فى كتاب فلسفة المجتمع السعيد، ترجمة جوليان كوراب – كاربو فيتش، ترجمة جورج سفر يعقوب، الصادر عن "ملهمون".
يقول الكتاب:
إذا تخيّلنا عالماً مثاليّاً، كاملاً سيكون عالم التناغم الاجتماعى، والتناغم الاجتماعى لا يعنى أن تصنع من الجميع نسخة موحدة، كما أنه ليس مساواة سقيمة بين أفراد مجتمع لا طبقيّ. هو ليس دمجاً أو ردماً للفروق فى المجتمع، بل هو ثراء اجتماعى وهو –نوع ما- تشكيل يضم التباين والتنوّع نجد فيه التكامل المتبادل والفضائل ومكارم الأخلاق.
يهدف هذا الكتاب إلى تبيان أنّه لا بدّ من التناغم الاجتماعى من أجل السعادة والحياة الكريمة، وأن التنافر الذى نجده فى عالمنا فى أيامنا هذه، وبخاصة فى مجال السياسة والاقتصاد، هو إلى حد كبير نتيجة القبول بالفرضيات الخاطئة المتعلقة بالطبيعة البشرية، والتى ترى فى الإنسان شخصاً مُنفرداً نفعيّاً تُحرّكه الشهوات وإرادة القوة والعيش فى نزاع دائم، هذه الأفكار تشكّل أساساً للفلسفة السياسية الغربية المعاصرة، والتى صارت الثقافة الـمُعولَمة حضارته.
كما أن هناك تأثيرات أخرى على الناس الآن تتمثل فى التصور ما بعد الحداثى للثقافة والأسرة، وهذه الأخطاء نجد ترجمة لها فى صورة العالم الذى نحيا فيه الآن.
أريد أن أبرهن أنّ "العمل الـمُشترَك" هو جزء لا يتجزأ من الطبيعة البشرية وأننا سنصل إلى التناغم الاجتماعى حين نفهم الطبيعة البشرية على الوجه الصحيح وننظم محيطنا وفقاً لقاعدة "العمل الـمُشترَك"، فالتناغم الاجتماعى المستند إلى قاعدة "العمل الـمُشترَك" يوصلنا إلى السعادة المشتركة، ويبحث الإنسان المعاصر عن السعادة فى الملذَّات، لكنّ السعادة ليست لحظة عابرة من الملذّات.