10 فوائد تجنيها البشرية من "ناسا".. توفير وظائف وضخ عوائد اقتصادية.. دراسة خصائص الأرض بشكل موسع.. دعم قرارات الدول بشأن المناخ والزراعة.. تطور التكنولوجيا بحياتنا اليومية.. والوكالة تنفق 0.5% من موازنة أمريكا

الإثنين، 01 يوليو 2019 10:00 م
10 فوائد تجنيها البشرية من "ناسا".. توفير وظائف وضخ عوائد اقتصادية.. دراسة خصائص الأرض بشكل موسع.. دعم قرارات الدول بشأن المناخ والزراعة.. تطور التكنولوجيا بحياتنا اليومية.. والوكالة تنفق 0.5% من موازنة أمريكا
كتب محمد رضا

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

تحظى الإدارة الوطنية للملاحة الجوية والفضاء (ناسا)، باهتمام بالغ لدى الإدارات الأمريكية المتعاقبة فتخصص لها مليارات الدولارات للإنفاق على أبحاثها وتجاربها وانطلاقاتها المتتالية نحو الفضاء لإجراء الاستكشافات للعالم الخارجى فى المجرة، ومع تقدم العلوم والتكنولوجيا وزيادة الاكتشافات وتطور طموحات البشر معها لاكتشاف المزيد ترتفع ميزانية وكالة الفضاء الأمريكية.

وفى أحدث اكتشافاتها، عثر القمر الصناعى التابع لناسا (TESS) أصغر كوكب خارج المجموعة الشمسية، والذى يطلق عليه اسم L 98-59b، ويعد أصغر ما اكتشفته مهمة TESS حتى الآن، ووفقا لما ذكره موفع "space"، يعادل L 98-59b نحو 80% من حجم الأرض و10%  أصغر من أى كوكب اكتشفه TESS من قبل، أما نجمه فهو حوالى ثلث كتلة الشمس ويقع على بعد حوالى 35 سنة ضوئية فى كوكبة Volans الجنوبية.

وفى تقرير آخر، قال مسؤول فى "ناسا"، "هناك فريق يعمل على مدار الساعة فى مصنع لصواريخ تابع لوكالة الفضاء، للوفاء بموعد اختبار إطلاق صاروخ ضخم يهدف إلى نقل رواد الفضاء إلى القمر وما وراءه بحلول خريف 2020"، ووفقا لما ذكره موقع "phys"، قال جيمس مورهارد، نائب مدير ناسا بمركز ميتشود للتجميع فى نيو أورليانز: "أتحدث إلى أشخاص يعملون فى قسم المحركات بجد طوال الليل".

ولكن ما فوائد تلك الأبحاث والاستكشافات فى الفضاء الفسيح؟، وهل تحقق وكالة الفضاء الأمريكية وغيرها من الوكالات العالمية المتطورة إنجازات وطفرات ملموسة فى حياة البشرية لكى تنفق كل هذه الأموال الطائلة عبر عقود من الزمان على برامج أبحاث الطيران، ورحلات الفضاء الآلية، وتطوير التكنولوجيا، وبرامج استكشاف الفضاء البشرى؟، يبدو أن الأمر كذلك لأن اهتمامات وأعمال وكالة الفضاء (ناسا) وغيرها من الوكالات العالمية لا تهتم فقط باستكشافات الفضاء ولكنها بشكل أو بآخر فى تطوير الحياة على الأرض، بل والبحث عن كوكب بديل صالح للعيش داخل المجرة.

 

تمويل "ناسا" يبلغ 21.5 مليار دولار 

للتعرف أكثر على "ناسا"، متى نشأت وكم تنفق ومن أين تخصص ميزانيتها وما هى فوائدها للمجتمع الأمريكى بشكل خاص وللبشرية عامة، يجب أن نعلم أولًا أن الإدارة الوطنية للملاحة الجوية والفضاء (ناسا)، بصفتها وكالة اتحادية، فإنها تتلقى تمويلها من الميزانية الفيدرالية السنوية التى يقرها الكونجرس فى الولايات المتحدة الأمريكية، وميزانية ناسا للسنة المالية 2019 هى 21.5 مليار دولار، ويمثل هذا نسبة 0.49% من 4.4 تريليون دولار هى الموازنة الأمريكية للعام 2019، فيما توظف وكالة الفضاء الأمريكية 17.336 شخصًا اعتبارًا من العام 2018.

تكلفة برنامج أبولو الأكثر إنفاقًا فى تاريخ "ناسا"

وتشير التقارير الإعلامية، إلى أن ميزانية ناسا بلغت ذروتها فى الفترة بين عامى 1964 و1966 عندما استهلكت حوالى 4% من إجمالى الإنفاق الفيدرالى، حيث كانت الوكالة تستعد حينها للهبوط الأول للقمر وكان برنامج أبولو أولوية قومية عليا، والذى استهلك أكثر من نصف ميزانية ناسا وقادت القوى العاملة فى ناسا إلى أكثر من 34000 موظف و375000 مقاول من الصناعة والأوساط الأكاديمية، وفى عام 1973، قدمت ناسا شهادة للكونجرس تبلغ فيها التكلفة الإجمالية لمشروع أبولو 25.4 مليار دولار أى حوالى 153 مليار دولار فى 2018 دولار.

 

الأثر الاقتصادى لتمويل "ناسا"

وعن الأثر الاقتصادى لتمويل ناسا، أوضحت دراسة أجرتها مؤسسة ناسا (MRIGlobal) (معهد أبحاث الغرب الأوسط سابقًا)، فى مدينة كانساس سيتى بولاية ميسورى، فى نوفمبر 1971، أن "25 مليار دولار تم إنفاقها فى عام 1958 على البحث والتطوير فى الفضاء المدنى وتحديدًا فى الفترة 1958 – 1969، لافته إلا أن المردود الاقتصادى لهذه الابحاث عاد ب 52.5 مليار دولار خلال عام 1971، كما استمرت فى إنتاج الدخل حتى عام 1987، وبذلك الوقت يكون إجمالى المردود 181 مليار دولار، ويكون معدل العائد المخصوم لهذا الاستثمار 33%.

وفى إحصاءات أخرى حول الأثر الاقتصادى لناسا، أوضحت تقارير تشيس إكونوميتريك أسوشيتس فى العام 1976، وبدعم من تقرير تشابمان للأبحاث لعام 1989، الذى درس 259 من التطبيقات غير الفضائية لتكنولوجيا ناسا، أنه أصبح هناك تأثير بـ21.6 مليار دولار فى المبيعات والفوائد، وتم الاحتفاظ أو توفير 352.000 وظيفة

كما أظهر تقرير فى العام 2013، أعدته مجموعة Tauri لـ"NASA"، أن "ناسا" استثمرت ما يقرب من 5 مليارات دولار فى التصنيع الأمريكى فى السنة المالية 2012، مع ما يقرب من 2 مليار دولار من هذا المبلغ يذهب إلى قطاع التكنولوجيا، حيث تقوم ناسا أيضًا بتطوير التكنولوجيا وتسويقها، والتى يمكن أن يحقق بعضها عائدات تزيد عن مليار دولار سنويًا على مدار سنوات متعددة.

وللتأكد من أهمية الأثر الاقتصادى لـ"ناسا"، يشار هنا إلى أنه فى العام 2014، انتقدت جمعية الهليكوبتر الأمريكية، وكالة ناسا والحكومة لخفض ميزانية الطائرات العمودية السنوية من 50 مليون دولار فى عام 2000 إلى 23 مليون دولار فى عام 2013، مما أثر على الفرص التجارية، كما وجد تقرير التأثير الاقتصادى لعام 2017 - الذى أعدته وكالة ناسا لجوائز أبحاث ابتكار الأعمال الصغيرة (SBIR) ونقل تكنولوجيا الأعمال الصغيرة (STTR) - أنه فى السنة المالية 2016، خلقت هذه البرامج 2.412 وظيفة، و474 مليون دولار من الناتج الاقتصادى، و57.3 مليون دولار فى التأثير المالى باستثمار أولى قدره 172.9 مليون دولار.

 

التغيرات التى طرأت على ميزانية "ناسا"

وفيما يخص التدرج والاختلاف فى ميزانية "ناسا" خلال الأعوام الماضية وحتى يومنا هذا، يتضح أن تهديد الأمن القومى المتوقع من تطور الاتحاد السوفيتى  فى رحلات الفضاء، أدى إلى ارتفاع ميزانية ناسا إلى ذروتها حتى وصلت 4.41% فى عام 1966، لكن انتصار الولايات المتحدة فى سباق الفضاء المتحقق بالهبوط على سطح القمر قد انتهى معه ذلك التهدد، وبالتالى تراجع تمويل ناسا لأقل من 1% فى عام 1976، ثم انخفض إلى 0.75% فى عام 1986، وبعدها زاد إلى 1.01% فى عام 1992، وانخفض مرة أخرى إلى حوالى 0.49% فى عام 2013.

وبحسب التقارير، فإن الرأى العام الأمريكى، يعتقد أن ميزانية ناسا لديها حصة أكبر بكثير من الميزانية الفيدرالية مقارنة بما تملكه بالفعل، حيث أفاد استطلاع للرأى عام 1997، أن الأمريكيين توقعوا تقدير متوسط ​​قدره 20% لحصة ناسا من الميزانية الفيدرالية، وهو أعلى بكثير من 0.5% الفعلى لموازنة وكالة الفضاء الأمريكية فى الوقت الراهن، والذى كان أقل من 1% طوال أواخر التسعينيات.

 

حملة لدعم زيادة ميزانية "ناسا" وأخرى معارضة

ومع ذلك، كانت هناك حركة حديثة لتحقيق التناقض بين التصور لدى الأمريكيين والواقع لميزانية ناسا، عن طريق الضغط من أجل إعادة التمويل مرة أخرى إلى مستوى 1970 – 1990، فقد اجتمعت لجنة العلوم فى مجلس الشيوخ فى الولايات المتحدة فى مارس 2012، حيث شهد عالم الفيزياء الفلكية نيل ديجراس تايسون، على أنه فى الوقت الحالى، تبلغ ميزانية ناسا السنوية نصف قرش من دولارات الضرائب الخاصة بالمواطن الأمريكى، وانطلاقًا من هنا، بدأت حملة Penny4NASA فى عام 2012 من قبل جون زيلر، والتى تدعو إلى مضاعفة ميزانية ناسا إلى 1% من الميزانية الفيدرالية، أو واحد "بنس على الدولار.

وللمساعدة فى إدراك الرأى العام وزيادة الوعى بشأن الفوائد الواسعة للبرامج والتقنيات التى تمولها ناسا، أنشأت ناسا نشرة Spinoffs، والتى كانت بمثابة تقرير مباشر عن تقرير برنامج استخدام التكنولوجيا، وهو "منشور مخصص لإعلام المجتمع العلمى بتقنيات ناسا المتاحة، والطلبات المستمرة التى يتم تلقيها للحصول على معلومات داعمة"، ووفقًا لـ"NASA"، فإن التقنيات الموجودة فى هذه التقارير قد خلقت اهتمامًا بمفهوم نقل التكنولوجيا ونجاحاتها واستخدامها كأداة للتوعية العامة، ولقد أثارت التقارير اهتمامًا كبيرًا من قبل الجمهور لدرجة أن ناسا قررت تحويلها إلى منشور جذاب، لذا تم نشر أول إصدار من أربعة ألوان من Spinoff فى عام 1976.

ورغم وجود ذلك التكتل الداعم لبرامج ناسا وزيادة ميزانيتها، فقد كان هناك فريق آخر معارض ويطالب بتخفيض تمويل وكالة الفضاء متبنيًا وجهة نظر تشكك فى جدوى عائد الاستثمار (ROI) فى بحث وتطوير ناسا، وفى عام 1968، جادل الفيزيائى رالف لاب، بأنه إذا كان لدى ناسا حقًا عائد استثمار إيجابى، فيجب أن تكون قادرة على الحفاظ على نفسها كشركة خاصة، وألا تحتاج إلى تمويل اتحادى.

ولكن مؤخرًا تم التوقيع على قانون ترخيص الانتقال من ناسا لعام 2017 ليصبح قانونًا فى 21 مارس 2017، وتم وضع علامة على بعض التغييرات فى مهمة ناسا، تؤكد من جديد الاهتمام باستكشاف الفضاء البعيد على المدى الطويل، والبعثات المأهولة إلى القمر بحلول عام 2021 والمريخ بحلول عام 2033، وتطوير الطائرات الأسرع من الصوت وأقل من الصوت، واستكشاف أوروبا، والحفاظ على المبادرات الحالية، بما فى ذلكJames Webb Space Telescope، ومركبة Orion الفضائية، ونظام إطلاق الفضاء، ومحطة الفضاء الدولية، كما وسع القانون أيضًا قانون رواد TREAT، الذى يوفر خدمات التشخيص والعلاج الطبى لرواد الفضاء السابقين.

 

هل برامج "ناسا" مفيدة للبشرية؟

وبعد هذا السرد المطول لتاريخ موازنة وكالة الفضاء الأمريكية "ناسا"، يبقى السؤال، ما مدى أهمية أبحاث ناسا للبشرية؟، وهنا يوضح تقرير لأحد المواقع المتخصصة بعلوم الفضاء، أنه على عكس ما يعتقده كثيرون باقتصار برامج ناسا على الرحلات القمرية والمشاركة فى محطة الفضاء الدولية، فإنه يوفر معلومات حول الأرض والتى تلعب دورًا حيويًا فى التقدم العلمى والأمن القومى والاقتصاد الأمريكى، بالإضافة إلى توفير برنامج علمى قوى، كما تدعم NASA Earth Science الخدمات الأساسية التى تدعم الأنشطة الاقتصادية للمزارعين وقطاع البناء والشركات الصغيرة.

 وتعد ناسا ممولًا رئيسيًا لعلوم الأرض من خلال برنامج ROSES، حيث يتم تمويل باحثين جامعيين للمساهمة فى علوم الأرض، وهناك الكثير من الأمثلة من ناسا لعلوم الأرض تستحق الملاحظة، وهى كالتالى:

القمر الصناعى جريس

ويعتبر أحد أكثر برامج الأقمار الصناعية فائدة التى تمتلكها ناسا هو القمر الصناعىGRACE Gravity Recovery and Climate Experience ، ومهمة GRACE هى شراكة مشتركة بين ناسا، ووكالة الفضاء الألمانية DLR، وشركاء آخرون، وتقيس مهمة GRACE كيف تتغير خطورة الأرض بمرور الوقت.

دور ناسا فى البنية التحتية الأمريكية

هناك استخدام مهم لبيانات الجاذبية GRACE  وهذا أمر بالغ الأهمية لإعادة بناء أو الاستثمار فى البنية التحتية الأمريكية فى القرن الحادى والعشرين، بالاضافة الى قيام احد برامج ناسا وهو برنامج  "NSRS"  بتحديد المواقع والملاحة المدنية فى الولايات المتحدة .

ويستخدم المساحون ومهنيو الخرائط وغيرهم "NSRS" للتأكد من أن إحداثيات الموضع لديهم ومدى دقتها فى إنشاء الخرائط والرسوم البيانية، والتأكد من مناسبة حدود الممتلكات، والتخطيط والتصميم وبناء الطرق والجسور والهياكل الأخرى.

 

المجتمعات التى تواجه ارتفاع مستوى سطح البحر

وأيضًا، GRACE قادر على مراقبة الصفائح الجليدية الكبيرة فى الكوكب والمساعدة فى قياس فقد الكتلة أثناء ذوبان هذه الصفائح الكبيرة، حيث توفر الصفائح الجليدية المتقلصة واحدة من أكبر المساهمات فى ارتفاع مستوى سطح البحر، ويدرس علماء ناسا الذين يجرون دراسات استقصائية بالطائرات المزودة بأدوات جيوفيزيائية، مفاجآت محتملة من القارة القطبية الجنوبية مع عواقب ارتفاع منسوب مياه البحر على المدى القريب والطويل الأجل، ودراسات مماثلة تحدث على الغطاء الجليدى فى جرينلاند، خاصة وأن الصفائح الجليدية الكبيرة تعد من الأشياء المجهولة العظيمة فيما يتعلق بارتفاع مستوى سطح البحر ويجب فهمها بشكل أفضل لإدارة المخاطر الساحلية المتنامية بسرعة.

وتستثمر المجتمعات التى تعمل مع المهندسين المعماريين بالفعل فى تصميم القرن الحادى والعشرين لحماية المجتمعات الساحلية، البنية التحتية الأساسية مثل GRACE أو المسوحات الجليدية التى أجرتها ناسا لعلوم الأرض وهى معلومات أساسية لأى مجتمع أقل من 6 أقدام فوق مستوى سطح البحر، فإذا لم ينفذ العالم اتفاق باريس للمناخ تنفيذاً كاملاً، فعندئذ ستحتاج المجتمعات الساحلية إلى معرفة  متى سيرتفع مستوى سطح البحر العالمى  

دور ناسا فى مجال الزراعة

ويمكن أن تساعد مهمة GRACE فى تقييم حيث يتم استنزاف أو إعادة شحن مستودعات المياه الجوفية الرئيسية خلال موسم واحد، وهذه المعرفة يمكن أن تدعم القرارات الزراعية كما هو الحال فى وادى وسط كاليفورنيا، وتجد الأغذية المنتجة من هذه المنطقة طريقها إلى معظم المنازل الأمريكية، لذا فإن زيادة الجفاف فى سلة الفاكهة والخضروات فى البلاد تجعل هذه المعلومات أكثر حيوية.

 

برامج "ناسا" ملهمة للأجيال ومؤثرة فى الحياة على كوكب الأرض

وفى المقابل، يقول تقرير لـ"planet save" – وهى منظمة أمريكية غير ربحية مقرها فى لوس أنجلوس وتركز على حماية البيئة – أن أهم أسباب تجعل استكشاف الفضاء أمرًا مهمًا للعالم، هى، أولًا أنها تعمل على تشجيع تعليم العلوم، فقد ألهمت مهام أبولو جيلًا كاملاً من الأطفال الذين أرادوا أن يكبروا ليكونوا رواد فضاء وعلماء صاروخيين ومهندسين، لذا فإن عودة ناسا إلى القمر مجددًا، أو المهمة المأهولة المتوقعة إلى المريخ، ستلهم مرة أخرى جيلًا جديدًا بالكامل للوصول إلى النجوم إذا جاز التعبير.

ثانيًا، أبحاث ناسا البيئية - فالوكالة الفضائية تقوم بالكثير من الأبحاث البيئية الجيدة، وقد قامت ناسا بالكثير من العمل فى دراسة نوعية الهواء وتغير المناخ والطاقة البديلة والأجسام القريبة من الأرض، التى يمكن أن تدمر الأرض فى أى يوم دون سابق إنذار، لذا فإن ناسا تقوم بتتبع الكويكبات وغيرها من الأجسام التى تطير عبر النظام الشمسى حتى نتمكن من محاولة تجنب وقوع حدث مروع.

ثالثًا، الانتقال من الأرض، ففيما يبلغ عدد سكان الأرض الحالى حوالى 7.6 مليار شخص، وفى ظل التخوف من الوصول إلى ما يزيد عن القدرة الاستيعابية للأرض، فإن الحلم الكبير هو استعمار الفضاء، وهو ما تعمل عليه وكالة "ناسا" من خلال برامجها عبر محطة الفضاء الدولية لاكتشاف كوكب يمكن العيش عليه بعض الأرض.

ولكن للبحث عن مكان آخر للعيش داخل المجرة، لابد للعلماء فهم المزيد عن كوكبنا، نعم، مازلنا بحاجة إلى دراسة الأرض مباشرة، لكننا بحاجة أيضًا إلى البحث فى أى مكان آخر عن سياق ما حول مدى توافقنا مع بقية الكون، وتوفر الأقمار الصناعية لناسا، الفرصة للنظر إلى كوكبنا ككل، وإيجاد أنماط واسعة النطاق قد لا تكون واضحة، كما تقوم "ناسا" أيضًا بإجراء قدر هائل من الأبحاث حول مناخنا، وهو أمر مهم لفهم النطاق الكامل لتغير المناخ ومعرفة أفضل طريقة لمعالجة المشكلات قبل ظهورها.

 

برامج "ناسا" حققت طفرات طبية وتكنولوجية فى حياتنا اليومية

كما أشار تقرير آخر لأحدى المجالات المتخصصة فى مجال علوم الفضا، إلى أن أسباب الاهتمام بتمويل ناسا عديدة، ومنها أن التكنولوجيا التى يطورونها تساعد الجميع فى الحياة اليومية، ففى سعى وكالة الفضاء الأمريكية لاستكشاف الفضاء، قامت ناسا بإنشاء أو تحسين الكثير من العناصر التى نستخدمها جميعًا فى حياتنا اليومية، بما يشمل العدسات المقاومة للخدش للنظارات، والمكانس اللاسلكية، والتجفيف بالتجميد، والألواح الشمسية.

وعندما تم إطلاق تلسكوب هابل الفضائى لأول مرة، جعلت المرآة الخاطئة الصور ضبابية وغير قابلة للاستخدام تقريبًا، لحفظ المهمة حتى يمكن استبدال المرآة، تم تطوير خوارزمية لصقل الصور، ثم استخدمت هذه الخوارزمية نفسها للمساعدة فى توضيح الصورة على تصوير الثدى بالأشعة السينية، مما يسمح للأطباء بتحديد سرطان الثدى بسهولة أكبر.

ويؤكد التقرير أن "ناسا"، توحد العلماء فى جميع أنحاء العالم، فوكالة الفضاء لا تفيد الأمريكيين فقط، ولكنها تساعد العلماء والمواطنين فى جميع أنحاء العالم من خلال تعاون قوى، إضافة إلى أن بيانات الوكالة متاحة مجانًا للجمهور.

 

برامج الفضاء تتغلب على الانقسامات السياسية والأيديولوجية

هذا إلى جانب أنه تم بناء محطة الفضاء الدولية، التى أجرت تجارب لا تقدر بثمن منذ ما يقرب من 20 عامًا، وتديرها حاليًا 5 وكالات فضائية تمثل 15 دولة، كما تتعاون ناسا مع منظمة أبحاث الفضاء الهندية أيضًا فى مهمة إلى المريخ، ويشار هنا إلى أن هذه الروابط للأفكار والموارد المشتركة، تساعد أيضًا فى التغلب على أى انقسامات سياسية وأيديولوجية، حيث نتعلم التركيز على مصالحنا المشتركة بدلاً من خلافاتنا.

ويشير التقرير إلى أنه مقابل كل دولار واحد يتم إنفاقه على ناسا، يعود إلى 14 دولار فى الاقتصاد، لذا لا ينبغى لنا أن نفكر فقط فى مقدار الأموال التى ننفقها على وكالة ناسا، بل نحتاج أيضًا إلى النظر فيما نعود إليه من هذا الاستثمار، كما أن مشاريع ناسا تخلق فرص عمل جيدة، ولكن التكنولوجيا التى تطورها هى التى تحدث التأثير الأكبر، علاوة على كل الأشياء التى يخترعونها، ويقومون أيضًا بتحسين التقنيات الحالية لتصبح أكثر موثوقية وكفاءة.

وتشير التقديرات إلى أنه مقابل كل دولار ننفقه على وكالة ناسا، يتم إرجاع ما يتراوح بين 7 و14 دولارًا إلى الاقتصاد بسبب اختراعاتهم وكذلك المنتجات المنفصلة، وبالطبع، المعرفة التى نحصل عليها من عمل ناسا لا تقدر بثمن، كما تسمح أبحاث المناخ الخاصة بهم للقادة باتخاذ قرارات أكثر استنارة وإنفاق الموارد بحكمة أكبر، وتعمل الاكتشافات على تحسين فهمنا للكون، مما يحسن التعليم الذى يتلقاه أطفالنا ويجعل الناس يقدرون وجودنا أكثر.

 









الموضوعات المتعلقة


مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة