أحمد إبراهيم الشريف

توت عنخ آمون.. أين لعنتك؟

السبت، 06 يوليو 2019 10:00 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
تحدت دار المزادات العالمية "كريستيز" القيم والأخلاق والمجتمع الدولى، وباعت رأس تمثال للملك الفرعونى الشهير توت عنخ آمون فى مزاد علنى منذ أيام.
 
تقول لى وما الجديد فى ذلك؟ ودور المزادات طوال الوقت تبيع آثارا مصرية ونحن نكتفى المشاهدة أو إبداء الاعتراض اللطيف؟ أقول لك إن كلامك صحيح جدا، لكن هذه المرة كان هناك شىء مختلف، بل شيئان فى الحقيقة، الأول أن الحكومة المصرية اتخذت خطوات إيجابية وطالبت الدار بوقف البيع وتأجيل المزاد، بل طالبت الحكومة البريطانية بالتدخل، والأمر الثانى أن دار المزادات "كريستيز" تعرف أن التمثال مسروق، وليس لديها أوراق ملكيته، لكنها واصلت عرض التمثال وبيعه.
 
أريد هنا أن أتوقف عند هذه الجزئية الأخيرة، فبعدما أثار عرض التمثال الكثير من الضجة، وتدخلت الحكومة المصرية، قالت دار "كريستيز"، إن التمثال كان يملكه صاحب شركة  Wilhelm von Thurn und Taxis  والذى عاش من 1919 إلى 2004 وأنه باعه عام 1973 أو 1974 إلى Josef Messina، لكن ذلك الكلام ليس حقيقيا، فقد قام أحد المواقع الأجنبية ويدعى "لايف ساينس"، بالبحث فى حياة صاحب  Wilhelm von Thurn und Taxis والتحدث إلى عائلته والأصدقاء الباقين على قيد الحياة وبحث فى جمع الوثائق المتعلقة بحياته، وكانت المفاجأة أن الأسرة أثارت الشكوك، حيث قال ورثة Wilhelm von Thurn und إن والدهم لم يمتلك التمثال، علاوة على ذلك قالت ابنته إن والدها لم يكن من محبى التحف القديمة أو الفن بشكل عام، لأنه لم يكن شخصًا مهتمًا بالفن، وأكد جودولا والترسكيرشن، مؤرخ وصحفى كان يعرف Wilhelm  جيدًا، أنه لم تكن لديه مجموعة أثرية على الإطلاق.
 
وعليه، فإن دار المزادات الشهيرة خضعت لشهوة المال والبيع ولم تخضع للقيم ولم تقدم ما يثبت تاريخ ملكية التمثال، وفى الوقت نفسه لم تؤجل البيع، وذلك لأنها اعتادت ألا يحاسبها أحد، وتعرف أننا لن نفعل أكثر من الكلام والإدانة، ثم ننشغل بشىء آخر ويذهب التمثال كما ذهب غيره إلى ظلال البيوت، أو يدخل دوائر مشبوهة الله أعلم بها.
 
وبالتالى أنا لا أعرف ما الخطوات التى ستتخذها وزارة الآثار الممثلة للحكومة المصرية فى هذا الشأن، وأتمنى أن أعرف، وأرجو أن يكون الرد قويا وحاسما فيما يتعلق بالدار ومكتسباتها، لو تطلب الأمر مقاضاة دولية فلنقم بها، لو تطلب تدخلات دبلوماسية فلنفعلها، علينا أن نضع هذه الدار نصب أعيننا ونصنع لها كثيرا من الأرق، حولوا الأمر لقضية عامة، واجعلوا الناس تشارك فيها، واصنعوا ضجة كبرى، ربما تتعلم هذه الدور الواقعة فى فخ الشهرة والمكسب شيئا عن المصريين، أو تصيبها لعنة فرعونية حقيقية.









مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة