بعيون تملأها الإرادة..، ترفض أن ينظر إليها أحد بعين الشفقة تتحدث بكل ثقة وجدية ترى أن عليها واجب البحث عن العلم والاجتهاد فيه متناسية إعاقتها التى تجبرها أن تستقل يوميا 6 مواصلات وتقطع مسافة تزيد عن 65 كيلو من قريتها إلى جامعتها .
تقول الطالبة هيام عبد النبى أنها تدرس بكلية الآداب بجامعة الفيوم وتقيم مع أسرتها بقرية منيا الحيط بمركز اطسا، ومنذ سنوات أصيبت فى حادث حيث سقط من أعلى سور امام منزلها، وأصيبت بكسر فى العمود الفقرى، أفقدها كامل حركتها وأصبحت لا تتحكم فى التبول ،ولكنها بالكفاح والمثابرة وبعد إجراء عمليات جراحية ،وبجلسات العلاج الطبيعى أصبحت تسير على عكازين ،وهو أقصى تحسن وصلت عليه وبعد الثانوية العامة أحبطها الكثيرون وطالبوها بالجلوس فى المنزل لان قريتها بعيدة عن مدينة الفيوم ولن تستطيع تحمل المسؤولية بمفردها ،ولكنها أصرت على استكمال طريقها بمساعدة والديها وتشجيعهما ،وبالفعل التحقت بكلية لآداب ،وبدأت رحلتها الشاقة ،حيث أنها لتكون محاضرتها فى التاسعة صباحا تستيقظ من الخامسة وتستعد ،وفى السادسة صباحا تخرج من منزلها وتستقل توك توك الى موقف السيارات فى قريتها ثم تستقل سيارة "بوكس" الى مدينة الفيوم ثم سرفيس الى الجامعة وكذلك فى رحلة العودة.
لفتت الطالبة الى أن حلمها فى المستقبل ان يكون لديها سيارة وتتحرك بها بسهولة ،وتستكمل مسيرتها العلمية خاصة أن لديها طموحات فى الحصول على كورسات فى لغات متعددة وكورسات فى البرامج التكنولوجية وهو تخصص خارج دراستها ولكنها تهتم به.
و أوضحت هيام أن ذوى الاعاقات يعانون فى مجتمعنا ،حيث أن كثيرون لا يتفهمون الاعاقة أحيانا نحتاج لصعود السلالم ،ولا نستطيع ننتظر مساعدة أحد ولكننا لا نطلب وننتظر مد يد العون ولا نجدها.
وأشارت هيام الى أن وجود كلية الحقوق بعيدا عن الباب الرئيسى للجامعة منعها من الالتحاق بالكلية ،ولفتت الى أن الحركة الكثيرة داخل الجامعة تسبب لها الحرج فتختصر خطواتها كلما استطاعت.
وأشارت الطالبة الى أنها فى الجامعة سألها الموظف المختص بشئون الطلبه حول حالتها و اعاقتها هل هى بسبب حادث أم أنها ولدت بهذا الوضع ،فعندما أخبرته أنه حادث صنف إعاقتها على إنها كسور ،وليست إعاقة وهو ما منعنى من الحصول على باقى حقوقى مثل ذوى الاعاقة بالجامعة و تتمنى أن يتم استدراك ذلك.