تشير بعض الأبحاث إلى أن الرومان أشعلوا حرائق كثيرة لدرجة أن التلوث الناتج أدى إلى تبريد مناخ أوروبا، حيث قدر الباحثون مقدار تلوث الهواء، بما في ذلك جزيئات الكربون العضوي، التي كانت تنتجها الإمبراطورية القديمة، ووجدوا من هذا أن تأثير التبريد المهيمن لتلوث الهواء في ذلك الوقت بمقدار 0.3 درجة فهرنهايت (0.17 درجة مئوية).
ووفقا لما ذكره موقع صحيفة "ديلى ميل" البريطانية، فإنه على الرغم من تأثير الانخفاض السابق، إلا أنه تواجه أوروبا المناخ الدافئ في هذه الفترة الزمنية بشكل كبير، فقد تضاءل هذا التأثير السابق للامبراطورية الرومانية بسبب التغير المناخي الحديث من صنع الإنسان.
كما قال الباحثون، إن الدراسة تضيف إلى الأدلة التي توضح كيف أن النشاط البشري قد يغير المناخ الطبيعي لآلاف السنين، حيث قدرت أنينا جيلجن من زيورخ بسويسرا وزملاؤها تأثير تلوث الهواء الناتج عن الإمبراطورية الرومانية على مناخ أوروبا.
حرائق الرومان
وقالت جيلجن: "بحثنا لأول مرة عما إذا كانت التأثيرات بشرية المنشأ لها تأثير على المناخ منذ فترة طويلة"، حيث استخدم الباحثون الدراسات الحالية لمقدار الأراضي التي استخدمها الرومان في المزارع والمنازل وغيرها من الأغراض لتقدير كمية تلوث الهواء التي احدثتها الإمبراطورية ثم أخذوها في الاعتبار إلى نموذج المناخ الأوروبي في ذلك الوقت.
وتوضح النتائج كيف أن الأنشطة البشرية قد غيرت مناخ الأرض منذ آلاف السنين، ومع ذلك، كانت التغيرات في درجات الحرارة التي سببها الرومان ضئيلة مقارنة بالتغيرات المناخية الحالية التي من صنع الإنسان بسبب انبعاث غازات الدفيئة على نطاق واسع.
ولعل هذا التأثير بالتبريد كان بسبب أن جزيئات الكربون العضوي له تأثير تبريد بفضل الطريقة التي تعكس بها ضوء الشمس في الفضاء.
