الظاهر أن تتويج الاهلي بالدوري جاء في الأمتار الاخيرة من عمر المسابقة وقبل نهاية البطولة بمباراة واحدة، فى وضعية يناسبها القول أن ذلك حدث بصعوبة بالغة أو بشق الأنفس وبعد جهد بالغ من لاعبيه وجهازه الفنى، لكن الواقع ان الفوز باللقب الذي يحمل الرقم 41 كان من أسهل الألقاب في تاريخ القلعة الحمراء مع البطولة التى يحتكرها بفارق كبير عن أقرب منافسيه الزمالك صاحب الـ12 لقبا.
فى المقابل سقط الغريم الزمالك بشكل سهل أيضا وأهدر على نفسه فرصة التتويج الذى كان قريبا للغاية أكثر من أى موسم مضي، فى ظل تصدره ترتيب الدوري من بدايته حتى إلى ما بعد منتصفه، لكنه فجأة سقط في الامتار الاخيرة بعدما فقد 6 نقاط كاملة في أخر ثلاث مواجهات بالتعادل أمام حرس الحدود والإنتاج و الجونة، كانت هى الهدية التي منحها لغريمه علي طبق من ذهب ليتقدم عليه وينجح في استغلال ذلك بالتتويج باللقب.
الزمالك حال اذا ما كان فاز في المباريات الثلاث التي سبقت لقاء الاسماعيلي لكان دخل القمة وهو متفوقا علي الأهلي بنقطة وما كان يحتاج سوي التعادل لتحقيق اللقب لكن هيهات، ليكون أبناء ميت عقبة هم السبب الرئيسي في تحويل دفة الدوري نحو الجزيرة.
سقوط الزمالك السهل في نهاية المطاف جاء على طريقة بيدى لا بيد عمرو، وهو ما ظهر فى أسباب كثيرة فى مقدمتها انشغال الجميع ببطولة الكونفدرالية التى توج بلقبها وعدم التركيز فى الدوري بالشكل الكامل، اعقبها قرار غير مدروس برحيل جروس وتولي خالد جلال مكانه، لتحدث الهزة الفنية داخل الصفوف باقصاء المدرب قبل ثلاث مباريات من نهاية المسابقة، وساهم فى تعزيز الهزة أكثر تصريحات إدارة النادى برحيل عدد من اللاعبين بعد نهاية الدوري دون أدنى اعتبار لحساسية التوقيت وصعوبة الإعلان عن ذلك وهؤلاء اللاعبون مازالوا فى إمكانهم مساعدة النادى لتحقيق الدوري، لتهبط المعنويات ويخرج اللاعبين عن تركيزهم بالانهيار أمام الجونة، فضلا عن البلبة التى أثارها كهربا فى الفترة الأخيرة وشغلت المسئولين واللاعبين والجماهير، ليخرج الجميع عن تركيزه ما نتج عنه بداية النهاية بالتعادل مع الجونة وضياع أمل التتويج بالدرع.
الأهلى فاز بدرع الدوري بسلاسة بعدما وجده أمامه وفى متناوله دون عناء أو شقاء .. هذا ما حدث بالفعل بسبب اهدار المنافسين للنقاط وعدم القدرة على المنافسة للرمق الأخير، إذ لم يكن الأهلى الأفضل على مدار الموسم، بل وقدم مستويات غير جيدة على فترات من الموسم وغاب أغلب نجومه وعناصره الأساسية عن مستوياتهم المعروفة وكانت البداية خسارة من الترجي بثلاثية ثم الهزيمة بخماسية من صن داونز.. ومن هنا كان البطل الحقيقى خارج الملعب يؤدى دوره فى صمت لتحقيق الأهداف، وهو مجلس الخطيب الذى أدار الفريق بحنكة وهدوء ساهمت فى النهاية للوصول إلى منصة التتويج مهما كان مستوى الفريق.
يبقى الأسلوب والطريقة التي قاد بها مجلس الأهلي الأمور المحيطة بالفريق طوال الموسم هي العامل الاهم في التتويج باللقب، ورغم حالة اللغط التي كانت تحيط بالإدارة الحمراء في بعض المواقف، لكن علي مستوي فريق الكرة كانت الأمور تدار بكل نجاح ولعل الابقاء علي لاسارتي من أجل استكمال الموسم دون الاستجابة للضغوط المطالبة باقصائه قبل نهاية الموسم، هو العلامة المضيئة التي ساهمت في استقرار المعسكر الأحمر، باعتباره ذلك هو الصواب مهما كان التحفظ على إمكانيات الخواجة، من منطلق أن التغيير قبل نهاية الموسم سيكون ضرره أكثر من ايجابياته وهو ما لم يتعلم منه الطرف الأخر لتكون النتيجة هنا نجاح سهل وتتويج وهناك فشل سهل أيضا وسقوط جديد.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة