7 جمعيات ومراكز حقوقية فى إنجلترا وإيطاليا والسويد وسويسرا تتلقى أكثر من 10 ملايين دولار لدعم مخطط قطر لنشر الإرهاب والتطرف
خطابات متبادلة مع يوسف القرضاوى بشأن تمويل اتحاد الجمعيات الإسلامية بروما
حصل"اليوم السابع" على مستندات ووثائق رسمية تكشف حجم التمويلات الضخمة التى يضخها النظام القطرى، إلى عدد من المنظمات الحقوقية والمراكز البحثية منها ما يتبع جماعة الإخوان الإرهابية فى عدد من العواصم الأوروبية، وبلغت الأموال المحولة من تميم بن حمد أمير قطر ومؤسسة قطر الخيرية ملايين الدولارات سنويا نكشفها فيما يلى:
تضمنت المستندات، شيكات صادرة من "جمعية قطر الخيرية"، التى تتخذها الدوحة ستارا لتمويل الجماعات الإرهابية والتى وضعتها دول الرباعى العربى الداعى لمكافحة الإرهاب، ضمن قوائم الإرهاب، إلى شخصيات تابعة للإخوان لتدشين ما يسمى بمراكز إسلامية ففى 8 نوفمبر 2011، وجهت مؤسسة قطر خطابا، إلى جمعية "ابن رشد"، تبلغها أنه تم تحويل مبلغ 88 مليون يورو إلى حساب الجمعية فى فرنسا لاستكمال أنشطتها فى الخارج.
كما شملت خطابا آخر من عمر الأصفر رئيس جمعية "ابن رشد" والتى مقرها فرنسا، موجه إلى جمعية قطر الخيرية، يعود تاريخه إلى شهر ديسمبر 2015 يبلغهم فيه بأن الجمعية تسلمت مبلغ 925 ألف يورو على دفعتين من الجمعية القطرية.
ولمن لا يعلم جمعية "ابن رشد" فهى جمعية تتبعها مدرسة "ابن رشد"، خلف مسجد مدينة ليل الجنوبى، وساهمت المؤسسة القطرية للأعمال الخيرية فى شراء مبنى جديد سنة 2012، حيث دفعت ثلثى المبلغ اللازم لشرائه، وهدفها تنفيذ الأهداف القطرية ودعم النظام القطرى فى الخارج، واستيعاب الإخوان هناك.
خطاب آخر تاريخه يوليو 2014، تكشف فيه جمعية قطر الخيرية، أنها حولت مبلغ جديد بلغ 2 مليون يورو لحساب جمعية ابن رشد بفرنسا، ليكشف هذا الخطاب حجم التمويل الضخم من الدوحة تللك المراكز.
هذا بالإضافة إلى خطاب آخر موجه من جمعية قطر الخيرية وبالتحديد من أحمد عبد الله الملا، مدير إدارة الجمعيات والمؤسسات الخاصة بالجمعية لجمعية "أمل يسان دولى"، بتحويل مبلغ 339 ألف يورو للأخيرة.
وكشفت الوثائق عن خطاب أيضا يكشف حجم التمويلات التى تضخها الدوحة لمراكز أوروبية من أجل محاولة استقطابها، حيث أن الخطاب وجهته جمعية قطر الخيرية إلى المعهد الأوروبى للعلوم الإنسانية لتحويل مبلغ 100 ألف يورو لصالح أنشطة المعهد الأوروبى.
كما كشفت عن خطاب آخر يرجع تاريخه إلى نوفمبر 2012، موجه من جمعية قطر الخيرية وبالتحديد من أحمد عبد الله الملا، مدير إدارة الجمعيات والمؤسسات الخاصة بالجمعية، إلى جمعية مسلمى بواتييه بفرنسا بتحويل مبلغ 575 ألف ريال قطرى لتنفيذ مشروع المركز الإسلامى بلاط الشهداء الدفعة الثانية.
هناك خطاب آخر كشف علاقة اتحاد المنظمات الإسلامية فى فرنسا، والذى يعد ذراع التنظيم الدولى لجماعة الإخوان، بجمعية قطر والتمويلات التى تضخها لمراكز إسلامية، من خلال الخطاب الذى وجهه أحمد جاب الله رئيس اتحاد المنظمات الإسلامية فى فرنسا فى 17 أبريل 2012 لجمعية قطر الخيرية أسماه "تزكية" قال فيها إن جمعية الإصلاح تعد جمعية إسلامية لها نشاط واسع فى مدينة ديسين بصواحى مدينة ليون وسط فرنسا، وأنها من الجمعيات النشيطة التى تشرف فى مدينة ديسين على إدارة المركز، حيث تعد هذه التزكية بهدف تحويل مبالغ من جمعية قطر الخيرية لها.
وكشف خطاب آخر عن الأنشطة التى تقوم بها قطر مع عدد من المراكز فى أوروبا وحجم التمويل فيها، حيث ضخت 20338 يورو لتدشين وقف اسكندنافى فى السويد بمدينة مالمو، بنجانب ضخها 110763 يورو لبناء مسجد فى مركز نورشوبينج الإسلامى فى السويد، بجانب ضخها 18906 يورو لبناء مركز إسلامى لأمانة الإيمان فى مدينة شفيلد ببريطانيا، ومساهمتها بـ19282 يورو لاستكمال مسجد أبو بكر الصديق ببريطانيا، وضخها 103312 يورو لبناء مركز إسلامى فى مدينة فينزبيرى بارك بلندن، وكذلك ضخها 104879 يورو لتدشين مركز الفرقان التعليمى ببريطانيا.
وتضمنت المستندات أيضا ضخ الجمعية القطرية 112048 يورو لبناء مسجد ومركز إسلامى فى جامعة سوانزى ببريطانيا، وضخها 112573 يورو لبناء مدرسة الأمانة لتحفيظ القرآن الكريم ببريطانيا، وضخ 119212 يورو لشراء وتطوير وبناء مادى بارك رويال ببريطانيا، وضخ 119584 يورو لتدشين مركز البيان للرعاية الإسلامية ببريطانيا، وضخ مبلغ 119598 يورو لتدشين مركز النور الإسلامى بألمانيا، وضخ مبلغ 104206 يورو لتدشين مركز جينيراسيون للتربية والتعليم ببلجيكا.
هناك أيضا خطاب آخر صادر من يوسف بن أحمد الكوارى الرئيس التنفيذى لجمعية قطر الخيرية، بشأن المبالغ التى تم تحويلها للجهات الخارجية لدعم جمعيات ومراكز فى فرنسا تضمنت تحويل مبلغ 10 ملايين يورو فى سبتمبر 2012 لجمعية مسلمى بواتييه لاستكمال تدشين المركز الإسلامى بلاط الشهداء كدفعة أولى بجانب تحويل 575 ألف يورو لاستكمال تدشين المركز الإسلامى بلاط الشهداء كدفعة ثانية.
وتضمنت الخطابات خطابا يحمل اسم صاحبه عبد العزيز المقداد، بتاريخ 4 مارس 2013 يتضمن فيه تحويل 285383 ريال قطرى لدعم وتمويل المركز الإسلامى بديسين بمدينة ليون الفرنسية.
بالإضافة إلى خطاب يحمل عنوان "مشروع مركز السلام وإنشاء مدرسة حر إسلامية بمدينة كلرمون فران بفرنسا، حيث تضمن الخطاب تعريفا بالمشروع الذى تسعى قطر لتدشينه فى فرنسا ليكون أحد مراكزها الجديد لتوسيع أنشطتها ونشر أفكارها فى باريس.
هناك أيضا خطاب موجه من جمعية قطر الخيرية، إلى رئيس المعهد الثقافى الإسلامى بسويسرا تاريخه يعود إلى 28 نوفمبر 2011 ، يكشف فيه تحويل مبلع 208500 ريال قطرى لصالح المركز الإسلامى السويسرى، لتوسيع أنشطة الجمعية القطرية فى سويسرا.
ومستند آخر موجه من جمعية قطر الخيرية إلى رئيس المعهد الثقافى الإسلامى بسويسرا فى يناير 2013، يعلن فيه تحويل مبلغ مليون ريال من الجمعية لتوسيع نشاط المركز الإسلامى فى سويسرا أيضا.
كما تضمنت المستندات خطابا يعود إلى ديسمبر 2011 موجه من جمعية قطر الخيرية إلى رئيس المعهد الثقافى الإسلامى بسويسرا، تعلن فيه أيضا تحويل مبلغ مليون ريال من الجمعية القطرية لصالح مشروع المجتمع الثقافى الإسلامى بلوزان فى سويسرا معلنا أنه القسط الثانى من 7 أقساط.
هناك أيضا وثيقة تكشف توجيه مبلغ 625 ألف ريال قطري من جمعية قطر الخيرية إلى نادية الراشدى كرموص، إلى رئيس المعهد الثقافى الإسلامى بسويسرا، يعلن فيه تنفيذ مشروع المركز الثقافى الإسلامى لوجانو القسط الثالث.
وشملت المستنجات خطابا وجهه يوسف القرضاوى رئيس ما يسمى "الاتحاد العالمى لعلماء المسلمين" سابقا، والذى يتخذ من الدوحة مقرا له موجه إلى جمعية قطر الخيرية يطلب منها تمويلات لاتحاد الجمعيات الإسلامية فى إيطاليا حيث قال فى خطابه إن اتحاد الجمعيات الإسلامية من المؤسسات الإسلامية الخيرية النشطة فى مدينة ميلانو الإيطالية وهو يقوم بنشاطات تربوية وتعليمية متعددة.
وكشفت المستندات عن تمويل قطر لعدد من المساجد فى ألمانيا للترويج لأنشطتها ودعم النظام القطرى وتنفيذ مصالحه ببرلين، فخطاب موجه من وزارة الخارجية القطرية تاريه سبتمبر 2015 موجه إلى يوسف بن أحمد الكوارى رئيس جمعية قطر الخيرية، تقول فيه : يسرنى أن أرفق لكم نسخة من كتاب سفارة دولة قطر فى برلين بتاريخ 23 أغسطس 2015، ويطيه رسالة الجمعية الثقافية افسلامية الأردنية بمسجد عمر ومقرها بمدينة أوفن باخ، والتى تفيد بأن الجمعية قاموا باستئجار مسجد من بداية السنة ويرغب صاحب المسجد ببيعه بمبلغ 300 ألف يورو، لذا تطلب الجمعية أن تقوم دولة قطر بدعم لشراء المسجد الذى يتسع لـ150 مصلى وعلما بأنه تم جمع 150 ألف يورو حتى الآن.
بدوره أكد محمد عبدالنعيم، العضو الاستشارى فى مجلس حقوق الإنسان بالأمم المتحدة أنه تواصل مع عدد من المنظمات الحقوقية في اوروبا وتأكد من صحة الوثائق التى حصل عليها اليوم السابع بشأن تمويل قطر لعدد من المنظمات والمراكز الحقوقية في اوروربا
وتابع عبد النعيم: تتخذ قطر من مؤسسة قطر الخيرية لتنفيذ مخططها لدعم قوى الإرهاب والتطرف في مختلف دول العالم لافتا الى ان مؤسسة قطر الخيرية قدمت دعما للمعهد الأوروبى للعلوم الإنسانية بنحو مليون يورو بين 2007 و2008، كما دعمت رابطة مسلمى الألزاس التابعة للإخوان بـ12 مليون يورو من مؤسسة قطر الخيرية خلال عامى 2009 و2016، والجمعية الإسلامية فى غربى فرنسا على دعم من رجل الأعمال القطرى بدر عبد الله الدرويش وصلت قيمته إلى 6 ملايين يورو عام 2012
تجدر الإشارة إلى أن صحيفة "لا ستامبا" الإيطالية نشرت فى شهر أبريل الماضى ملخص كتاب لصحفيين فرنسيين يكشف عن تمويل جهات قطرية لجمعيات إسلامية في أوروبا، التى تتعارض رؤيتها للإسلام مع قيم المجتمع الغربى، حيث أكدت فيه أن مؤلفي الكتاب تحت العنوان "أوراق قطر" الصحفيين كريستيان شينو وجورج مالبرونو أطلعا أثناء العمل على كتابهما على آلاف الوثائق لمؤسسة "قطر الخيرية"، التي يقال إنها ممولة من قبل أمراء قطريين، على الرغم من أنها تعتبر مؤسسة مستقلة رسميا، كما أن الجمعية القطرية المؤسسة تمول 113 مشروعا في أوروبا بقيمة 71 مليون يورو منذ عام 2014، بما فيها 45 مشروعا في إيطاليا بقيمة 22 مليون يورو، بجانب تمويل المراكز الإسلامية والمساجد، معظمها في شمال البلاد وأخرى في الوسط والجنوب وجزيرة صقلية.
وتستفيد من تلك المشاريع المنظمات والجهات المرتبطة بـ "اتحاد الجمعيات الإسلامية في إيطاليا" الذي اعترف رئيسه عز الدين الزير بصلاته بقطر منذ سنوات، حيث كان من من الوثائق الواردة في الكتاب رسالة بتاريخ 27 يناير 2015 وبتوقيع الرئيس السابق للاتحاد العالمي لعلماء المسلمين يوسف القرضاوي، يشيد فيها بـ "تنسيقية الجمعيات الإسلامية في ميلانو ومونزا وبريينزا" ويدعو للتبرع لممثليه ياسين البرادعي ودافيدي بيكاردو من أجل دعم مشروعهما لبناء مركز إسلامي في ميلانو، لافتة إلى أن أفكار يوسف القرضاوى عدائية حيث يعتبر أن المسلمين سيغزون روما وأوروبا من خلال الدعوة وانتشار الديانة الإسلامية، كما أن أفكارا مماثلة تروج لها المنظمات المرتبطة بجماعة الإخوان المسلمين والممولة من قبل قطر.
كما سلّط الكتاب الضوء على قضية الباحث الإسلامي المثير للجدل طارق رمضان، وتناول الأموال القطرية المستخدمة في دفع تكاليف المحاماة للدفاع ضد مزاعم الاغتصاب ضده. يتحدث الكتاب عن هذه الشخصية الإخوانية المشهورة، التي أمضت ثمانية أشهر في السجن بسبب مزاعم الاغتصاب، والتي تلقت 35000 يورو شهريًا من مؤسسة قطر الخيرية، حيث إنه قبل إلقاء القبض على رمضان في وقت مبكر من العام الماضي، تبين الوثائق المصرفية أن رمضان سحب 590.000 يورو من الحسابات المصرفية القطرية.
من جانبها قالت داليا زيادة مدير المركز المصرى للدراسات الديمقراطية الحرة ، إن هناك شبكة تابعة للإخوان فى دول أوروبا تضم عدد كبير من المنظمات ،تتراوح ما بين منظمات خيرية وحقوقية، مهمتها تمويل بعض المنظمات.
وبشأن وصول هذا الدعم لمراكز تابعة للإخوان وقطر فى مصر قالت مدير المركز المصرى للدراسات الديمقراطية الحرة ،، إن الرابطة المشكلة فى أوروبا من مراكز إسلامية تعمل على تمويل حوالى 16 منظمة معروفة ومعلومة للجميع ومقراتها فى مصر ، وذلك بطريقة غير مباشرة ، لافتة إلى أن شبكة منظمات بريطانيا تتلقى دعم من قطر وتقوم بطريقة غير مباشرة بتقديمه لعدد كبير من المنظمات فى مصر وبذلك يتم التمويل من خلال الوسطاء لتحقيق اغراض سياسية معينة تخدم الأجندة السياسية لقطر.