أصدرت وحدة تحليل السياسات بمؤسسة ماعت للسلام والتنمية وحقوق الإنسان، دراسة بعنوان "المساعدات الإنسانية.. طريق تركيا للتوغل فى القرن الأفريقى".
وتحاول الدراسة تسليط الضوء على إحدى القضايا الهامة التى تشغل الرأى العام فى القارة الأفريقية والمتعلقة بالتوغل التركى فى منطقة القرن الأفريقى عبر استغلال وتوظيف المساعدات الإنسانية من أجل تحقيق أهداف ومكاسب سياسية واقتصادية وأمنية على حساب الأبعاد الإنسانية ذاتها، وتم التركيز على منطقة القرن الأفريقى لكونها نقطة انطلاق تركيا نحو مزيد من التوغل داخل القارة السمراء.
وأكد أحمد صلاح كبير الباحثين بمؤسسة ماعت، أن الدراسة تكشف عن تعرض الدول الأفريقية لاستنزاف واستغلال ثرواتها خلال فترات الاحتلال التى دامت لعشرات السنين، وما لبثت أن بدأت تخرج هذه الدول من كبوتها، حتى تكالبت عليها دولا أخرى بنوع جديد من الاحتلال، عبر توظيف المساعدات الإنسانية لتحقيق نفس الأطماع وأكثر، تحت ستار تقديم العون والإغاثة، وغيرها من المساعدات الإنسانية.
وجاءت تركيا من بين عدد آخر من الدول التى حولت أنظارها نحو منطقة القرن الأفريقى كنقطة انطلاق نحو تعزيز تواجدها فى القارة الأفريقية ككل.
وأشار صلاح إلى أن الدراسة كشفت عن الأدوات التى تستخدمها تركيا من أجل تحقيق الانتشار والتمدد داخل أفريقيا تحت غطاء المساعدات الإنسانية، وخاصة المؤسسات الخيرية الحكومية وغير الحكومية، والتى تسعى أنقرة من خلالها إلى تمهيد الطريق أمام الحكومة التركية للتواجد بشكل رسمى داخل هذه الدول التى زادت أهميتها لدى كثير من الدول حول العالم، وخاصة فيما يتعلق بالملاحة فى منطقة البحر الأحمر، فضلاً عن استغلال الثروات الطبيعية التى تتمتع بها هذه الدول.
كما أوضح صلاح أن الدراسة سلَّطت الضوء حول المكاسب التى حققتها أنقرة داخل دول القرن الأفريقى وخاصة داخل الصومال وجيبوتى، كما كشفت الدراسة عن الاتفاقيات التى نجحت تركيا فى توقيعها كنتيجة للتمدد والانتشار داخل هذه الدول لتحقيق أكبر قدر ممكن من الاستفادة على كافة الأصعدة السياسية والعسكرية والاقتصادية، فيما يؤكد الباحث أن أنقرة ستعمل خلال الفترة القادمة على التوسع فى استغلال أدواتها المختلفة وخاصة المنظمات الإنسانية والخيرية، من أجل الانتشار والتمدد فى جميع مناطق القرن الأفريقى، والتدرج لمزيد من التوغل داخل القارة السمراء بأكملها، نظراً لوجود الكثير من الفرص المفتوحة أمام تركيا لتحقيق مكاسب سياسية واقتصادية وعسكرية، وزيادة نفوذها فى القارة ككل وفق خطتها التوسعية وذلك عن طريق هذه النوعية من المساعدات التى ستكون فقط مجرد بذور هذا المخطط.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة