صور.. سماسرة المصايف درجات "منهم البيه ومنهم الغلبان"

يتوجس المصطاف عند زيارته الأولى لقضاء المصيف على شواطئ مطروح والساحل الشمالى، من احتمال تعرضه للمتاعب وصعوبة الحصول على سكن مصيفى، لكن كل هذا سيتبدد بمجرد الوصول إلى المصيف، حيث سيلتقى بعشرات السماسرة، المنتشرين على الطرق ومداخل المدن والقرى السياحية ومواقف السيارات ومحطة القطار، إضافة إلى إعلاناتهم على مواقع التواصل الاجتماعى، جميعهم يعرضون خدماتهم لتوفير سكن مصيفى، وقد يسخر السمسار نفسه لساعات مع المصطاف لمعاينة الشقق والشاليهات، بدون الحصول على مقابل أو عمولة من المصطاف، حيث يحصل السمسار على عمولة 10 % من قيمة الإيجار من صاحب السكن، وغالبا ما يمنح المصطاف إكرامية للسمسار تقديرا لجهده فى توفير سكن ملائم وبأسعار مناسبة.

ويعتبر المصيف مصدر دخل أساسى لمعظم أهالى مطروح والساحل الشمالى، لذلك ينخرط معظم كثير من الأهالى فى الأعمال والمهن المختلفة، لتحسن دخلهم، خلال المصيف، ومن بين هذه المهن السمسرة فى الشقق المفروشة، التى ينخرط فيها عدد كبير من الشباب وكبار السن، من مختلف الفئات، مثل الموظفين والتجار والمهنيين والحرفيين.

وينقسم السماسرة إلى عدة مستويات من حيث المناطق التى يعملون فيها، واستحواذ بعضهم على إدارة بعض الشاليهات والشقق المميزة، خاصة الذين يعملون فى قرى ومنتجعات الساحل، حيث يتراوح دخل السمسار اليومى ما بين 1000 جنيه و6000 جنيه، وقد تمر أيام لا يحصل فيها السمسار على أى عائد.

ويلى هذه الفئة من السماسرة، أصحاب الخبرة والعلاقات المتواصلة مع الزبائن من المصطافين خلال السنوات السابقة، حيث يقومون بالحجز لزبائنهم قبل وصولهم عن طريق الاتصال التليفونى، ومع حسن معاملة السمسار وتوفيره السكن المناسب لزبائنه، يتحولون إلى دعاة له ويرشحونه لأقاربهم وأصدقائهم ومعارفهم الراغبين فى قضاء المصيف.

ويتراوح دخل السمسار الذى يعمل بالشوارع ومواقف الأوتوبيس والسيارات ومحطة القطار، يومياً ما بين 200 و1000 جنيه يوميا حسب التوقيت من المصيف والمنطقة التى يعمل بها، إلى جانب دائرة علاقات السمسار بأصحاب السكن المصيفى وتواصله مع زبائنه السابقين من المصطافين.

ويؤكد علاء حسن موظف ويعمل سمسار خلال المصيف، أن السمسار لا يحصل على مقابل من المصطاف، ويحصل من صاحب الشقة أو الشاليه على النسبة المعروفة للجميع وهى 10 % من اجمالى قيمة الإيجار، أى أنه فى حال تأجير السكن بمبلغ 3000 جنيه فى الأسبوع، يحصل السمسار على مبلغ 300 جنيه من هذا المبلغ.

وأضاف بأن " السمسار الشاطر لا ينظر إلى الإكرامية أو الحصول على أى مقابل من المصطاف، وإنما يعمل معه بجهد ويوفر له ما يناسبه ويرضيه مهما تكلف ذلك من مجهود، لأن حسن معاملته للمصطاف ومساعدته فى الحصول على ما يريد، يجعل منه زبون دائم فى المرات المقبلة له ولمعارفه وأقاربه.

ويقول أدهم عبد الحافظ صاحب عمارة شقق مصيفية، أن صاحب السكن يحتاج للسمسار أكثر من حاجة السمسار له، لأنه يجلب الزبائن ويحصل على عمولته، لذلك يحرص أصحاب الشقق المفروشة والشاليهات، على التواصل وحسن التعامل مع جميع السماسرة، وأحيانا يتم مجاملة الزبون وتخفيض السعر من أجل السمسار الذى أتى به.

على جانب آخر، ينصح بأن يتم الحجز مقدماً من خلال المعارف والسماسرة المعروفين للمصطافين، خلال ذروة، خاصة منتصف شهر أغسطس وحتى نهاية المصيف، وبالأخص خلال فترة عيد الأضحى المبارك، حيث ترتفع نسب الإشغال إلى 100 % وقد يضطر المصطاف للعودة بأسرته لعدم وجود سكن مناسب أو يقبل بالسكن فى شقة متواضعة وفى أماكن بعيدة.