أحيانا ترتب الأقدار أحداثا قد تنقذ الإنسان من مصير مظلم ، وكما تؤثر الأحداث التاريخية الكبرى فى تاريخ الأوطان ويكون لها مردود وأثر كبير فى تغيير حياة المجتمعات ، يكون للكثير منها أثر كبير فى تغيير حياة الأفراد و قد تنقذ حياتهم وتغير مصائرهم.
وهذا ما حدث مع ملك المواويل المطرب الكبير محمد عبدالمطلب الملقب بصوت الحارة المصرية وهو ما كشفه ابنه ومدير أعماله محمد نور محمد عبدالمطلب، مؤكدا أن ثورة 23 يوليو أنقذت والده من الاعتقال.
وقال محمد نور عبدالمطلب، الذي يوشك على الثمانين من عمره وكان مدير أعمال والده وهو في سن 19 عاما فى تصريحات خاصة لليوم السابع: «من أصعب المواقف التي تعرض لها والدى في بداية الخمسينات عندما عرف من سليمان بك نجيب الذي كان مديرا للأوبرا الملكية، أن الديوان الملكي حذف اسمه من حفل كان سيقام في الأوبرا، فغضب وتفوه بألفاظ قاسية في حق مدير الديوان الملكي".
وتابع ابن الفنان محمد عبدالمطلب مشيرا إلى تصاعد هذا الموقف :"صدرت الأوامر للقلم السياسي باعتقال طلب ، ولكن الأميرلاي أنسى الهجرسي أبلغه بضرورة الاختباء وعدم الذهاب إلى الكازينو أو إلى منزله لأن المخبرين ينتظرونه، فاختبأ والدى عند أخته».
وأضاف الابن: «شاءت الأقدار أن تقوم ثورة يوليو في هذا التوقيت وجاء إلى منزلنا بالحلمية الأميرالاي أحمد أنور قائد الشرطة العسكرية ، واليوزباشا علوي حافظ من الضباط الأحرار وسألوا على طلب وأبلغونا بإلغاء أمر الاعتقال، فخرجت معهم بالبيجامة إلى منزل عمتي وأبلغنا والدى بهذا الخبر».
ويحكى ابن محمد عبدالمطلب عن موقف آخر جمع والده بالزعيم جمال عبدالناصر فى أحد الاحتفالات بذكرى ثورة يوليو المجيدة ، مشيرا إلى خفة ظل والده وبساطته: «في أحد حفلات عيد الثورة وبعد أن أنهى عبد الحليم وصلته الغنائية تأهب الرئيس عبد الناصر للخروج، ولو يكن أبى قد قدم فقرته بعد ، فأسرع والدى إلى الرئيس وأمسكه من كتفه، وقال له: رايح فين يا ريس، فرد عبد الناصر ضاحكا: رايح البيت، فقال له طلب: أنا النهاردة لابس بدلة جديدة وعامل موال جديد مش حتسمعني، فضحك عبد الناصر وعاد إلى كرسيه ليسمع والدى، الذي غنى موال «أجمل جمال بلدي هو جمال».
ويؤكد الابن، أن والده حزن حزنا شديدا لوفاة عبد الناصر حتى أنه توقف لشهورعن الغناء، وسافر إلى مسقط رأسه في شبراخيت وأوصاه بألا يرشد أحدا عن مكانه.
جدير بالذكر أن الفنان محمد عبدالمطلب، الذي أبدع العديد من الأغنيات الباقية في ذاكرة ووجدان المصريين ومنها: «رمضان جانا، وساكن في حي السيدة، والناس المغرمين، واسأل عليا مرة وغيرها»، في قرية شبراخيت بمحافظة البحيرة في 13 أغسطس عام 1910، وسماه والده عبد العزيز الأحمر التاجر البسيط اسما مركبا «محمد عبد المطلب» كسائر أبنائه الذكور الذين حرص أن تبدأ أسماءهم جميعا باسم محمد، وكان ترتيب محمد عبد المطلب الخامس بين إخوته: «محمد يوسف محمد لبيب، محمد فوزى، محمد كمال، محمد عبد المطلب، نجيبة، محمد زكريا، وانتصار»، وحرص محمد عبدالمطلب على هذه العادة فسمى ابنه اسما مركبا «محمد نور».
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة