مسيرة الحياة مليئة بالأحداث والمغامرات والمواقف الصعبة، بعضها يحمل الفرح وعلامات النصر، وبعضها أيضا قد يكون مؤلما، لكنها بالتأكيد تحمل قصصا وحكايات ربما لن تجدها فى الروايات والأفلام السينمائية.
والعديد من الروايات الأدبية، استمدت مادتها الدرامية من أحداث واقعية، حدثت بالفعل، رأى المؤلف فى أحداثها ما يصلح أن يتحول إلى قصة أدبية، وقرروا تحويل وقائعها إلى روايات مثيرة تحكى أشهر المغامرات الحقيقية.. وفيما يلى ننشر مجموعة من أشهر الروايات المستوحاة من قصص وأحداث واقعية:
"فى قلب البحر"
رواية من تأليف الروائى الأمريكى "ناثانيال فيلبريك" Nathaniel Philbrick، والتى تدور حول أحداث حقيقية وقعت عام 1820، عن سفينة لصيد الحيتان تفقد طريقها وسط البحر وتمضى شهورًا ضائعة وتتعرض لهجوم من قبل أحد الحيتان الضخمة، فيصارع طاقم السفينة من أجل البقاء ويتحدون العواصف والجوع والذعر واليأس، لمدة تزيد على ثلاثة شهور.
كما تحولت الرواية إلى فيلم -هذا العام الجارى- من بطولة كريس هيمسورث وبنجامين وكر وجوردى مولا وسيليان ميرفى وإخراج رون هاورد وتأليف أماندا سيلفر وريك جافا وتشارلز ليفيت.
"اثنا عشر عاما من العبودية"
السيرة الذاتية لسليمان نورثوب، وهو شخص أسود حر تم اختطافه في واشنطن العاصمة في سنة 1841 وبيع إلى العبودية. سليمان عمل كعبد ل12 سنة في إحدى المزارع في ولاية لويزيانا قبل أن يطلق سراحه.
"أسوء رحلة فى العالم"
رواية لابسلى شيرى جيرارد - المستكشف الإنجليزى للقارة القطبية الجنوبية- الذى كان أحد الناجين من أحداث بعثة "تيرانوفا"، إحدى الرحلات الاستكشافية الكبيرة التى قامت بها المملكة البريطانية سنة 1910 فى القطب الجنوبى والتى لُقبت بأسوأ رحلة فى العالم، وقد وثق "جيراد" من خلال هذه الرواية ما شاهده من أحدث حقيقية حدثت بالفعل مع ثلاثة شبان وكيف قابلوا الموت فى كل خطوة.
"يوميات فتاة صغيرة"
رواية ترصد يوميات «آنا فرانك»، نشرت عام 1947، وتحكى مأساة الكاتبة الألمانية اليهودية آن فرانك بينما كانت مختبئة لمدة عامين رفقة عائلتها وأربعة من أصدقائها إبان الاحتلال النازى لهولندا.
حصلت آن فرانك على دفتر مذكراتها يوم 12 يونيو 1942 لتبدأ الكتابة فيه فى نفس اليوم إلى غاية يوم الثلاثاء 1 أغسطس 1944 تاريخ توقفها إثر إلقاء القبض عليها وجل من معها فى 4 أغسطس 1944.. تحولت الرواية إلى فيلم عام 1959، وفاز بعدد من الجوائز منها الأوسكار.
"بيرة فى نادى البلياردو"
هى الرواية الوحيدة للكاتب المصري وجيه غالي، كُتبتْ باللغة الإنجليزية أثناء إقامة "غالي" في أوروبا بين برلين ولندن في الستينيات، وتعتبر سيرة شبه ذاتية للكاتب، نُشرت لأول مرة عام 1964 عن دار بينجوين الإنجليزية، ونشرت أول ترجمة لأجزاء من الرواية في جريدة أخبار الأدب المصرية في صيف 2006 ترجمة إيمان مرسال وريم الريس بالإضافة لأول بيبلوجرافيا عن وجيه غالي لإيمان مرسال.
"اللص والكلاب"
رواية للأديب العالمى نجيب محفوظ، صدرت عام 1961، مستوحاة من واقعة حقيقية بطلها "محمود أمين سليمان"، الذى شغل الرأى العام لعدة شهور فى عام 1960، وقد لوحظ اهتمام الناس بهذا المجرم وعطف الكثيرين منهم عليه، فقد خرج "محمود أمين سليمان" عن القانون لينتقم من زوجته السابقة ومحاميه لأنهما خاناه وانتهكا شرفه وحرماه من ماله وطفلته وكان هذا سببا هاما من أسباب تعاطف الناس معه، ولتحقيق انتقامه ارتكب العديد من الجرائم فى حق الشرطة وبعض أفراد المجتمع، فأثارت هذه الواقعة اهتمام الكاتب واستلهم منها مادته الأدبية تجمع بين ما هو واقعى وما هو تخيلى فكانت رواية "اللص والكلاب".
تلك العتمة الباهرة
رواية من أدب السجون، من تأليف الكاتب الفرنكفونى المغربى طاهر بن جلون، أحداث الرواية مستلهمة من شهادة عزيز بنبين، أحد المعتقلين السابقين فى معتقل تزمامارت. أصدرها باللغة الفرنسية أواخر سنة 2000 وفازت بجائزة إمباك الأدبية.
تروى الرواية الأحداث الواقعية، على لسان السجين عزيز، مأساة مجموعة من العسكريين الذين تورطو أو اتهموا بتنفيذ محاولة انقلاب الصخيرات على الملك الحسن الثانى فى عام 1971.
صلاة تشيرنوبل
رواية من تأليف البيلاروسية سفيتلانا ألكسييفيتش، تحكى المأساة التى وقعت فى 26 أبريل 1986، حادث بمفاعل «تشيرنوبل» وظل أسوأ حادث نووى فى التاريخ، وغطت آثاره المدمرة ثلاثة أرباع أوروبا، حيث كان ما يقرب من 200 موظف يعملون فى مفاعل الطاقة النووى بأوكرانيا، لقى منهم 36 شخصًا مصرعهم، وأصيب أكثر من 2000 شخص.
"صلاة تشرنوبل" كان الكتاب الأول الذى نقل أصوات من وقعت عليهم المأساة فى صمت، حيث قامت الكاتبة والصحفية البيلاروسية «سفيتلانا أليكسفيتش» بإجراء مقابلات مع 500 ناجٍ وناجية من الانهيار ورجال الإطفاء.
الناجى الوحيد
رواية من تأليف ماركوس لوتريل وباتريك روبنسون، والرواية تعتمد على أحداث ليلة فى أواخر يونيو 2005، عندما غادرت أربع وحدات بحرية تابعة للبحرية الأمريكية قاعدتها فى شمال أفغانستان إلى الحدود الباكستانية الجبلية، وكانت مهمتهم هى اعتقال أو قتل زعيم تنظيم القاعدة المعروف بأنه مختبئ فى معقل لطالبان تحيط به قوة صغيرة لكنها مسلحة بقوة، ولا ينجو إلا شخص واحد فقط من الوحدة البحرية.
القوقعة
رواية للروائى السورى مصطفى خليفة، تعد بمثابة سيرة ذاتية ليوميّات شاب أُلقى القبض عليه لدى وصوله إلى المطار عائداً إلى وطنه سوريا من فرنسا بعد الانتهاء من دراسة الإخراج السينمائي، وأمضى ما يزيد عن ثلاث عشرة سنة فى السجون السورية دون أن يعرف التهمة الموجّهة إليه، وقد اعتقل الكاتب مصطفى خليفة ليس بسبب أفكاره السياسية وإنما بسبب تقرير كتبه عنه أحد زملائه فى فرنسا.