لم تكن استقالة وزير الاقتصاد والخارجية التركى الأسبق، على باباجان، من حزب العدالة والتنمية، مفاجئة، بل كانت متوقعة، لكنها فجّرت كثيرا من الأحداث داخل الحزب الحاكم، وكشفت عن حالة غضب مكتومة تجاه الرئيس التركى، رجب إردوغان، الذى قاد البلاد والحزب بمزيد من الاستبداد خلال الفترة الأخيرة.
صحيفة "ينى جازيت" التركية كشفت، أن استقالة باباجان تفتح الباب أمام استقالات قادة آخرين في الحزب، مشيرة إلى أنه من المتوقع أن ينتقل 40 نائبًا على الأقل من الكتلة البرلمانية لحزب العدالة والتنمية، إلى الحزب الجديد الذى يعتزم باباجان تأسيسه رسميًا خلال الساعات المقبلة.
بحسب الصحف التركية، فإن رئيس الجمهورية السابق عبد الله جول وباباجان يعتزمان المشاركة فى رئاسة الحزب الجديد، ويعملان على استقطاب مزيد من أعضاء "العدالة والتنمية"، خصوصًا نواب الحزب فى البرلمان، ستكون استقالتهم مؤثرة وقد تؤدى إلى فقدان الحزب أغلبيته البرلمانية.
ويمتلك حزب العدالة والتنمية 295 مقعدًا فى البرلمان من إجمالى 600 مقعد، ولم يتمكن من تحقيق الأغلبية (300 +1) إلا بالتحالف مع حزب الحركة القومية الذى فاز بـ49 مقعدًا فى الانتخابات البرلمانية التى جرت فى يونيو 2018، لتبلغ نسبة الحزبين مجتمعين من نواب البرلمان 53.6 % (344 عضوًا).
جول وباباجان يحاولان إقناع نواب العدالة والتنمية الغاضبين بالانتقال إلى الحزب الجديد الذى يعملون على إنشائه منذ نحو 3 أشهر، وبالتحديد منذ خسارة الانتخابات البلدية فى نهاية مارس الماضى فى كبرى البلديات لصالح حزب الشعب الجمهورى، إذ فقد الحزب سيطرته على رئاسة بلدية العاصمة أنقرة وكذلك إسطنبول وإزمير وأضنة وأنطاليا.
ومصادر مقربة من الحزب الحاكم قوله إن الاستقالات المتوقعة داخل الحزب ستؤدى إلى انخفاض عدد ممثليه فى البرلمان إلى أقل من 30% تقريبًا.
الصحفى التركى عمر توران المعروف بقربه من الحزب الحاكم قال: "إن استقالة على باباجان من الحزب ستؤدى إلى تراجع نسبة أصوات الحزب إلى نحو 30% فى غضون فترة قصيرة"، مشيرًا إلى أن العديد من الأسماء المهمة في "العدالة والتنمية" ستنضم إلى حزب باباجان.
توران تابع: "لا يمكن للحزب الذي سينشئه على باباجان أن يحظى بشعبية كبيرة، لكنه سيحدث تأثيرًا ويعجل من انهيار حزب العدالة والتنمية بطريقة مذهلة"، متوقعًا أن يضم الحزب الوليد نوابًا نشطين من الحزب الحاكم.
الأسماء المتوقع انضمامها إلى الحزب الجديد تشمل عددا من الوزراء السابقين البيروقراطيين، وكذلك أعضاء الحزب فى إسطنبول التى شهد مرشح إردوغان فيها (بن على يلدريم) خسارة قاسية خلال الانتخابات البلدية الأخيرة لصالح مرشح حزب الشعب الجمهوري المعارض أكرم إمام أوغلو الذى فاز برئاسة بلدية العاصمة الاقتصادية.
من جانبها نقلت صحيفة "زمان"، التابعة للمعارضة التركية، عن الكاتب التركى، حسن جمال، تأكيده أنه يتوجب على المعارضة التركية الاجتماع على منصة مشتركة بحلول الخريف القادم وإصدار إعلان ديمقراطى كى يرحل الرئيس التركى رجب طيب أردوغان عن الحكم.
الكاتب التركى أشار إلى أن البساط بدأ يُسحب من تحت أردوغان بسرعة عقب فوز أكرم إمام أوغلو برئاسة بلدية اسطنبول الكبرى خلال الانتخابات التى أقيمت فى 23 من شهر مارس الماضى، لافتا إلى أن المؤشرات التى تظهرها جبهتا المعارضة والسلطة تدل على قرب رحيل أردوغان، وأنه لم يعد أمامه سوى توديع منصبه فى إطار القواعد الديمقراطية.
ودعا الكاتب التركى المعارضة التركية إلى الاتحاد على منصة مشتركة واتباع استراتيجية أكرم إمام أوغلو للإطاحة بأردوغان، متابعا: على أحزاب المعارضة الالتقاء على منصة مشتركة بحلول الخريف وإصدار بيان ديمقراطى للرأى العام دون الخوض فى مزيد من الكلام، وعليهم اتباع استراتيجية إمام أوغلو فى هذا الأمر وتجنب الضجيج والصخب. عليهم أن يتجنبوا تماما اللغة العدائية والاستقطابية.
فيما اتهم المحلل السياسى السعودى، رجب طيب أردوغان، الرئيس التركى بأنه سببا رئيسا فى انتشار الفساد السياسى والأخلاقى لتركيا خلال الفترة الراهنة.
وقال المحلل السياسى السعودى، فى تغريدة له عبر حسابه الشخصى على "تويتر"، إن تركيا نتيجة جنون وسياسات أردوغان الشيطانية انتشر فيها فساد إدارى، وفساد أخلاقى، واستبداد اجتماعى.
وتابع فهد ديباجى: تركيا تشهد أيضا إرهاب للسياح وانعدام للأمن، ومعاناة اقتصادية وماليا، ودعم للجماعات الإرهابية.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة