رغم ما يلاقيه الملك توت عنخ آمون من أزمات آخرها بيع تمثال له بطريقة غير مشروعة فى مزاد كريستيز العالمى، ومن قبلها المسح الرادارى المتواصل فى مقبرته بحثا عن الملكة نفرتيتى فى أحد الجوانب أو خلف الجدران، إلا أن الملك الذهبي لا يزال يقاوم ويبث فينا قدرا هائلا من الفخر، ومن ذلك أنه فى معرضه الذى انطلق فى فرنسا فى شهر مارس الماضى تجاوز عدد الزائرين المليون زائرا.
لذا أقول لا تزال أرواح الجدود تحمى هذا الوطن وتدافع عنه بشتى الطرق، وما فعله الفراعنة لا يزال خيره ساريا فينا، وفى أوقات الأزمات يمدون أيديهم كى يعرف العالم حضارتنا وتاريخنا ويدركون ما فعله المصريون قديما من أجل الحفاظ على هذا العالم.
فالملك الفرعونى يقوم برحلة مهمة منذ بدايات عام 2018 ، وذلك بعدما وافقت وزارة الآثار على مغادرة كنوز توت عنخ آمون مصر، لتقوم بجولة تزور فيها أكبر متاحف العالم، بمناسبة مرور 100 عام على اكتشاف مقبرة الملك الفرعونى، يطوف المعرض 10 متاحف عالمية، وكانت مدينة لوس أنجلوس أول محطة لها وظلت هناك 10 أشهر قبل أن تنتقل إلى أوروبا، وقد كان الاتفاق أن يكون عائد المعرض 5 ملايين دولار، إضافة إلى عائد بيع التذاكر بعد تخطى عدد الزوار 700 ألف زائر، حيث سيعود على الوزارة على كل تذكرة 4 دولارات.
بالطبع الأمر أكبر من مجرد نزهة لمقتنيات أشهر ملك مصرى يعرفه العالم، بل هو رسالة حضارية مهمة تحملها هذه المقتنيات عن مصر وتاريخها، وليكن فى علم الجميع خاصة القائمين على هذه الرحلة أن هناك عقولا وقلوبا سوف يعاد تشكيلها من جديد بعد رؤيتها لآثار مصر، فكثير من الأمريكيين والأوروبيين لم تتح لهم الظروف أن يأتوا إلينا، ونحن بهذه الطريقة نقدم بعض ما يحبونه، خاصة أن القطع الأثرية تخص توت عنخ آمون الذى يسمعون عنه ويحبونه .
ما أريد أن ألفت إليه الانتباه هو أننا أمام فرصة كبيرة ومهمة لجذب السياحة مرة أخرى إلى مصر، فالقطع التى تسافر إلى الخارج كانت قد أثبتت نجاحها من قبل مثلما حدث فى اليابان .
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة