صاحب المبادرة: في البداية لم ألق القبول وبعدها شارك كل أهل القرية والقرى المجاورة بدأت في تفعيلها
منذ قديم الزمان والصراع بين الحق والباطل مندلع وباق فتيله إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها، وهذا الصراع جعله الله تعالى اختبارا لعباده، أمام الشدائد وتمحيصا للخبيث من الطيب، والقبيح من الحسن، ومن المؤسف أن ظاهرة السحر والشعوذة والتنجيم وقراءة الكف، عادت للانتشار من جديد فى أوساط المجتمعات العربية والإسلامية، فى جميع الطبقات، فقد قال الله تعالى "يُعَلِّمُونَ النَّاسَ السِّحْرَ وَمَا أُنْزِلَ عَلَى الْمَلَكَيْنِ بِبَابِلَ هَارُوتَ وَمَارُوتَ وَمَا يُعَلِّمَانِ مِنْ أَحَدٍ حَتَّى يَقُولَا إِنَّمَا نَحْنُ فِتْنَةٌ فَلَا تَكْفُرْ فَيَتَعَلَّمُونَ مِنْهُمَا مَا يُفَرِّقُونَ بِهِ بَيْنَ الْمَرْءِ وَزَوْجِهِ وَمَا هُمْ بِضَارِّينَ بِهِ مِنْ أَحَدٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ".
وبدأت العديد من القرى بالمحافظات فى تدشين الحملات لتطهير المقابر الخاصة بهم من تلك الأعمال التى يدسها بها اصحاب النفوس المريضة، الذين يقومون بعمل تلك الأعمال لتقديم الضرر لبعض الاشخاص بعينهم والنيل منهم، لكنهم لا يضرون أحدا إلا بإذن الله، ومن بين تلك القرى بالمحافظات قرية "قرنفيل" التابعة لمركز ومدينة القناطر الخيرية بالقليوبية، فقد شن الأهالى حملة لتطهير مقابر القرية من تلك الأعمال على مراحل متعددة، ولتبدا القرى المجاورة حذو هذه القرية فى هذا الشأن.
وفى هذا السياق قال شريف عزازي، أحد أهالى قرية قرنفيل بالقناطر الخيرية، وصاحب مبادرة تطهير مقابر القرية من أعمال السحر والشعوذة، إن فكرة المبادرة جاءته حينما وجد بعض طلاب القرية الذين تميزوا بالتحصيل العلمى والحصول على المركز الأول على مدار سنوات طويلة، تدهور بهم الحال وأصبحوا يكرهون المدارس بشكل لا يصدق، ولا يكادون ينجحون بالامتحانات بدرجات الرأفة، فراوده الشك فى هذا الشأن، مشيرا إلى أنه تواصل مع أهالى هؤلاء الطلاب، ووجد الرد بأن هؤلاء الطلاب فجأة يرفضون الذهاب للمدارس وكرهوها بعد أن كانوا يطالبون أولياء أمورهم بالذهاب إليها حتى فى فترة الإجازة الصيفية.
وأضاف "عزازي" لـ "اليوم السابع"، أنه فى البداية قام بعمل جروب على موقع التواصل الاجتماعى لأهل قرية قرنفيل بالقناطر الخيرية، وقام بطرح المبادرة، لكنه لم يجد التشجيع المطلوب لدعم المبادرة ونجاحها، مشيرا إلى أنه قام بالفعل بالتوجه هو ومجموعة صغيرة من الشباب لا يتجاوزون العشر شباب، و بدؤوا بتقسيم المقابر ،و بالحفر والبحث بجوار الجدار الخاص بكل مقبرة، وبالفعل بدؤوا فى حصاد مجهودهم ووجدوا العديد من الأعمال.
وأشار "عزازي"، إلى أنه قام بعمل بث مباشر على المجموعة التى أعدها من قبل على موقع التواصل الاجتماعى "فيس بوك" لأهالى القرية، وبدأ الأهالى فى التفاعل والتوافد على المقابر إلى جانب مجموعة من مشايخ القرية، وتوسعت دائرة البحث بالمقابر، مشيرا إلى أن حصيلة اليوم الأول للبحث كانت إيجاد وفك 30 عمل وسحر أسود، موضحا "ووجدنا كفن على حجر طوب وشمع عليه صليب وعظام رأس قرموط سمك وعظم لوحة الكتف ونبات شكله غريب ملفوف بشكل معين وجريد نخل بالزعف مربوط بقماش معين وثلاث جماجم بشرية وجمجمة ماعز وأوراق عليها طلاسم غير مفهومة".
و أوضح، أنهم وجدوا ما يحزن القلب من أعمال سحر سفلية بالموت والتفرقة وعدم الإنجاب وعدم الزواج، وتدمير فى التعليم، مؤكدا أن كل هذا جعل الحزن يكسوا وجه أهل القرية أثناء تطهير المقابر من تلك الأعمال، مشيرا إلى أنه تم تعميم المبادرة على كل أهل القرية بالمشاركة الجمعة المقبلة عقب صلاة العصر، للانتهاء من تطهير المقابر بالكامل، إلى جانب دعوتهم عدد من المشايخ للمشاركة فى فك تلك الأعمال، لرفع الضرر عن المتضررين منها.
واستطرد ابن قرية قرنفيل، أن أهالى القرى المجاورة للقرية من توابع مركز القناطر الخيرية، أعلنوا على تدشين تلك المبادرة وتطهير المقابر الخاصة بهم أيضا الجمعة المقبلة من تلك الأعمال السوداء، وتفعيلها على مراحل، حتى يشارك الجميع أثناء العطلة الأسبوعية لهم، مشيرا إلى أن المبادرة تم خلالها مطالبة الأهالى بتوفير وسائل للحفر و البحث، ومساعدة المشايخ فى حل وإبطال تلك الأعمال.
واختتم حديثه، أنه عقب الانتهاء من المرحلة الأولى التى تمت أصبحت هناك راحة نفسية لبعض الأشخاص من أهل القرية الذين كانوا قد تضرروا من تلك الأعمال السوداء، وقريبا سيتم الانتهاء منها وحلها جميعا.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة