صدر حديثا، عن دار شهريار للنشر والتوزيع، الترجمة العربية لكتاب "تقطيع أوصال أورفيوس: نحو أدب ما بعد حداثى" للناقد والمفكر الأمريكى المصرى إيهاب حسن، من ترجمة السيد إمام، والغلاف من تصميم صدام الجميلي.
وصدر الكتاب لأول مرة فى عام 1971، وقد لجأ إيهاب حسن إلى الأسطورة اليونانية من أجل شرح المقصود من هذا التحول الذى طرأ على مفهوم الحداثة، واختار لذلك أسطورة أورفيوس على وجه التحديد، لأن دلالتها تشير إلى حالة التشظى، كانت الحداثة أو بالأحرى الأيديولوجيات أو الأفكار الشمولية التي تستظل بها، تدعي أن لديها حلولا جاهزة لكل المشكلات، وأن التطور البشري يتسم بـ"الخطية" أي التحرك على شكل خط صاعد مستقيم في اتجاه التقدم، وبالتالي فإن الحداثة تملك مفاتيح الحقيقة المطلقة، ولكن نزعة ما بعد الحداثة تمثل في هذا السياق بالذات، حركة التحول من الحقيقة المطلقة إلى الحقيقة النسبية.
وهو دراسة تتعقب أفول عصر التنوير وصمود ما بعد الحداثة في تجربة الأدب العربي المعاصر هى بمثابة إعادة صياغة نقدية لمفهوم الخصوصية بمحمولها المعرفي والإثني، أي اختزال الجماعات والدول بمخيالها الطائفي والقبلي والإثني، وتحجيم أبعاد هويتها الأخرى، وهو مفهوم قد طفر ويطفر بنا على صعيد العالم العربي من حق الاختلاف إلى حق الانتحار.
وعلى غلاف الكتاب نقرأ: "على الرغم من أن مصطلح ما بعد الحداثة أصبح الآن أكثر تداولا من أي وقت مضى، فإن المفهوم نفسه يظل مثار جدل، إن ما بعد الحداثة تشير الآن إلى اتجاهات تشمل العديد من المجالات: الأدب، والموسبقى، والرقص، والفنون البصرية، والعمارة، وتخصصات إنسانية متنوعة، تشمل الفلسفة، وكتابة التاريخ، والتحليل النفسي، والنظرية الأدبية على وجه الخصوص، وسائل الاتصال الجماهيرية، وأحيانا العلوم".