أكد الدكتور طه على، الباحث السياسى، أن التحويلات المالية الضخمة من جانب الدوحة إلى التنظيمات الدينية المنتشرة على الأراضى الأوروبية تكشف عن كثافة التحركات القطرية "السرية" داخل أوروبا، الأمر الذى يُمكن أن نقرأه تاريخيا بأنه تمت غالبية تلك التحويلات خلال الفترة التى أعقبت عام 2010 وهى الفترة التى شهدت اندلاع ما يعرف بـ "الربيع العربي"، حيث توافقت حركة "إسقاط الأنظمة الحاكمة" فى المنطقة العربية مع الأجندة القطرية الرامية لفرض النفوذ القطرى على العالم العربي، وتعزيز ذلك التوجه بالحضور الكثيف على الساحة الأوروبية كسبيل لدعم قطر أوروبياً على أراضى الشرق الأوسط.
واضاف الباحث الإسلامى، أن طبيعة تلك التحويلات؛ تتسم بأنها اتجهت لدعم وتأسيس منظمات دينية فى المدن الأوروبية، فبجانب الذراع الاقتصادى اختارت قطر تنظيمات الإسلام السياسى كذراع جماهيرى لها حول العالم بما يُسَهِّل التوغل القطرى بين صفوف الجماهير المختلفة سواء فى أوروبا أى مكانٍ بالعالم.
وتابع: لكن خطورة ذلك التوجه، فى دعم تيار متطرف داخل المدن الأوروبية كان له دور بارز فى إزكاء العنف الدينى خلال العامين الأخيرين، وهو ما تنبه له الأوروبيون بعد تزايد عدد الهجمات الإرهابية والتهديدات التى تعرض لها الأمن الأوروبي، ففى مقابل تلك النزعة المتطرفة التى غزتها الأموال القطرية، برز جماعات اليمينية المتطرفة التى تدافع عن القيم الأوروبية فى مواجهة تمدد التطرف الديني، الأمر الذى قابله انتفاضة بين أوساط صنع القرر فى أوروبا خلال الشهور الأخيرة ضد الإسلام السياسى، والتى عبر عنها الرئيس الفرنسى إمانويل ماكرون، وغيره من القادة الأوربيون.
وكان "اليوم السابع" حصل على مستندات ووثائق رسمية تكشف حجم التمويلات الضخمة التى يضخها النظام القطرى، إلى عدد من المنظمات الحقوقية والمراكز البحثية منها ما يتبع جماعة الإخوان الإرهابية فى عدد من العواصم الأوروبية، وبلغت الأموال المحولة من تميم بن حمد أمير قطر ومؤسسة قطر الخيرية ملايين الدولارات سنويا .
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة