سعيد الشحات يكتب: ذات يوم 4 يونيو 2009.. الرئيس الأمريكى باراك أوباما يخطب فى جامعة القاهرة أمام ثلاثة آلاف ويطلب من مبارك عدم الحضور

الثلاثاء، 04 يونيو 2019 10:00 ص
سعيد الشحات يكتب: ذات يوم 4 يونيو 2009.. الرئيس الأمريكى باراك أوباما يخطب فى جامعة القاهرة أمام ثلاثة آلاف ويطلب من مبارك عدم الحضور الرئيس الأمريكى باراك أوباما

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
كانت الساعة التاسعة صباح يوم 4 يونيو، مثل هذا اليوم 2009، حين حطت طائرة الرئيس الأمريكى «باراك أوباما» فى مطار القاهرة، فى زيارة استمرت 9 ساعات لكنها أثارت جدلا واسعا قبلها وبعدها، ففيما لاقت الزيارة منذ إعلان الإدارة الأمريكية عنها ترحيبا واسعا من الدوائر الرسمية ووسائل الإعلام المصرية، وارتفع سقف الطموحات بشأنها، فإن بعض دوائر المعارضة رفضتها، ومنها حركة «كفاية» أقوى الحركات الشعبية الاحتجاجية ضد نظام مبارك، حيث دعت إلى اعتصام يبدأ من ليلة الزيارة احتجاجا على دعم أوباما لنظام مستبد. 
 
جاءت الزيارة بعد أربعة شهور تقريبا من تولى أوباما رئاسة أمريكا «20 يناير 2009»، وكان الهدف منها هو إلقاءه خطابا للعالم الإسلامى من جامعة القاهرة،  وحسب صحف الأهرام والأخبار والمصرى اليوم فى اليوم التالى للزيارة،  فإن أوباما التقى الرئيس مبارك فى قصر القبة أربعين دقيقة فقط، ثم ذهب بعدها بصحبة وزيرة خارجيته هيلارى كلينتون إلى مسجد السلطان حسن، وهناك خلع حذاءه، ورفض أن يرتدى الخف الذى قدم له مكتفيا بالسير على الأرض بجواربه، بينما غطت كلينتون شعرها، ثم اتجه بعد ذلك إلى جامعة القاهرة لإلقاء خطابه التاريخى أمام 3 آلاف مدعو تلقوا دعوة بمعرفة وموافقة الجانب الأمريكى، وبتوقيع من شيخ الأزهر الدكتور محمد سيد طنطاوى، والدكتور حسام كامل رئيس الجامعة.
 
كان لافتا للنظر أن الدعوة للحضور شملت قيادات بارزة فى جماعة الإخوان مثل سعد الكتاتنى وحازم فاروق ويسرى تعليب، وكانت الجماعة ممثلة فى مجلس الشعب بـ88 نائبا من إجمالى 444 نائبا منتخبا، وشملت معارضين كأيمن نور، وشملت ممثلين لمنظمات حقوق الإنسان، والدكتور بطرس غالى رئيس المجلس القومى لحقوق الإنسان، وحافظ أبوسعدة عضو المجلس، وطارق حجى ومحمد شفيق جبر وعلاء الأسوانى، ومن الفنانين، ليلى علوى، وخالد أبوالنجا، وخالد النبوى، وشريف منير، بالإضافة إلى الوزراء وجمال مبارك نجل الرئيس مبارك.
 
لم يحضر الرئيس مبارك خطاب أوباما، ولم يعرف أحد وقتها ماذا دار وراء الكواليس حول ذلك، غير أن هناك من يستدعى الحدث برمته، ليستشهد به حول موقف الإدارة الأمريكية السلبى من نظام مبارك أثناء ثورة 25 يناير 2011، وانفتاحها فى نفس الوقت على جماعة الإخوان ومجموعات حقوق الإنسان، وتنقل جريدة «الشرق الأوسط» فى عددها يوم 25 أغسطس 2014، عن مسئول بارز فى الحزب الوطنى الحاكم وقتها: «أن مبارك أبلغهم أنه كان يتأهب لمرافقة أوباما لإلقاء خطابه فى جامعة القاهرة على أساس أن مبارك رئيس الدولة المضيفة، لكن أوباما أبلغه فى الليل أنه سيتوجه صباحا إلى الجامعة بمفرده، مضيفا:قال لنا حسنى مبارك أنه وجد نفسه فى وضع مربك وفى موقف صعب، إما أن يتسبب فى مشكلة بسبب موقف أوباما، وبالتالى الدنيا ستقوم ولا أحد يعرف كيف ستقعد، أو يلتزم الصمت، وأخبرنا مبارك أنه أدرك فى هذه اللحظة أنه سيحدث امر جلل، لكنه قال إنه لا يعرف متى، وقال بالحرف: «فيه حاجة هتحصل، بس إمتى مش عارف».
 
استمر «أوباما» فى خطابه مدة ساعة، شهدت تهليلا وهتافات وتصفيق، وقاطعه الفنان شريف منير قائلا بالإنجليزية «بحبك يا أوباما»، وتحدث فى الخطاب عن «بداية جديدة بين أمريكا والعالم الإسلامى» استنادا إلى المصلحة المشتركة والاحترام المتبادل وهى بداية مبنية على أساس حقيقة أن أمريكا والإسلام لا يعارضان بعضهما البعض، ولا داعى أبدا للتنافس فيما بينهما بل ولهما قواسم ومبادئ مشتركة يلتقيان عبرها ألا وهى مبادئ العدالة والتقدم والتسامح وكرامة كل إنسان».. وأضاف: «إننى أقوم بذلك إدراكا منى بأن التغيير لا يحدث بين ليلة وضحاها، ولا يمكن لخطاب واحد أن يلغى سنوات من عدم الثقة كما لا يمكننى أن أقدم الإجابة على كافة المسائل المعقدة التى أدت بنا إلى هذه النقطة، غير أننى على يقين من أنه يجب علينا من أجل المضى قدما أن نعبر بصراحة عما هو فى قلوبنا وعما هو لا يقال إلا وراء الأبواب المغلقة.كما يجب أن يتم بذل جهود مستديمة للاستماع الى بعضنا البعض وللتعلم من بعضنا البعض والاحترام المتبادل والبحث عن أرضية مشتركة، وينص القرآن الكريم على ما يلى: «اتقوا الله وقولوا قولا سديدا».. وأضاف: «يعود جزء من اعتقادى هذا إلى تجربتى الشخصية، إننى مسيحى بينما كان والدى من أسرة كينية تشمل أجيالا من المسلمين.ولما كنت صبيا قضيت عدة سنوات فى إندونيسيا واستمعت إلى الآذان ساعات الفجر والمغرب، ولما كنت شابا عملت فى المجتمعات المحلية بمدينة شيكاغو حيث وجد الكثير من المسلمين فى عقيدتهم روح الكرامة والسلام».






مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة