أكرم القصاص - علا الشافعي

محمد فودة

محمد فودة يكتب.. الاختلاء بالنفس "فى رحاب نفيسة العلم"

الخميس، 27 يونيو 2019 12:37 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

كلما حاصرتنى المشاكل وشعرت بعدم الراحة، وكلما اشتد بى الحال تحت وطأة الإحساس بالضيق،فإننى وبدون أدنى تفكير أجد نفسى تقودنى على الفور الى مسجد السيدة نفيسه بحثاً عن لحظة اختلاء بالنفس وطلباً فى التزود بالطمانينة وراحة البال فى رحاب نفيسة العلم وحفيدة رسول الله صاحبة المقام الرفيع فى شجرة آل البيت التى تحظى بمكانة مرموقة فى قلوب المصريين ..فقد قرأت من قبل رواية تقول أنه حينما  امتنع زوجها من دفنها في مصر فإنه رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول له فى المنام " لا تعارض أهل مصر في نفيسة .. فإن الرحمة تنزل عليهم ببركتها".

لذا فإننى وما أن تطأ قدماى هذا المكان الطيب الطاهر، حتى أجدنى أذهب بعيداً خارج حدود المكان والزمان، وأغوص بكل جوارحى داخل نهر من الروحانيات التى تفيض عشقاً وحباً فى آل البيت.. وكيف لا يكون الأمر على هذا النحو ونحن على يقين من أن الدعاء مستجاباً فى رحاب قبر نفيسة العلم داخل هذا المسجد الذى يحمل اسمها تكريماً لها وتعظيماً لصاحبة العلم الواسع فهى بنت الحسن الأنور بن زيد الأبلج بن الحسن بن علي بن أبي طالب وأمها هى زينب بنت الحسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب .. وقد انتقل بها والدها إلى المدينة المنورة، حينما كانت في الخامسة من عمرها فكانت تذهب إلى المسجد النبوي وتسمع إلى شيوخه وتتلقى الحديث والفقه من علمائه حتى لقبها الناس بلقب «نفيسة العلم» وهى ما تزال صغيرة السن.

 

لقد اعتدت منذ عدة سنوات التردد على مسجد السيدة نفيسه بشكل مستمر، حيث  اعيش حالة خاصة جدا من الروحانيات التى وبدون مبالغة تمنحنى القدرة على تجاوز الأزمات وأن اغتسل من هموم ومشاكل الحياة بل تجعلنى قادر على أن أخرج كل ما فىصدرى من إحساس بالضيق وهو شعور يغمر كل من تعود على التقرب من مسجد السيدة نفيسة التى لها فى نفس كل مصرى مكانة خاصة ترجع الى زمن بعيد وعلى وجه الخصوص وقت أن جاءت الى مصر مع أسرتها حيث مروا في طريقهم بقبر الخليل ويقول المؤرخون أنه حين علم أهل مصر بقدومهم خرجوا لاستقبالهم في العريش وأقبلوا عليها يلتمسون منها العلم حتى كادوا يشغلونها عما اعتادت عليه من عبادات، فخرجت عليهم قائلة: «كنتُ قد اعتزمت المقام عندكم، غير أني امرأة ضعيفة، وقد تكاثر حولي الناس فشغلوني عن أورادي، وجمع زاد معادي، وقد زاد حنيني إلى روضة جدي المصطفى.» ففزعوا لقولها ورفضوا رحيلها وبالفعل استجابت لهم وظلت فى مصر الى أن توفيت فبكاها الناس  وحزنوا لموتها حزنًا شديدًا وكان يوم دفنها مشهودًا ازدحم فيه الناس الذين شاركوا فى تشييع جثمانها.

 

وها هو مسجد السيدة نفيسة يكتظ الآن بمريدى نفيسة العلم وبعشاق آل البيت وبالباحثين عن  الراحة النفسية والراغبين فى الاستزادة من العلم والاغتراف من فيض الرحمن حيث تتنزل فى هذا المكان الرحمات من رب العزة جل شأنه

، فهنيئاً لكل من عرف قدر هذا المكان الطيب الطاهر وهنيئاً لكل من ذاق حلاوة الاقتراب من آل البيت فكما يقول العارفون وأهل العلم "من ذاق عرف.

"اللهم امنحنى القدرة على الاقتراب من آل البيت والاستزادة من روحانياتهم وأن أذوق حلاوة السكينة وراحة البال".










مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة