يبدو أن العلاقة بين قنوات الإخوان فى تركيا وإسرائيل اتخذت منحنى آخر خلال الشهور القليلة الماضية، وذلك بعد تدخلات عزمى بشارة مستشار تميم بن حمد وعضو الكنيست الإسرائيلى السابق، والمعروف بعلاقته القوية بإسرائيل فى إدارتها.
ولمن لا يعرف فإن عزمى بشارة أقسم بالولاء كعضو فى الكنيست الإسرائيلى أمام شيمون بيريز عام 1996، وفى مرة لاحقة ترشح بشارة لمنصب رئيس وزراء إسرائيل ثم انسحب بعدها من السباق.
وفى عام 2007 سافر عزمى بشارة إلى الدوحة بعد الإعلان عن استقالته من الكنيست وانضم إلى قناة الجزيرة ليعمل مستشارا إعلاميا لوالد تميم ومن بعده نجله، وتشير مصادر مطلعة إلى أن عزمى بشارة له اليد العليا فى إدارة قنوات الإخوان فى تركيا حاليا وليس أيمن نور وحده، وإنما يضع بشارة السياسات التحريرية العامة لقناة الشرق.
وفى هذا الإطار، قال هشام النجار الباحث الإسلامى، إن هناك علاقة بين عزمى بشارة وقنوات الإخوان، موضحا أن هذا الطاقم من بقايا مشروع الشرق الوسط الكبير وتقسيم الدول العربية وبشارة وآخرون أسندت لهم مهام التخديم على المشروع فكريًا وتنظيريًا وإعلاميًا بالترويج لحكم الاسلام السياسى تحت عباءة الثورات وصولًا لنتائج هذا المخطط اليوم على الأرض، وإن كانوا خططوا لهدف آخر ولغير هذه النتائج وهو توزيع تركة العرب والنظام العربى الذى اعتبروه وصل لمرحلة الأفول على إمبراطوريات دينية ثلاث وهى إيران ممثلة للإسلام الشيعى وتركيا ممثلة للإسلام السنى وإسرائيل ممثلة لدولة اليهود .
وأضاف الباحث الإسلامى، أن نصيب الإخوان يكون هو السلطة بالوكالة بالمنطقة العربية وهو ما لم يتحقق بالشكل الذى خططوا له لأسباب كثيرة، لكن فى المجمل هذا الطاقم هو أحد أذرع هذا المشروع الذى تم تمويله من القوى المستفيدة منه استراتيجيا واقتصاديا وفى مقدمتها ايران وتركيا وقطر وكانت إسرائيل ستستفيد منه استفادة كبرى بتكريس الهيمنة الايديولوجية والدينية وشرعنة وجودها الدينى عبر خلق امبراطوريات دينية تهيمن على المنطقة.
بدوره قال طه على الباحث السياسى، إنه من الطبيعى أن يضم الأخطبوط السرطانى الذى يهدد الأمن القومى العربى كلاً من عزمى بشارة رئيس قناة العربى، وأيمن نور رئيس قناة الشرق، تحت مظلة تنظيم الحمدين القطرى، وتركيا التى يرأسها رجل الرجل الأول فى التنظيم الدولى للإخوان، كما أنه من الطبيعى أن تتوافق مصالح ذلك الإخطبوط مع المخطط الإسرائيلى لزعزعة الأمن القومى العربى والعمل على تعقيد كافة المشكلات التى تعانى منها الدولة العربى لتظل اسرائيل فى مأمن من أى انتفاضة عربية حقيقية.
عزمى بشارة، وأيمن نور، وحتى تنظيم الإخوان وغيرهم ممن ارتضوا لأنفسهم دور "الأداة الوظيفية" لخدمة المصالح القطرية التركية ينخرطون تحت مظلة دعم المصالح الإسرائيلية والتى تدور الدوحة فى فلكها.
وأضاف أنه رغم الكتابات التقدمية والتنظيرات التى قدمها عزمى بشارة على مدار سنوات عمره، إلا أن ممارساته الفعلية تؤكد وصف البعض له بأنه "مفكر تحت الطلب" فرغم مزاعم بشاره بدعمه للعمل العربى المشترك ورفعه شعارات التضامن والعروبة، إلا أنه يعترف بالكيان الصهيونى الذى كان عضوا فى مؤسسته التشريعية "الكنيسيت" ذات يوما. بالطبع بشارة مرغم على ذلك، فلو سحب اعترافه بالكيان الصهيونى فإن الدوحة تتراجع عن دعمه ماليا على الفور.
ولفت الى أن دعم عزمى بشارة الدائم لجماعة الإخوان ودفاعه عنها، يؤكد اخطبوط الشر الذى يجمع رفاء السوء ما بين بشارة وأيمن نور، وتنظيم الحمدين بل وداعمهم الأكبر فى تركيا رجب طيب أردوغان، فى خيط واحد تحكم إسرائيل قبضتها عليه.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة