تزايدت المضاربة على الذهب عالميا خلال الأيام الماضية، والتى جعلت سعر المعدن النفيس يسجل أعلى مستوياته منذ مايو 2013، ثم شهدت الأسواق العالمية عمليات بيع كثيفة لجنى الأرباح، الأمر الذى انعكس على الأسواق، وأدى إلى تراجع ملحوظ فى الأسعار خلال تعاملات أول أمس السبت.
مضاربة على الذهب
المضاربة على الذهب تزايدت بشكل ملحوظ عقب حديث جون وليامز رئيس بنك الاحتياطي الاتحادي في نيويورك، في مؤتمر للبنك المركزي الأمريكى الخميس الماضى، والذى قال إن صانعي السياسات بحاجة لتقديم التحفيز مبكرا للتعامل مع التضخم المنخفض حين تكون أسعار الفائدة قرب الصفر، وليس بمقدورهم الانتظار حتى تحدث أزمة اقتصادية.
تصريحات وليامز جعلت من المؤكد تقريبا أن مجلس الاحتياطي الاتحادي سيختار خفض أسعار الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس في اجتماعه بشأن السياسة النقدية يومي 30 و31 يوليو، وتغذى أيضا التوقعات بإجراء خفض أكبر بمقدار 50 نقطة أساس.
التصريحات الأخيرة، دفعت الاحتياطي الفيدرالي إلى إصدار بيان توضيحى حول الخفض المحتمل للفائدة، إذ أصدر الفيدرالي الأمريكي في نيويورك توضيحا للتصريحات التي أدلى بها رئيس البنك، جون وليامز، بعد خطابه الذي أثار التكهنات بأن مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي سيقوم خلال اجتماعه نهاية الشهر الجاري بتخفيض أسعار الفائدة لأكثر من 25 نقطة أساس.
وارتفعت التوقعات بخفض البنك أسعار الفائدة بمعدل 50 نقطة أساس بعد أن شبه وليامز إجراءات التيسير الاستباقية بالتطعيم، وهو ما دعا البنك إلى إصدار بيان يحذر فيه من تفسير تصريحات وليامز بشكل خاطئ، حسبما ذكرت صحيفة فايننشال تايمز.
الذهب يحقق أعلى سعر
بدوره، أوضح مهدى عبد الفتاح عضو شعبة الذهب، أن المضاربة على المعدن النفيس، تسببت فى أن الذهب تجاوز سعره 1450دولارا المهم للمرة الأولى منذ مايو 2013، مشيرا إلى أن الارتفاع الكبير فى الذهب أعقبه موجات بيع ملحوظة لجنى الأرباح.
وأشار عبد الفتاح فى تصريحات لـ"اليوم السابع"، أن المتعارف عليه أن سوق الذهب كثيرا ما يشهد عمليات مضاربة من كبار المستثمرين على المعدن النفيس، لافتا إلى أن عمليات البيع والشراء المستمرة وبكميات كبيرة تؤدى إلى تحريك الأسعار هبوطا وارتفاعا.
وشهد المعدن النفيس خلال الخمسة أيام الماضية اضراب كبير، إذ صعد الذهب في المعاملات الفورية 1452.60 دولار للأوقية (الأونصة) في التعاملات المبكرة مساء الجمعة الماضى، وهو أعلى مستوياته منذ العاشر من مايو 2013، قبل أن يتراجع 0.91% خلال تعاملات السبت لتسجل أوقية الذهب 1422 دولار.
وفى سياق متصل، وبعد تراجعها عاودت أسعار الذهب الصعود فى تعاملات اليوم الاثنين لتسجل الأوقية 1426 دولارا حتى الآن، بعد أن اقتربت من الوصول إلى 1430 دولار.
وكان المعدن النفيس ربح قرابة 2% الأسبوع الماضى، وحقق ثاني مكسب أسبوعي على التوالي، إلا أن الأسعار أخذت طريقها للتراجع مع صعود الدولار وإقبال المستثمرين على مبيعات لجني الأرباح بعد أن تجاوزت الأسعار مستوى 1450 دولارا.
وتأثرت أسعار الذهب فى مصر، بالاضطرابات التى شهدتها الأسعار العالمية للذهب، فبعد ارتفاعها قرابة 18 جنيها للجرام، إلا أنها تراجعت خلال تعاملات أول أمس السبت بقيمة 10 جنيهات.
وتحرص الأسر المصرية على اقتناء الذهب فى المناسبات والأعياد وكهدايا، خاصة فى محافظات وجه بحرى وقبلى، حيث يرتفع الطلب على الذهب من عيار 21، فيما يزيد الطلب على المعدن النفيس من عيار 18 بالقاهرة الكبرى والإسكندرية، والمحافظات التى تزدهر فيها حركة السياحة.
ويشكل الذهب جزءا كبير من صادرات مصر من الحلى والأحجار الكريمة والتى تتجاوز المليار دولار سنويا، ويتم تصدير الذهب كخام وسبائك وليس مشغولات تامة الصنع، بسبب ختم الدمغة والذى لا يتم قبوله خارج البلاد.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة