إبداع يرتقى لمراتب الجنون، بهذه العبارة يمكن وصف جون مكافى مؤسس برنامج مكافحة الفيروسات الشهير "Mcafee".. فحياة العجوز الذى تجاوز عامه السبعين لا تتضمن ثروات طائلة جناها من وراء ابتكاره فقط، وإنما تتضمن هروب من السلطات الأمريكية بسبب الضرائب، وإقامة شبه دائمة على اليخوت هرباً من الملاحقة، ومحاولات لاستمالة سلطات دول والتعاون معها ضد واشنطن وغير ذلك الكثير.
وبعد طول غياب، عاد اسم جون مكافى 73 عاماً للأضواء، بعدما أقدمت سلطات الدومينيكان على اعتقاله لمدة 4 أيام بتهم حيازة أسلحة وذخيرة على متن اليخت الخاص به والذى رسا فى ميناء تابع لذلك البلد الكاريبى.
مكافى اعتاد القيام بالعديد من الأفعال الغريبة والشاذة
وفى تقرير لها اليوم، كشفت صحيفة ميرور البريطانية تفاصيل القبض على مكافى، مشيرة إلى أنه كان برفقة زوجته وعدد من الأصدقاء، وأن ما عثر بحوزته يفوق ما يمكن اعتباره سلاحاً شخصياً يستخدم فى الدفاع عن النفس.
ويعد الملف الضريبى لمكافى من الأسباب الرئيسية لمغادرته الولايات المتحدة الأمريكية، هرباً من ملاحقات قضائية داخل وخارج واشنطن، حيث أمضى مكافى سنوات فى جزيرة يليز، وفر منها بعدما استدعته السلطات للتحقيق فى عام 2012 بشأن جريمة قتل راح ضحيتها أحد جيرانه.
ولا تقف الأسرار والمفاجأت المحيطة بمبتكر مضاد الفيروسات الشهير عند هذا الحد، فهو ـ بحسب "ميرور" ـ متزوج من سيدة سيئة السمعة، وأنجب 47 ولداً، نتيجة زيجات متعددة أقدم عليها طيلة حياته.
حول مكافى اهتمامه بشكل كبير فى التعامل مع العملات الرقمية
وفى محاولة للبحث عن مكان آمن للعيش به بعد هروبه من الولايات المتحدة، حاول مكافى فى حوار سابق استماله السلطات فى كوبا، مؤكداً أنه بإمكانه مساعدتها على تحد الخطر التجارى الأمريكى من خلال إطلاق "عملة رقمية".
وعن تعاونه مع الكوبيين، قال فى وقت سابق: "أنا على الأرجح أفضل صديق لكوبا حالياً.. لا أعرف شيئاً عن الشيوعية لكننى أعرف أنه يجب ألا نتدخل في شئون كوبا، ويجب ألا نفرض حظراً على هذا البلد".
وطالما اشتهر مكافى بعشقه لإثارة الجدل، حيث أعلن بداية الشهر الجارى اعتزامه الترشح فى الانتخابات الأمريكية المقبلة ومنافسة ترامب، إلا أنه عاد وتراجع بعد دقائق، قائلاً على حسابه بموقع تويتر: "فى الواقع لا أريد أن أصبح رئيسا.. أساسا لا يمكننى القيام بذلك، فالبلد الذى أريد الترشح فيه يبحث عنى كمجرم".
وفى طفولته، لم يكن مكافى رغم تمييزه العملى وتفرده أسعد حالاً، فقد انتحر والده وهو فى شبابه بعدما تراجعت حالته النفسيه إثر ادمانه الكحول، لينشأ مكافى أيضاً على درب أبيه فى هذه السلوكيات.
وبدأ مكافى حياته العملية بالعمل فى وكالة الفضاء الأمريكية "ناسا" ومنها إلى العمل فى شركات معلوماتية كبرى، قبل أن يؤسس شركة مكافى التى أصبحت مجموعة عملاقة فى إنتاج برامج مكافحة الفيروسات قبل أن يتم بيعها فى 2010 إلى شركة انتل، مقابل 100 مليون دولار فى ذلك الحين.
جون مكافى
وفى عام 2012، تعرض جار مكافى للقتل لتطوله الشكوك بعدما عثر داخل منزله على قطع سلاح متنوعة، فضلاً عن إقامته مع فتاة فى السابعة عشر من العمر، ولا تزال تلك القضية مقيدة ضد مجهول.
وبعد سنوات، تحديدا عام 2015، أوقف مكافى من قبل السلطات لقيادته سيارته تحت تأثير المخدرات لتختفى أخباره منذ ذلك الحين حتى أقدم على الهروب فى يناير من العام الجارى.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة