عرف عن الأديب الكبير الراحل عباس العقاد مواقفه الحاسمة والواضحة من السلطة، ورغم أنه كان صديق الزعيم الراحل سعد زغلول، لكن ذلك لم يمنعه من الاستقالة من حزب الوفد، ومعارضة الزعيم مصطفى النحاس، وكذلك عرف بهجومه على الملك فؤاد، الذى تسبب فى دخوله السجن لمدة 9 أشهر.
وتمر اليوم الذكرى الـ130، على ميلاد الأديب عباس محمود العقاد، حيث ولد صاحب "العبقريات" فى 28 يونيو عام 1889، بمدينة أسوان.
وكان للأديب الراحل الكبير موقفًا معاديًا للنازية خلال الحرب العالمية الثانية، ووقف وضد الاحتلال البريطانى لمصر، حتى أنه انضم لإحدى الجماعات السرية فى بداية شبابه.
وبحسب كتاب "العقاد فى الميزان لمناسبة كتابه عن معاوية" تأليف سليمان بن صالح الخراشى، فإن الزعيم الراحل سعد زغلول قرب إليه العقاد خلال الثورة وبعدها، ولقبه بـ"جبار المنطق"، وأطلق له عنان الحرية فى الكتابة والنقد، فحرر فى صحيفة "البلاغ" وساهم فى منشورات "جماعة اليد السوداء" السرية.، وجماعة اليد السوداء هى جماعة سرية كانت بقيادة عبد الرحمن فهمي، ظهرت فى ثورة 1919 وتعرف باسم جماعة الإغتيالات، كانت أولى مهمات تلك الجماعة هى قتل رئيس مجلس الوزراء محمد سعيد باشا، والذى كان يمثل خطر لهم فى ذلك الوقت.
وبدأت الجماعة السرية مع ثورة 1919، حيث تم تشكيل مجلس أعلى للإغتيالات وتكوين لجنه رئيسية تضم أعضاء من أهمهم أحمد بك ماهر وعبد اللطيف الصوفانى ، مهمتهم تحديد الشخصيات التى من المقرر إغتيالها.
وبحسب عدد من التقارير الصحفية، كانت "جمعية اليد السوداء" أشهر هذه الجماعات بسبب دورها فى حشد المصريين أثناء الثورة، وتهديد كل مَن يتعاون مع سطات الاحتلال بالقتل.
ووفقا لما جاء فى كتاب "الجمعيات السياسية والاجتماعية والدينية ودورها فى المجتمع المصرى: 1882 – 1936" فإن جماعة اليد السوداء كان لها لجنتان "مستعجلة وتنفيذية"، حيث تتولى واحدى كتابة منشورات سريعة بأمر من عبد الرحمن فهمى، وتشير إلى أنه "من أشد المنشورات تحدياً ذلك الذى وجهته اللجنة المستعجلة للسلطان أحمد فؤاد وحدد معسكر الثوار بالشعب والأمة، والمعسكر المضاد بالإنكليز والسراى ورجال المعية (الحاشية) الأفاقين".
وبحسب دراسة "عباس العقاد ونشاطه السياسى فى مصر: 1919- 1930" من إعداد مشتاق طالب حسين خفاجى وخيرالله حسين عبيس الحجامى، نشرت فى مجلة العلوم الإنسانية، التابعة لكلية التربية للعلوم الإنسانية بجامعة بابل، المجلد 35، مارس 2018، فإن جماعة اليد السوداء، كانت من أبرز الجميعات السرى التابعة للجهاز السرى لحزب الوفد وتأسست عام 1919، وكان العقاد قد انضم إليها فى العام نفسه وأصبح يحرر ويصيغ منشوراتها المناهضة للاحتلال، ولم يكتف بذلك بل قام بتوزيع تلك المنشورات الثورية بنفسه والتى عملت على إثارة الرأى العام، وكانت لقاءاته السرية تتم مع أبرز رجال الجهاز السرى لحزب الوفد، وهم محمود فهمى النقراشى وأحمد ماهر، الذى تولى رئاسة الجهاز السرى فى عام 1920.
وبسبب الرقابة على الصحف العلنية جراء الأحكام العرفية العسكرية المفروضة آنذاك، تركز الاعتماد على المنشورات والجرائد السرية التى تنشرها تلك الجميعات لغرض إيصال أخبار الثورة ونشاطات حزب الوفد لعموم الشعب.
ورغم القبض على عدد كبير من أعضاء الجماعة السرية، لكن ذلك لم يثن على عزيمة العقاد بحسب الباحث، واستمر عمله السرى فيها فضلا عن عمله فى صحيفة الأهرام، فكان عمله فى جماعة اليد السوداء مقترنا بمهامه الأساسية التى تمثلت فى الدعاية الهادفة الى تنشيط الوعى القومى وتوضيح مشكلات السياسة وتبسط مفاهيم الحركة الحزبية.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة