أظهرت شائعة وفاة القائم بأعمال مرشد جماعة الإخوان، محمود عزت، حالة التخبط التى تعيشها جماعة الإخوان وجبهاتها المتصارعة، وقنواتها التى تبث من تركيا، خاصة أن التنظيم هو من سرب هذه الشائعة الخاصة بوفاة الرجل الأكبر فى التنظيم، ثم خرج لينفيها.
الخبر الذى أصبح حديث السوشيال ميديا خرج فى البداية من جبهة المكتب العام لجماعة الإخوان، وهى الجبهة المناوئة لمحمود عزت وعواجيز الجماعة، فى محاولة لضرب جبهة العواجيز وقيادات إسطنبول، وإحداث حالة من التفكك داخل الجبهة الخاصة بمحمود عزت.
هذه الشائعة وقعت فيها أيضا قنوات الإخوان، فى ظل حالة تناقض شديدة تعيشها قنوات الإخوان فى تركيا، تكشف حالة التخبط الشديد الذى تشهده الجماعة، حيث أعلنت قناة الشرق الإخوانية التى يترأس مجلس إدارتها أيمن نور خبر عن محمود عزت القائم بأعمال مرشد الإخوان، لتخرج قناة وطن التابعة لمحمود حسين الأمين العام للجماعة لتنفى هذا الخبر.
البداية كانت بقناة الشرق الإخوانية التى بثت عبر صفحتها خلال اليومين الماضيين، نبأ وفاة محمود عزت القائم بأعمال مرشد الإخوان فى أحد المستشفيات التركية.
على الجانب الآخر خرجت الصفحة الرسمية لقناة "وطن " الإخوانية بخبر ينفى وفاة القائم بأعمال مرشد الإخوانية قائلة إن كافة الأخبار التى نشرت بشأن وفاة محمود عزت عارية تماما عن الصحة، فالواقعة تكشف حالة التخبط الشديد التى وصلت إلى أن قنوات الإخوان تكذب بعضها، وتفضح الشائعات التى يروجونها عن بعضهم البعض.
من جانبها أصدرت جماعة الإخوان بيانا على لسان طلعت فهمي المتحدث الإعلامي باسم الجماعة تؤكد أن محمود عزت القائم بأعمال المرشد العام للإخوان بخير وأن الخبر المتداول عن وفاته غير صحيح، كما نقلت قناة "وطن"، عن طلعت فهمى أيضا عبر شاشاتها من إسطنبول أن القائم بأعمال المرشد العام للإخوان بخير وأن الخبر المتداول عن وفاته غير صحيح.
وتفسيرا لهذه الواقعة قال هشام النجار، الباحث الإسلامى، إن ما حدث مرتبط بمحاولات التهدئة في الخطاب التي صدرت من الجناحين المتنازعين داخل الإخوان، فكلاهما أصدرا بيانات مؤخرًا ويبدو أنهما يستبقان لإثبات من هو أقدر على قيادة الجماعة خلال مرحلة ما بعد مرسي، وظهر أن كلا الجناحين يحاولان كسب القوى المدنية المعارضة بخطاب تبدو فيه نبرة المرونة والتهدئة والتنازلات ومزاعم تصحيح الاخطاء وعدم السعي للسلطة، وبغض النظر عن سيطرة الحس والتكتيك الاخواني المناور والمخادع في مثل هذه الظروف.
وأضاف الباحث الإسلامى ،أن تصدير خبر موت عزت الهارب لتركيا في هذا التوقيت يخدم جناح الحرس القديم وليس جناح الكماليين لأن عزت يمثل المسار العنيف والأدبيات الاخوانية التقليدية واستمراره في المشهد يفقد جناحه فرص ترويج نفسه وفق متطلبات مرحلة ما بعد مرسي ولذلك أطلقت شائعة موته لا لشيء إلا لإظهاره كشخص بدون تأثير في المشهد وأنه حتى لو كان حيا فهو إما مريض أو منعزل دون تأثير كبير.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة