تعد مدينة القصير جنوب البحر الأحمر، أقدم مدن محافظة البحرالأحمر، وتسمى القصير التاريخية، لمعاصرتها كل العصور بدأ من عصر قبل التاريخ مرورًا بالفراعنة والرومان والمماليك، إلا أنها أصبحت أكثر المدن على ساحل البحر الأحمر ازدهارًا من حيث التجارة، وذلك بسبب مرور كسوة الكعبة الحجاج بها منذ عهد المماليك.
الحاج عبادى القاضى، من أهالى مدينة القصير، قال إن أهالى المدينة يحتفلون كل عام فى النصف من شهر شعبان لمرور الكسوة فى بلادهم فى تلك التوقيت، موضحًا أن حتى الآن تكون الاحتفالات بالجمال المحملة بالهوادج وتمر فى شوارع المدينة، كما كانت تحمل كسوة الكعبة قديما على الجمال.
وأضاف القاضى لـ"اليوم السابع"، أن مازالت الاحتفالات موجودة حتى الآن لعدة أسباب؛ أولاً فخرًا بمرور كسوة الكعبة المشرفة من المدينة، ثانيًا أن مرور كسوة الكعبة والحجاج من المدينة جعلها أكبر المدن ازدهارًا من حيث التجارة، كان الجميع يبيع ويشترى.
من جانبه الآثرى محمد أبو الوفا، مدير الآثار الإسلامية بالبحر الأحمر، ومن أهالى مدينة القصير، أن بداية مرور كسوة الكعبة من مدينة القصير من خلال مينائها كانت عقب اندلاع الحروب الصليبية فى بلاد الشام، والتى تسببت فى غلق الطريق البرى بين مصر وبلاد الحجاز.
وأضاف، أنه عقب توقف الطريق البرى بين مصر وبلاد الحجاز، توقفت رحلات الحجاج من المرور من خلالها، وكذلك توقف إرسال كسوة الكعبة من خلالها، سلك حجاج بيت الله مراكب فى نهر النيل من القاهرة حتى مدينة قوص بقنا ومنها بالجمال لميناء عيذاب قديما أقدم ميناء بحرى على ساحل البحر وبعد عدة سنوات أصبح سفر الحجاج من ميناء القصير، ومن خلاله كانت ترسل كسوة الكعبة للحرم المكى .
وأوضح أبو الوفا، أنه فى التوقيت التى كانت ترسل فيه كسوة الكعبة من ميناء القصير كان حجاج بيت الله الحرام يغادرون لأداء الحج من الطريق نفسه، حيث ازدهرت التجارة بمنطقة القصير، حتى أنها عرفت أنها أكبر مدينة تجارية على ساحل البحر الأحمر فى تلك التوقيت .
وكشف الأثرى محمد أبو الوفا، أنه فى تلك التوقيت كانت التكية المصرية فى بلاد الحجاز ما زالت موجودة، حيث كانت ترسل كسوة الكعبة من مصر و ترسل معها مراكب تحمل كل مركب حوالى ألفين ونصف أردب من القمح والعدس والفول والشعير والزبد لخدمة حجاج بيت الله الحرام .
وتابع: أن كسوة الكعبة كانت توضع فى صناديق مغلقة وتحملها الجمال، وكانت شجرة الدر سلطانة مصر هى من أرسلت كسوة الكعبة من مصر عندما ذهبت للحج فصنع لها هودج مربع عليه قبة جلست بها ومعها الكسوة، وخلفها تسير قافلة الحجاج، ومنها أطلق عليها مسمى المحمل وانتقلت العادة لحكام مصر على مر العصور حتى العصر الحديث.
واختتم، تطورت مراسم إرسالها من حفل كبير يحضره السلاطين والخلفاء والولاة ومعهم بعثة رسمية من الوزراء والحاشية وقوة عسكرية إلى عصر محمد على وولاية ابنه إبراهيم باشا على الحجاز، والذى استمرت حوالى أربعين عاماً.
مسار كسوة الكعبة عند مرورها بالقصير
مسار كسوة الكعبة عند مرورها بالقصير
مسار كسوة الكعبة عند مرورها بالقصير
مسار كسوة الكعبة عند مرورها بالقصير
مسار كسوة الكعبة عند مرورها بالقصير
مسار كسوة الكعبة عند مرورها بالقصير
مسار كسوة الكعبة عند مرورها بالقصير