رغم مرور أكثر من قرن على جائزة نوبل فى الآداب، إلا أن نصيب العرب من الجائزة لم يتخطى حدود الجائزة التى حصل عليها الأديب العالمى نجيب محفوظ، فى عام 1988، فيما تجاهلت الجائزة على مدار العقود الماضية العديد من الأدباء العرب الذين كانوا يستحقون الجائزة.
العديد من الأدباء العرب، طرح أسمائهم من قبل كمرشحين للفوز للجائزة، لكن واحد فقط هو من استطاع أن ينتزع جائزة الآداب الأكبر فى العالم، وبقى آخرون مظلومون أمام الجائزة العالمية، فى لم تكن هناك جوائز عربية أو عالمية أخرى بنفس قيمتها.
وقد حاول الرئيس السادات ترشيح "توفيق الحكيم" فى سبعينيات القرن الماضى، وذلك بعدما تلقى الدكتور عطية عامر، الأستاذ بجامعة استكهولم، خطابا من الأكاديمة السويدية عام 1978 بترشيح أديب عربى للجائزة، حيث جاء عامر إلى كلية الآداب فى جامعة القاهرة، والتقى بالدكتور عبد العزيز الأهوانى والدكتور حسين نصار فى محاضرة كانت تحضرها السيدة الأولى لمصر فى السبعينيات، جيهان السادات، وذكر له حكاية الأكاديمية السويدية، فكان رأى نصار أن يرشح توفيق الحكيم، يقول عامر أن هذا اللقاء كان تحت مرأى ومسمع جيهان السادات.
كما ترشيح الدكتور طه حسين لنيل جائزة "نوبل" فى الأدب، أواخر الأربعينات الماضية، وكان الأديب المصرى أول مرشح عربى رسمى فى تاريخ الجائزة، بحسب ما ذكره الكاتب الكبير محمد سلماوى فى كتابه "يوما أو بعض يوم" لكن ترشيحه جاء فى سنة 1949، بعد عام واحد من حرب اغتصاب فلسطين، ووصل التنافس وصل إلى أشده، آنذاك، بين طه حسين وبين الروائى الأميركى الكبير وليم فوكنر، وبدا أن الأديب العربى قد يتفوق على منافسه فى التصويت، وعندئذ تقرر عدم منح الجائزة فى ذلك العام بحجة أنه لا يوجد بين المرشحين من تنطبق عليه شروطها، وهو ما لم يحدث من قبل. ومع هذا، جرى الإعلان عن فوز فوكنر على أن يتسلمها فى العام التالى، تفاصيل يقول سلماوى إنه استفسر عنها وتأكد منها، بعد سنوات، بشكل مباشر من ستورى آلين، السكرتير الدائم للجنة الجائزة المرموقة.
كما صرحت السيدة رجاء الرفاعى، زوجة الأديب الراحل يوسف إدريس، إن جائزة نوبل كانت نقطة مهمة فى حياة يوسف إدريس فقد ترشح لها 3 مرات، وفى كل مرة ترسل إدارة الجائزة مندوبين له، ليتحدثوا معه ويجرون معه حوارات حول أعماله ورواياته، وأبلغوه أنه سيحصل على الجائزة، وهو ما لم يحدث بل فوجئ بحصول الأديب الراحل نجيب محفوظ عليها وقال رغم حزنه إن محفوظ يستحقها.
كما أن الكاتب الكبير الراحل أنيس منصور، قال فى مقال له نشرته جريدة "الشرق الأوسط" السعودية، فى 28 مايو 2009، بعنوان "وحشرت نفسى بينهم!": رشحتنى جمعيات أدبية مصرية وغير مصرية لجائزة نوبل، ولم أفز بها ثلاث مرات. ولم يكن من رأيى هذا الترشيح. فمن المؤكد ألا يحصل عليها مصرى أو عربى قبل عشرين سنة، ولكن لم أعترض. وإن كنت أعرف النتيجة مقدما".
وتابع: وحشرت نفسى بين الذين كانوا يستحقونها ولم يفوزوا بها: تولستوى وجوركى وتشيخوف وموم وبروست وابسن وفرويد وبرشت والشعراء رلكه وفاليرى ودانسيو والفيلسوف كروتشه والأديب الإيطالى مورافيا واليونانى كازانتزاكس.
جائزة نوبل فى الآداب لم تمنح لأى عربى منذ فوز "محفوظ" لكن ثمة أسماء تظل مرشحة دائمة، ووصفهم بالمرشحين الدائمين للجائزة الأهم فى عالم الأدب دوليا، كما أن مكاتب المراهنات، والعديد من الجميعات والمؤسسات الأدبية والثقافية، تطالب بمنحهم الجائزة، نظرا لقيمتهم الثقافية الكبيرة، وذلك مثل الشاعر السورى الكبير أدونيس، الذى ترشح لجائزة أكثر من مرة، آخرهم العام الماضى، قبل أن يتم إلغاء حفل الجائزة وتأجيله للعام الحالى، كما أن الكاتبة المصرية الكبيرة نوال السعداوى، هى أكثر الأسماء المصرية ترشحا للجائزة، حيث رشحها العديد من الأدباء الأفارقة، كما يعتبرها البعض الأوفر حظا من الكاتبات المصريات، نظرا لكثرة إنتاجها الأدبى.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة