أكرم القصاص - علا الشافعي

محمود عبدالراضى

عندما تفوق الصعايدة على الدروس الخصوصية

الأربعاء، 10 يوليو 2019 12:05 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
"ابنك" الشخص الوحيد الذى تتمنى أن يكون أفضل منك، وتسعد عندما يتقدم اسمه على اسمك، وهو الشخص الوحيد الذى تريد تحقيق أحلامكم المؤجلة فى شخصه، فهو الحلم القادم.
 
ولا شىء يشغل بالنا سوى فلذات الأكباد ومستقبلهم، فلا يهدأ لنا بال حتى نطمئن عليهم، نريدهم دائماً الأفضل، مهما كلفنا الأمر من عناء، فالأهم أن نراهم كما نتمنى، ولأننا دائماً مشغولين على مستقبلهم، يأتى فى أولوياتنا تعليمهم، ونحرص على أن يكونوا دوماً ضمن قوائم المتفوقين، واعتقاداً منا بأن ذلك لا يتحقق إلا بالدروس الخصوصية، نقف فى قطار "المراكز التعليمية" ونكون جزءا من أجندة "مدرسى الدروس الخصوصية"، في محاولات منا لحصول أبنائنا على مجموع يؤهلهم لكليات القمة، بالرغم من محاربة الجهات المعنية لهذا السرطان، إلا أننا نلقى بكل ذلك عرض الحائط ونرسخ لثقافة "الدرس الخصوصي" الذي يكلفنا الآف الجنيهات.
 
قبل ربع قرن من الآن، حيث كنت طالباً فى قريتنا "شطورة" شمال محافظة سوهاج، وقد ابتكر بعض المسئولين بالقرية فكرة مفادها إقامة "فصول تقوية للطلاب" فى فصل الصيف، بمعنى أن يذهب طلاب المرحلة الابتدائية وحتى الثانوية لإحدى المدارس التي كانت تستقبلهم فى فصل الصيف، ويدرس لهم طلاب جامعيون فى كافة التخصصات من نفس أبناء القرية بالمجان، على أن يتم ضغط المنهج وشرحه خلال شهر أو 45 يوماً على الأكثر، وبذلك يدخل الطالب العام الجديد وهو ملم بالمناهج كاملة، ويكون قد حقق استفادة علمية كبيرة بالمجان، فى حين يستفيد الطالب الجامعى بتدريب نفسه على مهنة التدريس التى سوف يشلغها لاحقاً.
 
هذه الفكرة استمرت لعدة سنوات، وكانت الأعداد تتضاعف فى كل عام، ويتم تنظيم حفل بنهاية الصيف يتم تكريم الأوائل من خلاله، وساهمت هذه الفكرة فى حماية أولياء الأمور من نار الدروس الخصوصية، وتخريج أجيال رفعوا اسم القرية فى العديد من مؤسسات الدولة.
 
لا تتعجب ـ عزيزى القارئ ـ من هذه القرية النموذجية، التي يطلق عليها فى الجنوب "قرية العلم والعلماء"، والتى خرجت ما يربوا على 500 أستاذ جامعى، ونحو 200 صحفى، بينهم 86 عضوا بنقابة الصحفيين، ومستشارين وأطباء ورجال شرطة ومعلمين ورجال دين، ووكلاء وزارات وشخصيات عامة.
 
أتمنى أن تعود هذه التجربة مجدداً فى كافة القرى والأرياف، بل مدن مصر وحواضرها، لنساهم جميعاً فى القضاء على سرطان الدروس الخصوصية، ونقدم أجيالا متعلمة ومثقفة تساهم فى تدعيم أركان مؤسسات الدولة والنهوض بها.
 
 









مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة