بدأت أعداد زوار مقام سلطان الصعيد "الفرغل" فى التزايد بالليلة الختامية للمولد اليوم، وبدأت أعداد كبيرة تصل لساحة المقام، وانتشر الباعة وأهل الطرق الصوفية والمحبين لصاحب المقام، وبدأت بعض العروض والألعاب في استقبال المترددين عليها منها الساحر الذى يحظى بحرص كبير من الزوار على الحضور، والألعاب والمراجيح، وبائعى الزلابيا والفول والحمص.
وتجمع عدد كبير من الأطفال والكبار على أحد السرادقات، والذى يقدم فيه الساحر عروضه للزائرين مما أستقطب الأطفال الذين انبهروا ببعض الخدع وخفة اليد، التى يتمتع بها الساحر الذى جذب الأعداد الكبيرة أمام الخيمة التى يقدم فيها عرض وألعابه السحرية.
وقال غانم عابد من محافظة قنا، إن الليلة الختامية بمولد الفرغل من أهم الليالى التى يفد إليها أعداد كبيرة من كل صوب وحدب وتمتلئ مدينة أبوتيج عن آخرها بالزائرين من محافظة أسيوط، ومن عدد من محافظات الصعيد، فبجانب الاحتفالات الدينية والروحية وزيارة المقام يأتى البعض للتنزه بحديقة الحيوان الوحيدة بالمحافظة.
وأوضح صلاح ابوعميرة من مركز طهطا بمحافظة سوهاج، أنه أتى إلى المولد لزيارة المقام لما له أهمية كبيرة عند أبناء الطرق الصوفية لتاريخ الفرغل الممتلئ بالعلم، والزهد كما أنه من المقامات التى تتمتع بحرص عدد كبير من أعلام الإنشاد الدينى على الحضور، وهو أيضا ما يجعل هذا المقام جاذبا لأبناء الطرق الصوفية من ناحية ولمحبى الإنشاد الدينى من ناحية أخرى.
وأكد اللواء جمال نور الدين محافظ أسيوط، أن المحافظة أنهت استعدادها لليلة الختامية لمولد السلطان الفرغل بمدينة أبوتيج التي ستقام اليوم، مشيرا إلى أن مولد الفرغل يحضره أكثر من مليون شخص من أبناء محافظات الوجه القبلى والمريدين من الطرق الصوفية.
وأشار المحافظ إلى التنسيق الكامل مع الجهات الأمنية لتأمين كافة المخارج والمداخل المؤدية إلى مكان الاحتفال وتمركز لسيارات الإسعاف والحماية المدنية وفحص حنفيات الحريق لضمان جاهزيتها فى حالة حدوث أية أحداث طارئة مع مراعاة الإجراءات الخاصة بسلامة المواطنين، والخدمات والرقابة الدائمة والتواجد المستمر، ورفع درجات الاستعداد فى المستشفيات وتجهيز أجهزة بديلة لتوفير الكهرباء فى حالة انقطاعها وتكثيف أعمال النظافة فى الشوارع وساحات الاحتفال، وإزالة جميع الإشغالات الموجودة حول المسجد، موضحا إنه تم تشكيل غرفة عمليات بالوحدة المحلية لمركز ومدينة أبوتيج، وعدد من مديريات الخدمات المنوطة بتلك الاحتفالية منذ بدء الاحتفال بالمولد، تعمل على مدار 24 ساعة وتكون على اتصال مستمر بغرفة عمليات المحافظة للإبلاغ عن أى أحداث قد تقع أولًا بأول لاتخاذ ما يلزم من إجراءات فورية.
والسلطان الفرغل، هو العارف بالله "محمد بن أحمد"، ولد في أوائل عام 810 هـ الموافق 1406 ميلادى بقرية بني سميع التابعة لمركز أبوتيج بمحافظة أسيوط، ويرجع نسبه من ناحية الأب إلى الأمام الحسن ومن الأم إلى الأمام الحسين أبناء على بن أبي طالب رضي الله عنهم أجمعين.
رحل أبوه من أسيوط في زيارة والده و أقاربه بناحية قرية زرنيخ التابعة لمحافظة قنا، حتى وصل ثم مرض هناك وتوفي و دفن بالقرية؛ درس الشيخ الفرغل علوم الفقه والحديث والتفسير وصار مقصدا للناس ينهلون من علمه المتدفق، وقطبا كبيرا في الصعيد ومن أقطاب التصوف الكبار، وعمل السلطان الفرغل في صدر حياته برعى الغنم ثم عمل بالحراسة فكان حارسا أمينا وعمل أيضا بالزراعة خلفا لوالده، والمسجد بني على أنقاض مسجد قديم يرجع للعصر المملوكى ثم أعيد بناؤه في العصر العثماني في القرن 12 هـ 18 م على يد الأمير على كاشف جمال الدين ، تم هدم المسجد وأعيد بناؤه عام 1412هـ / 1989م وله مئذنتان و قبة الضريح الخاصة بالسلطان الفرغل، وقد توفى سنة 850 هجريا.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة