فى ذكرى رحيله الـ70.. نجيب الريحانى يحكى عندما هتف سيد درويش «وجدته وجدته»

السبت، 08 يونيو 2019 02:10 م
فى ذكرى رحيله الـ70.. نجيب الريحانى يحكى عندما هتف سيد درويش «وجدته وجدته» 70 عاما على رحيل "الضاحك الباكى" نجيب الريحانى
كتب محمد عبد الرحمن

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
تمر اليوم الذكرى الـ70 على رحيل الضاحك الباكى، الفنان الكبير نجيب الريحانى، الذى غاب عن عالمنا فى 8 يونيو عام 1949، عن عمر ناهز حينها 60 عاما، بعد مشوار فنى كبير، استطاع من خلال تخليد اسمه بين رواد السينما المصرية، واصبحت أسماء شخصياته التى قدمه، واحدة من أهم الشخصيات التى قدمت فى تاريخ السينما العربية.
 
كان للفنان الكبير، صداقات وعلاقات عمل كبيرة، بأهم نجوم الفن المصرى فى مطلع القرن المنقضى، وارتبط اسمه وأعماله بالعديد من الفنانين أصحاب التاريخ  الرفيع فى الفن المصرى، من هولاء كان الموسيقار العظيم وفنان الشعب سيد درويش، الذى كان له نصيب من حكايات «الضاحك الباكى»، فبينما كان يبحث عن ملحن جديد يلحن له مسرحياته الجديدة، اقترح عليه اسم الشاب آنذاك سيد درويش، ورغم أنه ظل كثيرا فى حيرة من العمل مع ذلك الشاب السكندرى، لكن محبته للفن جعلته يقرر العمل معه، ويقول «الريحانى»: «أخيرًا تغلبت عل محبتى للفن، فقررت الاتفاق مع سيد درويش، مهما كان وراء ذلك من تضحية، إذ إننى وجدت من الإجرام حرمان الفن من شخص كسيد درويش، كان المرحوم الشيخ سيد يتقاضى 18 جنيها فى الشهر من الأستاذ جورج أبيض، فرفعت القيمة إلى أربعين دفعة واحدة، وتعاقدت مع الرجل، وكان مرتب الأستاذ بديع خيرى قد وصل فى الحين إلى 50 جنيها»، وذلك حسبما ورد فى كتاب "مذكرات نجيب الريحانى".
 
وأضاف "الريحانى" أعددنا رواية أطلقنا عليها اسم «ولو» وضع بديع أول زجل منها، وهو عبارة عن شكوى يتقدم بها جماعة من السقايين، يشرحون للجمهور آلامهم فى الحياة، ومطلع هذا الزجل هو «يعوض الله.. يهون الله، على السقايين، دول غلبانين، متبهدلين من الكبانية، خواجاتها جونا، دول بيرازونا فى صنعة أبونا، ما تعبرونا يلا خلايق». سلمنا الزجل للشيخ سيد، وكانت ميزته أن يضع لكل لحن ما يوافقه من موسيقى، بل ولكل لفظ من ألفاظ الكلام، حتى كان المرء يدرك من أول وهلة ما يرمى إليه هذا الكلام عند سماع الأنغام.
 
تسلم الشيح سيد، لحن السقايين، ولكنه لم يعد إلينا فى الموعد «المضروب»، بل ولا فى التالى، حتى إذا كان اليوم الثالث قصد إليه أحد أصدقائنا فسهر معه الليل بطوله، وكانت شكواه أن قريحته اليوم متحجرة وأنه قضى الأيام الثلاثة الماضية يقدح زناد الفكر عله يصل إلى النغم الموافق دون جدوى.
 
وفيما هما يتحدثان، وقد كانت أضواء النهار فى تلك اللحظة تطارد جيوش الظلام، صادفها أحد «السقايين» وكان يحمل قربة الماء على ظهره ويجوب الحوارى، وكان يسير إذ ذاك فى حى المنشية بالقلعة، وسمعه ينادى بأعلى صوته وبنغمته التقليدية «يعوض الله» فتنبه الشيخ سيد وأمسك بذراع صديقه وهتف «وجدته وجدته»، وفى المساء حضر الشيخ سيد وأسمعنى اللحن وكدت أطير به فرحا، وفى اليوم التالى وضع الشيخ سيد اللحن المناسب، ثم لحن عقب ذلك زجل استقال «كشكش»، وهكذا كان عبقرى التلحين سيد درويش.






مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة