ظل خلف القضبان وحيدا لمدة 15 عاما، حتى نسى اسمه فقد أصبح ينادى برقم 728716، حكم عليه بـ60 عاما بالسجن فى قضية قتل لم يرتكبها، لتغلق أبواب الحياة أمامه ويعتبر أن الحكم شهادة وفاته، لتزوره أمه وتصنع له أملا جديدا فى الحياة، حيث قالت بما يعنى بالمثل المصرى:" ياما فى الحبس مظاليم.. انظر إلى السماء ولا تنظر إلى القضبان".
ريتشارد مايلز
وبحسب شبكة سى ان ان الأمريكية، يروى ريتشارد قصته التى لا يجب أن نقول عليها مأساوية، بل هى قصة نجاح ، فبقدر ما تحمل ريتشارد 15 عاما خلف قضبان السجن حتى ظهرت براءته وأطلق سراحه، إلا أن القضية التى ألقت به فى السجن أعطت له فكرة مشروع استطاع بها أن يبدأ حياة جديدة ليس لنفسه فقط، بل بفكرته استطاع أن يخدم كل مسجون أطلق سراحة أو قضى مدته وخرج ليبحث عن عمل ولكنه غير مؤهل له، فاستطاع أن يطلق مشروع خدمى وتأهيلى لكل سجين لإثراء معلومات السجين عما وصلت إليه التكنولوجيا فى العمل، ومعرفة كيف يبحث عن وظيفة، ولم ينس مايلز التأهيل النفسى للسجين بعد إطلاق سراحه ، فقد أنشأ مركز تأهيل نفسى يقدم دورات للمساجين للتكيف مع أجواء العمل، ليصنع مايلز من مدة سجنة شهادة ميلاد جديدة له ولكل سجين سواء ظالما أو مظلوما.
مايلز 2
وقال ريتشارد: "15 مايو 1994 يعتبر اليوم الذى توفى فيه ريتشارد مايلز، مؤكدا أنه تحول إلى رقم السجين 728716 وليس اسما".
وأضاف أنه قضى مدة 15 عاما فى سجن تكساس وأطلق سراحة فى عام 2009 ،وقال مايلز وهو متأثرا جدا عن موقف زيارة والديه إليه فى السجن أنه عندما نظرت إليه أمه قالت له: "عندما تنظر من نافذه السجن لا تنظر إلى القضبان، بل انظر إلى السماء".
وأضاف ريتشارد بحسب " سى ان ان" الأمريكية، أنه بمجرد خروجه من السجن شعر بأنه مراهق كما كان ولم يشعر بالزمن الذى غير من ملامحه كثيرا فقد أصبح الآن فى عمر 34 عاما، ومازال بحسب قوله يتعامل على أنه مراهق صغير، مؤكدا أنه خرج كيوم ولدته أمه، ولا يعرف شيئا عن العالم الخارجى، وكأنه عالم مختلف، مشيرا إلى أنه كان يريد العودة إلى السجن مرة أخرى حتى يشعر أنه موجود.
مايلز أثناء تدريسة للخارجين من السجن
واستطرد فى حديثه قائلا: جلست لمدة عامين غير مدرك لما حولى من التطور والألية الجديدة للعمل التى اختلفت بشكل كبير عما سبق، حتى جاءت له فكرة " مايلز أوف فريدوم" ، وهى منظمة غير ربحية فى دالاس هدفها مساعدة الخارجين عن السجن العودة لديارهم والتعامل مع المجتمع بشكل طبيعى، مضيفا أن الصدمة التى شعر بها فور خروجه من السجن لم أكن يرغب أن يشعر بها أحد.
ريتشارد مايلز
وأكد مايلز أن الولايات المتحدة صاحبة أعلى معدل لسجن المراهقين فى العالم، بحوالى أكثر من 2 مليون سجين مراهق حتى نهاية 2016، وفقا للإحصائيات الفيدرالية الأخيرة، مضيفا أن مايقرب من ربع هذا العدد تم اعتقالهم بسبب جريمة جديدة أوخرق لشروط اطلاق السراح، وهذا شيئ محزن، مؤكدا أن فكرة مؤسسته هى مساعدة المساجين المطلق سراحهم الحصول على بطاقة هوية والتسجيل فى الكليات والسكن والتدريب على الكمبيوتر وبرامج محو الأمية والتظيف، مشيرا إلى أنه هدف اجتماعى قبل أن يكون شخصى.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة