لازالت الانشقاقات تضرب قيادات حزب العدالة والتنمية فى تركيا الذى يتزعمه الرئيس التركى رجب طيب أردوغان ، وذلك في أعقاب خسارة الحزب رئاسة بلدية اسطنبول فى الانتخابات التي أجريت الأسبوع الماضى ، وأسفرت عن فوز رئيس حزب الشعب الجمهوري المعارض أكرم إمام أوغلوا ، حيث قررت قيادات الحزب تشكيل حزب جديد يضم المنشقين على رأسهم على بابا جان أحد المقربين من أردوغان.
بابا جان
وكشف وزير الثقافة والسياحة السابق، والقيادي بحزب العدالة والتنمية، أرطغرول جوناي أنه كان يحضر اجتماعات باباجان الخاصة بحزبه الجديد، من حين لآخر، مؤكداً أن تأسيس الحزب الجديد سيشهد انتقال عدد من قيادات العدالة والتنمية، قائلًا: "علي باباجان سيكون المتحدث الإعلامي باسم اللجنة الخماسية المعنية بتأسيس الحزب الجديد".
ونقلت صحيفة "زمان" التركية المعارضة أن "جوناي" أشار إلى أن هناك دعوة لعدد كبير من العلماء في الخارج، موضحًا أن الحزب سيمثل جميع تيارات المجتمع ، وقال جوناي: "ليس من الصحيح أن المقصود هو تأسيس حزب من داخل حزب آخر فقط، وإنما تتم استشارة الجميع"، مؤكدًا على ضرورة ظهور الحزب الوليد مع مطلع العام الجديد على أقصى تقدير.
وكان جوناي من الوجوه الليبرالية المعروفة في حزب العدالة والتنمية، وساهم في انفتاح الحزب الحاكم على عدد من القطاعات، لكنه استقال اعتراضا على طريقة تعامل أردوغان مع قضية ملفات الفساد والرشوة التي طفت على السطح عام 2013.
جدير بالذكر أن وزير الاقتصاد السابق علي باباجان يجري منذ عدة أشهر مشاورات لتأسيس حزب جديد يضم منشقين عن حزب العدالة والتنمية الحاكم في تركيا، ومن المقرر أن يكون رئيس الجمهورية السابق عبدالله جول رئيسا شرفيا للحزب.
وفى محاولة من "أردوغان" لوأد مساعى "بابا جان" لتشكيل الحزب ، أثار شائعات بأن باباجان وداوود أوغلو لن ينجحا في تأسيس حزبيهما الجديد، بينما أكدت رموز أخرى على ضرورة عدم التهاون مع الأمر، والتعامل معه بجدية، محذرين من عواقب هذه الخطوة.
وبحسب الكاتبة الصحفية أمينة كابلان في جريدة "جمهوريت"، فإنه من الصعب التكهن بمدى تأثير الحزب الذي سيؤسسه وزير الاقتصاد السابق علي باباجان، على العدالة والتنمية، خاصة مع إصرار المسئولين الكبار في حزب أردوغان على أنه لن ينجح في هذه الخطوة، وكذلك رئيس الوزراء السابق، أحمد داوود أوغلو، الذي يسعى أيضًا لتأسيس حزب جديد.
داوواد أوغلوا
وأوضحت كابلان أن أردوغان لم ينجح في إقناع باباجان بالبقاء في الحزب، ولم يتمكن من الحصول على نتيجة من الوزير السابق محمد شيمشاك المقرب من تكتل باباجان.
وأشارت إلى أن أردوغان يتابع آخر أعمال داود أوغلو وعلي باباجان عن كثب، وأخر تطوراتهما، خلال جولته الخارجية التي بدأها بزيارة مدينة أوساكو اليابانية، لحضور اجتماعات قمة العشرين.
ومع الكشف عن أن باباجان قال لأردوغان أنه يريد الانفصال عن العدالة والتنمية، وعن عضويته التأسيسية فيه، وأنه بدأ الإجراءات الرسمية لتأسيس حزبه الجديد، طالب رموز داخل الحزب بضرورة عدم التهاون في التعاطي مع الأمر.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة