قالت وزارة الأوقاف، إنه لا ينكر متابع منصف أن جماعة الإخوان الإرهابية قدمت أسوأ أنموذج إقصائى فى العصر الحاضر فى العام الأسود الذى تولت فيه سدة الحكم فى مصر.
وأضافت الوزارة، فى بيان لها، أننا لم نشهد جماعة وصلت إلى سدة الحكم فاستخدمت نظام العصابات لترويع خصومها وإقصائهم وقهرهم والتنكيل بهم على النحو الذى سلكته هذه الجماعة الإرهابية والجماعات المتطرفة التى التقت مصالحها معا، ولَم تكتف بذلك بل حاولت أن تصدر مشاهد الترويع والتهديد إلى بعض دول المنطقة، وفتحت ذراعيها لكل عناصر الجماعات الإرهابية حامية وآوية وحاضنة لهم، بل محاولة تسويقهم وتصدرهم لبعض جوانب المشهد السياسى، على النحو المخجل الذى بدت عليها فى الاحتفال بنصر أكتوبر المجيد، بتصديرها لبعض القتلة وسفكة الدماء للمشهد بلا حياء ولا خجل ولا حتى مجرد المداراة، لأن التبجح والاستهانة برأى المخالفين لهم كان قد بلغ منتهاه من الغطرسة والصلف.
وطالبت الأوقاف، بتأريخ وتوثيق دقيق وبالصوت والصورة مع بث منظم ومركز ودورى ومناقشة تحليلية لكل ما ارتكبته الجماعة الإرهابية من حماقات لا تغتفر بدءاً من محاصرة المحكمة الدستورية ومحاولات ترهيب أعضائها، وصولا إلى محاصرة مدينة الإنتاج الإعلامى ومحاولات إرهاب الإعلاميين وإسكات صوتهم، مرورا بتعذيب الرافضين لغطرستهم تعذيبا وحشيا همجيا قاسيا لا يمكن أن يحتمل مجرد رؤيته الحس الإنسانى السليم.
وأشارت الأوقاف، إلى إيواء الاخوان للعناصر الإرهابية ومحاولة إحلال ميليشياتهم ومنتفعيهم محل مؤسسات الدولة الوطنية، وانتهاء بالإعلان غير الدستورى الذى وصفوه بالمكمل والذى كشف الوجه القبيح لهذه الجماعة الإرهابية، وذلك لأن هذه الجماعة كالمرض الخبيث تكمن لفترة انتظاراً لأدنى فرصة للخيانة، وهى لا تكف عن مسلك الخيانة لأوطانها والعمالة ولو مع الشيطان مادامت متوهمة أن ذلك يمكن أن يحقق مطامعها، فإن لم يمكن ذلك فهم على استعداد لحرق الأخضر واليابس، ولطالما أكدنا أن سلاح الخيانة والعمالة هو أخطر ما يهدد كيان الدول ووجودها على مدار التاريخ، الذى يعد خير شاهد على أن الدول التى اضمحلت أو تمزقت أو حتى اندثرت إنما أتيت وأسقطت من داخلها، وكان للخونة والعملاء والمأجورين على حساب وطنهم دور كبير فى ذلك على مدار التاريخ البشرى، فدائما الأخطار التى تتهدد الدول من داخلها أكبر وأخطر بكثير من تلكم الأخطار التى تتهددها من خارجها.
ولفتت، أنه من أجل حماية الدول والحفاظ على كيانها وتماسكها وسلامتها فلا بد من يقظة العيون الحارسة لأبنائها الأوفياء المخلصين أفرادا ومؤسسات، ولا بد من تضافر جهود كل الشرفاء لقطع دابر الخونة والعملاء والمتخابرين مع الأعداء من المجرمين وفضحهم على رؤوس الأشهاد، وجعلهم عبرة لكل من تسول له نفسه أن يسلك سبيل الخيانة والعمالة، حفاظا على ديننا وأوطاننا وأعراضنا وأنفسنا ومستقبل بلادنا وأبنائنا، وقبل ذلك كله مرضاة ربنا وحماية أوطاننا والحفاظ على دولنا من أن يصيبها ما أصاب الدول التى قصرت أو تهاونت فى مواجهتها للخونة والعملاء وظنت أمرهم هينا، وما هو فى تاريخ الدول بهين.