فى مجالات الخدمة المختلفة، بالإضافة إلى وضع منهج تأهيلي لهم قبل الانخراط فى الخدمة الكنسية، مشيرا إلى أن الانبا بموا اسقف السويس يشرف على اللجنة الفرعية للمكرسين والمكرسات، مضيفا: الكنيسة تهتم جدا بالتعليم لأنه يفتح الذهن ويمنح المكرس خلفية علمية يبنى عليها، ونشجعهم على الدراسة ليس فقط فى الدين بل فى مجال خدمتهم، فى المعاهد والجامعات المصرية حتى لا تقوم الخدمة على التعامل اليومى والخبرة فقط بل تشمل التعليم والخبرة معا.

الأنبا دانيال 

وبالنسبة لخدمة كبار السن، قال الأنبا دانيال إن معهد الرعاية والخدمة الكنسية سيضم فى المستقبل قسما متخصصا لكبار السن، فقد كان لدى الكنيسة معهد يسمى "حكمة السنين" متخصص فى التدريس لخادمى كبار السن وتأسس قبل 20 عامًا، إلا أن الكنيسة رأت ضم المعهد تحت معهد الرعاية والخدمة، مشيرا إلى أن الأنبا مكسيموس أسقف بنها يشرف على هذه الخدمة على أن تضم كل إيبراشية فى المستقبل بيتا للمسنين مع التوصية بعقد اجتماع أسبوعى لهم.

ما فائدة توثيق كافة الحوارات المسكونية مع الطوائف الأخرى؟

أما لجنة العلاقات والحوارات المسكونية، وهى اللجنة المختصة بالملف الشائك "العلاقة مع الطوائف الأخرى" فقد قررت رسم خريطة مسكونية لكل العلاقات والحوارات مع الكنائس الأخرى، مع عمل سجل إلكترونى مبوب لتوثيق نتائج الحوارات.

وتأتى تلك الخطوة بعد سنوات صال فيها البابا تواضروس وجال يؤسس لعلاقات مع الطوائف المسيحية المختلفة فى الإيمان فى مصر وخارج مصر، وكذلك فعل البابا شنودة الثالث الذى أوفد الانبا بيشوى رئيس لجنة العلاقات المسكونية المتوفى كمندوب للكنيسة فى تلك الحوارات طوال الأربعين سنة الماضية، دون أن تمتلك الكنيسة حتى اليوم أى سجل لنتائج تلك الحوارات وما انتهت إليه وما توقفت عنده حتى يتم الرجوع إليها فى المستقبل، ولا تصبح الحوارات اللاهوتية مجرد مبادرات شخصية يطلقها أصحابها وتنتهى برحيلهم ومن ثم لا تؤسس لأى تغيير مستقبلى فى العلاقات مع تلك الكنائس العالمية.

ستغلق تلك الخطوة الباب أمام الاتهامات التى توجه لمندوبى التواصل مع الكنائس الأخرى بالتفريط فى الإيمان، أو إقرار قوانين كنسية جديدة، فالأرشيف الإلكترونى سوف يحفظ بدقة ما أنتجته تلك الحوارات وما توصلت له بالشكل الذى يقطع الطريق على المزايدين فى المستقبل.










مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة