تزامنا مع ثورة 30 يونيو التى أطاحت بحكم جماعة الإخوان الإرهابية، خرجت الجماعة لتعترف فى بيان لها بأنها تستقطب شخصيات من التيار المدنى واليسارى، لتحقيق أهدافها الرامية نحو التحريض ضد الدولة المصرية والعودة للمشهد السياسى المصرى مرة أخرى، زاعمة أنها قامت بمراجعات للاعتراف بأخطائها، وأنها سترسل تلك الاعترافات لتلك القوى السياسية التى تريد التحالف معها.
الإخوان زعمت خلال بيانها أنها ستسعى لإشراك تلك القوى المدنية فى التحركات الخارجية التحريضية التى تقوم بها واللعب على وتر "حقوق الإنسان"، وهذا ما دفع خبراء ليؤكدوا بأن هذا البيان يعد اعترافا من الجماعة بخلية الأمل التى تم إلقاء القبض على عناصرها منذ أيام قليلة.
فى هذا السياق أكد هيثم شرابى، الباحث الحقوقى، أن هذا البيان يعد اعترافا رسميا من الجماعة بمساعيها لضم شخصيات يسارية، موضحا أن استقطاب الإخوان لشخصيات منتمية إلى التيار المدنى واليسارى يتم منذ سنوات، حيث تم استقطاب حمدين صباحى الباحث عن حلم الزعامة والرئاسة والذى يرى أن الإخوان هم أصحاب الأصوات والجماهيرية.
وأضاف الباحث الحقوقى، أن الإخوان استقطبوا الاشتراكيين الثوريين تحت دعوى الاتفاق بين الأممية والخلافة وأيضاً تحت ادعاء أن الإخوان تيار سياسى مدنى شارك فى ثورة يناير، وبالتالى فهم بالنسبة لهم رفاق ميدان، والشخصيات الأخرى الحقوقية تم استقطابها بسبب نقص التمويل مما نتج عنه إنشاء مراكز حقوقية ومكاتب محاماة للدفاع عن تنظيم الإخوان الإرهابى والقضايا المنظورة أمام المحاكم بتمويل إخوانى وأخيرا شخصيات برلمانية سابقة وحالية وأخرى تحلم بدخول البرلمان فقام الإخوان بمغازلتهم وإعطاءهم وعود بمساعدتهم للنجاح فى البرلمان.
وتابع هيثم شرابى: يسعى تنظيم الإخوان فى ضم واستقطاب هؤلاء ولا يطلب منهم التخلى عن توجهاتهم وذلك تطبيقا لمقولة "لا يهم لون القط مادام سيصيد الجرذان"، كما يستهدف الإخوان تصدير صورة للشارع المصرى أنهم متحالفين مع تيارات ونماذج فكرية متنوعة بما يعنى إنهم غير مرفوضين سياسيا وبهذا تقوم هذه الشخصيات بتوفير غطاء سياسى للتنظيم الإرهابى.
فيما أكد الدكتور طارق فهمى، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، أن لجماعة الإخوان تاريخ حافل فى الدخول فى مقايضات سياسية ومحاولة بناء شراكات سياسية مصلحية مع بعض الشخصيات المنتمية إلى التيار المدنى واليسارى، منذ اجتماع فورمونت حيث جرى ذلك بمحاولة التأكيد على وجود خيارات المشاركة لا المغالبة.
وأضاف أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، أن الجماعة حاولت بعد 25 يناير 2011 القيام بذلك واستقطاب قوى اليسار والليبراليين وبناء شراكات سياسية وهمية، والواقع أن الطرفين كان لهما مصالح مشتركة فى العمل معا والدخول فى ائتلافات جديدة وهو ما برز وبوضوح فى الاستعداد للدخول فى الانتخابات بل وفى بناء الاستحقاقات السياسية.
واستطرد الدكتور طارق فهمى: نجح الإخوان فى تحييد التيار الليبرالى واليسار بعض الوقت وتم اتهام الجماعة وحزبها الحرية والعدالة حينها بخداع الأحزاب، متابعا: الاخوان حاولوا الهيمنة على الساحة السياسية وتطويع القوى السياسية بأكملها ولكن الانتهازية السياسية والمزايدات والخداع السياسى من قبل الإخوان وعجز القوى الليبرالية وفشلها أدى إلى الدخول فى مواجهات واتهامات متبادلة، فتجربة التعامل بين الإخوان والقوى السياسية الأخرى تجربة فاشلة وقائمة على المصالح والنفعية والمصالح الضيقة.